التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:17:45 غرينتش


تاريخ الإضافة : 25.06.2013 13:41:25

للإصلاح كلمة: تتعلق بحزب الله

الأستاذ محمدو بن البار

الأستاذ محمدو بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة ستتوجه إلى حزب الله اللبناني لتسمعه عن قرب هذا العنوان الجديد وذلك لتدخله المنحرف عن الطريق المستقيم مع نظام منحرف عنها. والعنوان الجديد الذي أصبح غالبية العالم الإسلامي يردده هو : ماذا خسر حزب الله من تدخله في سوريا لصالح رئيس لا يثـنيه عن القتل والدمار الشامل لشعبه إلا إذا أعلن الولاء المطلق له ولو أدى ذلك القـتل إلى إدخال جميع ما في ظهر الأرض من شعبه إلى داخل باطنها.

فحزب الله الآن نصب نفسه معنيا بقول الله تعالى (( اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) فبدلا من تسمية المسلمين للحزب بحزب الله المجاهد المقاوم لليهودية والصهيونية أصبح حزب الله القاتل للمسلمين الأبرياء ظلما وعدوانا.

فأغلبية العالم الإسلامي التي كانت إذا شاهدت طلعة رئيس الحزب حسن نصر الله على شاشة التلفزة تتوقف جميع مشاعر المسلم الجانبية لتتحد وتتوجه إلى تلك الصورة التي كان المسلم ينظر فيها صورة المؤمن البطل المجاهد في أعداء الله الأشرار ، فإذا الرجل ينسلخ من تلك الصورة المشرقة انسلاخ الحية من جسدها ليبدل قتال أعداء الله الأشرار بقتال أهل السنة الأبرار ، وليقف بعد ذلك أمام التـلفاز ليظهر للعالم أنه انتـكس هذه الانتكاسة التعساء عن عمد وسبق إصرار وليقول بملئ فمه : نحن سنكون عندما يجب أن نكون ، ومعنى ذلك أنهم لم يكونوا كما يجب أن يكونوا.

فهذا القائد الذي كان كلامه عند جميع الأمة الإسلامية حكما يقتدي بها ومنهجا يتمنى كل مسلم أن يكون بجنبه ويتمنى المسلم أن يهدى الله إلى منهجه كل قادة الأمة الإسلامية أصبح بين عشية وضحاها أكبر وأكثر قاتل لأبرياء المسلمين ذكورا وإناثا شيوخا وأطفالا ويتبجح أمام العالم الإسلامي بهذه النكسة الأخلاقية الظالمة التي أصابت مقاتله ومقاتـليه في الصميم وذهبت هذه النكسة التعساء في جميع عروقه حتى تدخله في لحده ليستمع إلى قول الله مباشرة (( إنه فكر وقدر فقـتل كيف قدر )) إلى آخر ما خوطب به الطاغية العربي آنذاك عند وقوفه في وجه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للعالم جميعا للدخول في السلم كافة ولا يتبعوا خطوات الشيطان.

إن هذه الطريقة الخرقاء المهلكة التي اختارها حزب الله في الآونة الأخيرة لتكون بمثابة المكنسة الذكية لتدخل في قـلب كل مسلم وفقه الله ليتميز له الخير من الشر ولتمحو من عمق قـلبه كلمة حزب الله ، وحسن نصر الله ، والمقاومة البطلة.
ولتسبق مكان هذه العبارات بالمداد الأسود وتكتب مكانها أبيات الشاعر الموريتاني عندما سمع بسخاء رجل ومدحه لذلك قبل أن يجربه يقول الشاعر :
شهدت ليحيي بالسخاء شهادة ** تبين لي بعدها أني كاذب
فأشهدكم والله شاهد علــــــــــــي ** أنني من تلك الشهادة تائب
فهذا الشاعر كان يظن أن ما قيل من السخاء عن ممدوحه صفة راسخة في شيمه وعروقه فإذا هو عند التمحيص والاختبار فقاقـع منفوخة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.

إننا كنا نعلم أولا أن حسن نصر الله شيعي وعندما نقول شيعيا معنى ذلك أنه تابع لقوم ( مسلمين ) أزلهم الشيطان عن الإسلام الخالص وأجلب عليهم بخيله ورجله وأتاهم من حيث لا يحتسبون.

وإتيان الشيطان من هذا الباب هو شكل نوعي من عداوة الشيطان للإنسان المسلم فإن السلاح الثقيل المفضل عند الشيطان وربما هو سلاحه النووي هو أن يكون داخل جهة الإسلام من المسلم غير محصنة بالوقوف حرفيا عندما جاء مكتوبا ومحفوظا داخل دفتي المصحف أو ما صح صحة مثالية من كلام من لا ينطق عن الهوى حتى يكون مثل وحي يوحى.

إن هذه الثـغرة عندما تنكشف من المسلم للشيطان ويحتـلها ويتـتـرس فيها بالإسلام المكذوب على الإسلام ويبدأ يتوسع في تلك الثـغرة على جميع الجبهات بالروايات والحكايات والخرافات المنافية لجميع ما جاء في الآيات البينات المنزلة من رب الأرض والسماوات والمرويات الصحيحات عن المؤيد بالمعجزات فأعلم بأن هذا المسلم قد أهلك نفسه بالمهلكات وأصبح مدرجا بدم إسلامه المزيف بالعبادات الشيطانية المتخصصة والمتخرجة برتبة امتياز من مدارس التضليل المنسوب إلى الإسلام وما هو من الإسلام كما قال تعالى في شأن الضالين من أهل الكتاب يقول تعالــــى (( وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون )).

فكم من فـئة تدعى أنها إسلامية وتحفظ كثيرا من الروايات والحكايات المكذوية على الإسلام وتقوم بطقوس تزعم أنها دينية والدين الخالص منها براء بل الإسلام قد نهى أصحابها عن سلوك تلك الطرق التي تضلهم عن سلوك الطريق المستقيم يقول تعالى(( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تـتـبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ))

فالشيطان استورد من مخازنه الدينية المضللة حب أهل البيت الذي هو جزء من الإسلام حسب معايير الإسلام الدقيقة التي يقف المسلم الذي اختاره الله للسير على الطريق المستقيم عندما يرى خطوطها الحمراء واضحة أمامه يقف وقفة العارف بأن تلك الخطوط الحمراء هي حدود الله والله يقول (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده ندخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين )) وسواء كانت تلك الحدود عقيدة في القلب أو سلوكا في الجوارح.

إن تلك الثـغرة الجهنمية التي فتحها الشيطان في الغلو والتطرف المتمثل في زعم الشيعة أنه حب لأهل البيت لم يأذن الله بهذا الشكل الذي يجعل المسلم يلعن كل يوم على المنابر من اختارهم الله سندا قويا لنـبيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.

إن من يظل يلعن أبو بكر وعمر وينعتهم بأسوأ الأوصاف وفي نفس الوقت يرمي بالفاحشة من برأها الله بآيات تتلى وطهرها تطهيرا وجعلها كنيف علم يعيش المسلمين في مروياتها الصحيحة ويهتدي بتلك المرويات كل من جعل الله في قلبه نورا ــ لم يكن ليجعل الله لأي عمل له مصلحة للمسلمين.

إن المواقع الشيطانية المتقدمة في كل ما يمليه عدو الإنسان الأول على تلك الطائفة الاثنى عشرية كان على حزب الله وعلى قائده حسن نصر الله عندما احتضنتهم الأمة الإسلامية في حناياها أن يختاروا توجيه الله للمسلمين عندما تـتـقاتل طائفتان منهم بدل أن يختار الانحياز لطائفة ظالمة معتدية لا ترقب في مؤمن ذلا ولا ذمة.

فقد وجه المولى عز وجل المسلمين توجيها يتماشى مع العدل والحكمة وصون بيضة المسلمين من أن يشقي بعضهم بقـتال بعض يقول تعالى (( وإن طائفتان من المؤمنين اقـتـتـلوا فأصلحوا بينهما )) إلى آخر الآيات، فكان على حزب الله أن يحتفظ بمكانته السامية في قلب كل مسلم ويقوم مبكرا بالإصلاح بين الطائفتين.

فبدلا من أن يقوم بتلك التوجيهات قام بنزع لباس الجهاد عن حزبه ليرى العالم سوآته على حقيقتها ويتـلـطخ بدماء المسلمين الأبرياء ليكون هو والعدو الإسرائيلي متشابها وغير متشابه: متشابهان في قـتل الأبرياء المسلمين وغير متشابهان في السكن المكاني فقط.

ومن هنا أزف لجميع المسلمين فحوى هذا التحليل والاستـنـتاج الذي نرجو من الله أن يدركنا تأويله وأعوذ بالله في الوقت نفسه أن أرد إلى أرذل العمر.

إ ن الحديث الصحيح الصادق عن من لا ينطق عن الهوى قد جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم : << ستـقاتلون اليهود حتى تقول الصخرة يا مسلم هذا يهودي وراء ظهري تعال فأقــتـله >> .
إن فحوى هذا الحديث يقضي بأن قتالا سيقع بين اليهود والمسلمين وينـتـصر فيه المسلمون.

وقبل قرن من الزمن كان المسلم يقول : كيف يقع هذا القـتال واليهود غير موجودين في مكان محدد يمكن قتالهم فيه إلا أن القدر شاء أن يتآمر جميع الأوربيين على المسلمين ويتمكنوا من إنشاء وطن لليهود بين المسلمين وعلى أرضهم المقدسة إلا أن العالم اعترف بدولتهم تحت اسم إسرائيل والحديث فيه اسم اليهود ولذا فإن إسرائيل الآن تبذل كل جهدها على العالم ليعترف بها كدولة لليهود ويسميها كذلك وسينجحون في ذلك ليتحقق وعده صلى الله عليه وسلم بقـتال اليهود.

كما أن العالم كان يرى أن المقاتلين لليهود هم الشيعة المتمـثلين في حزب الله .
ومن المعلوم أن إسلام حزب الله داخل في الإسلام الشيعي والإسلام الخالص مثل الماء المطلق الذي لا يضاف إلى شيء إلا أسلبه طهريته لا ماء الورد ولا ماء الزعفران فكذلك الإسلام لا يضاف لشيء لا الشيعة ولا الدرزية ولا النصيرية .. الخ إلا أسلبه إخلاصه.

فجميع الإضافات التي ينسب فيها الإسلام إلى طائفة أو طريق غير إضافته إلى الله كما قال تعالى (( إن الدين عند الله الإسلام )) لا يمثل كلمة الدين الخالص.
فكلمة الما2ء المطلق تساوي كلمة الإسلام السني غير المنسوب إلى غيره وبذلك يكون القدر جاء بهذه الثورة السورية لتتولى بإذن الله مباشرة مقاتـلة اليهود باسمهم يهود وباسمها هي الإسلام السني.

كما أن التمهيد لهذه الثورة السنية بوجود ثورات الربيع العربي قبلها له دلالات أخرى سوف تحقق بإذن الله جميع ما وعد الإسلام به سواء كان قرآنيا يتلى أو سنة صحيحة تحفظ.

وإن كان البعض أصبح يشكـك أو يقـلل من أهمية ثورات الربيع العربي بل أصبح من يكتب ضدها ويمزق أهداف أصحابها بل أصبحوا يرددون مقالة منافقو أهل المدينة عند غزوة الأحزاب كما قال تعالى عنهم (( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)).

ولكن جواب هذا الكلام من أعداء أمة محمد صلى الله عليه وسلم موجود في آية أخرى وهي قوله تعالى (( لئـن لم ينـتـه المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغريـنك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ..)) الخ الآيات.

وباختصار شديد فإنه كان على حزب الله اللبناني أن يحتفظ بمكانته السامية المقاومة الجهادية في قلوب المسلمين ولا يحط نفسه من تلك الصورة إلى الحضيض المميت بالنسبة لمقاومته وجهاده.

والآن قد استبدل قـتـل الأبرياء المسلمين بمقاومته وجهاده بانحيازه إلى القوم الظالمين فيقول له المسلمون ما قاله تعالى لأصحاب الظلم (( وسيعلم الذين ظلموا أي منقـلب ينقلبون)).


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!