التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:04:01 غرينتش


تاريخ الإضافة : 01.07.2013 18:01:37

أزواد.. هل تصلح الانتخابات ما أفسدته الحرب؟!

سيدي ولد عبد المالك - إعلامي موريتاني مهتم بالقضايا الإفريقية

سيدي ولد عبد المالك - إعلامي موريتاني مهتم بالقضايا الإفريقية

بعد مرور أيام على توقيع اتفاق المصالحة المبدئي بين الحكومة المالية و حركات الطوارق المسلحة بتاريخ 18يونيو 2013 لا تزال الحالة النفسية لعموم النخبة السياسية المالية في أجواء الشحن التي واكبت سقوط إقليم ازواد بأيدي حركات الطوارق المسلحة و الجماعات الإسلامية التي كانت سندا و حليفا لها في تلك الفترة قبل أن ينفرط عقد التحالف بين الجانبين.

فقبل أن يجف حبر اتفاق واغادوغو ، تقاذفت سهام بعض السياسيين المحليين الوسيط المالي المكلف بالأزمة "تيبلي درامي"، متهمة إياه بإبرام اتفاق مع "عصابات الجريمة و قطاع الطرق" في إشارة إلي ممثلي حركات الطوارق، و بالتنازل عن بعض القضايا التي تمس من سيادة مالي و هيبة جيشها.

و لم تتوقف حملة منتقدي الاتفاق على السياسيين، فقد انتقد "شيخن تقي"، و هو أحد الأقلام الصحفية الموالية للنظام، مشاركة زعامات التمرد في التوقيع على الاتفاق، و قال في مقال نشره بيومية "22 سبتمبر" يوم أمس الإثنين، أنه "كان الأولي بالوسيط رفض توقيع اتفاق مع أشخاص مطلوبين لدي العدالة المالية".

حالة السخط السياسي هذه دفعت بالرئيس المالي بالإنابة ديكوندا تراوري للاجتماع برؤساء الأحزاب السياسية المالية لشرح بنود الاتفاق و ملابسات توقيعه، التي تمت برعاية الرئيس البركينابي، بليز كومباوري، وسيط الأزمة المكلف من قبل منظمة تنمية دول غرب إفريقيا.

غير أن مراقبين محليين لا يستبعدون مع بدء دخول توقيت الانتخابات الرئاسية و التشريعية المقررة تنظيمها في 28 يوليو مرحلة العد التنازلي أن يتم تعاطي نخبة مالي السياسية مع الأزواديين بحالة من التعقل و الحكمة تستشعر تحديات المرحلة و تستشرف آفاق مرحلة جديدة تنقل اتفاق المصالحة المبدئي الموقع بين مالي و حركات الطوارق إلي جو من التعايش يعيد لدولة مالي سلطتها المحلية، و يمنح الأزواديين وضعا جديدا ينسيهم العيش في وطنهم كمواطنين من الدرجة الثانية.

و برأي مراقبين فإن بوادر مرحلة جديدة بين الطرفين باتت تلوح في الأفق، فقد بدأت رسائل المغازلة السياسية تنهمر على الأزواديين، حيث دعا الوزير السابق "سوميلو سيسي" ، و أحد المرشحين المحتملين للرئاسيات القادمة، الماليين إلي التسامح و التصالح لتأسيس مرحلة جديدة، و ذلك عشية توقيع الاتفاق بين الطرفين.

كما زار "إبراهيم بوباكار كايتا" رئيس الجمعية الوطنية السابق و مرشح حزب التجمع من اجل مالي للانتخابات الرئاسية مدينة تمبكتو بالشمال في خطوة اعتبرها مراقبون حملة سياسية سابقة لأوانها للتأكيد على جوهرية مشكلة الشمال بالنسبة لهذا الزعيم السياسي.


و مع أن حدود الانفتاح السياسي لكبار لاعبي المشهد السياسي المالي على الأزواديين مازالت ضيقة، إلا أن ثمة مؤشرات قوية على أن تتسارع وتيرة هذا الانفتاح في الأيام و الأسابيع القادمة متجاوزة تقديم برامج انتخابية تركز على تقديم حلول و مقاربات للإقليم المضطرب إلي خطب ود زعامات التمرد التي كان بعضها لوقت قريب يتصدر المشهد السياسي المحلي سواء بحضوره بالبرلمان أو المجالس المحلية و ذلك تحت يافطة بعض الأحزاب الكبيرة بمالي من بينها حزب التحالف من اجل الديمقراطية بمالي، الذي ينتمي إليه الرئيس بالوكالة، و الذي جاء في طليعة الأحزاب الأكثر تمثيلا بأزواد في آخر استحقاقات انتخابية قبل أربع سنوات.

نقلا عن أسبوعية الأخبار إنفو


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!