التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:17:31 غرينتش


تاريخ الإضافة : 02.07.2013 10:13:55

مصر بين الخيانة و الاخوان

محمد محمود احمد بابو

محمد محمود احمد بابو


تعيش مصر هذه الأيام صراعا سياسيا غير مسبوق فمنذ الثورة المباركة التي أطاحت بالرئيس مبارك والتي انطلقت في الخمس والعشرين من يناير والهزات الارتدادية والثورات المضادة تترى على مصر ....
فمن حل البرلمان إلي الاعلان الدستوري المكمل أو المكبل كلاهما قراءة سبعية إلي المظاهرات و الاعتصامات وقطع الشواع والطرقات مما أثر ويؤثر سلبا على فضاء التنمية والازدهار لأنهما يرتبطان ارتباطا يكاد يكون عضويا فلا تنمية بدون استقرار ولا نهضة بدون أمن وإذا أصيبت السياسة بالسعال أصيبت التنمية بالزكام

فمنذ أن اختار الشعب المصري أن يتصالح مع عمقه الاستراتيجي وهويته الحضارية ويستعيد دوره الطلائعي والتاريخي مجسدا ذالك باختيار الدكتور محمد مرسي مرشح الثورة المصرية الذي تعرفه ميادين مصر العلمية ...والسياسية... بل حتى سجونها ....تعرفه يعرفه النيل ..ويعرفه التحرير ....وتعرفه جموع الغلابا من المصريين ...

منذ ذلك ومحاولات الإعاقة والإزاحة تترى بدءا بالمؤسسسة القضائية التي مرغت أنفها فى مستنقع السياسة التي أفسدها وأفسدته مرورا بالتضليل الإعلامي وليس انتهاء بالقوي السياسية المرتهنة لقوي خارجية ومطامح ذاتية تريد هذه المطامح ولوعل أشلاء وجماجم وأنقاض هذا الشعب المسكين الذي عاني الويلات خلال الحقب الماضية من الاستبداد ...والافساد

في الذكري الأولي الانتخاب الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي تمر مصر الآن بمخاض عسير وصراع مرير هدفه الاستيلاء علي السلطة ليس عن طريقة الشرعية الدستورية طبعا وإنما عن طريق الشرعية الشعبية بين مزدوجتين وهذا ماجعل الصراع يحتدم الآن بين بين شرعية الدستور وشرعية الشعب
بين الدستور و الشعبوي

لا شك أن الدستور هو أعلي وثيقة قانونية لدي الدول وهو عقد اجتماع ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وهو الوحيد المخول لتحديد الصلا حيات والمأموريات وهو طبعا ليس ورقة مقدسة لكنه تعبير عن إرادة الأمة في إطار حضاري رفيع يسد الباب أمام الاستبداد من جهة وامام الفوضى من جهة اخري ولا بدو من استفتاء الشعب استفتاء عاما ومباشرا عليه حتي يكون ذامصداقية ومادام الشعب هو صاحب السلطة أصلا فهل بالإمكان أن ينتزعها متى ماشاء وكيف شاء مع العلم أن مفهوم الشعب مفهوم عام وعائم وحمال أوجه يسقطه كل على نفسه فكلما خرجت مظاهر في حين غفلة من ضمير أو نشوة من عاطفة تيقول الشعب يريد إسقاط النظام أو بقاء الشرعية نقول ها هوالشعب قد قال كلمته وعلي الجميع ان يمتثلها بل علي المؤسسة العسكرية انطلاقا من دورها التاريخي وواجبها الوطني أن تجسد هذه الإرادة إذا كان ذلك كذلك فاعتقد ان مصر ومن خلفها المؤسسة العسكرية ستدخل في دوامة من العنف والعنف الضاد دوامة من الانقلابات والاتقالات والانتخابت قد تكون لها بداية لكن نهايتها لن تكون في الأفق المنظور
وهذا لا يعني مياركة الأنظمة ودعمها و مساندتها وإنما يعني أن منطق الحوار الضاري والمعارضة المسؤولة هو ما ينبغي أن يكون سيد الموقف
بين الحوار والدمار

لاشك أن مصر تعيش الآن أزمة سياسية مستحكمة و ان طرفي الازمة وهما التيار الإسلامي ممثلا في ا لإخوان من جهة وما يعرف بالتيار المدني من جهة أخري ولاشك كذلك أنه ليس بالإمكان لأحد الطرفين استئصال الاخر وإلغاءه وبالتالي فإ‘نه إذا لم يجلس الجدميع علي طاولة المفاوضات ويعتمدوا منهج الحوار والحوار فقط فإنه بمفهوم المخالفات قد اعلنوا الحرب علي بعضهم البعض وبالتالي أعلنوا نهاية مصر وخرابها وستتحول المعركة من معركة إصلاح وتجديد وتجويد إلي معركة وجود وعدم فإما أنا "وبرغم أنف صناديق الأقتراع" أو الطوفان لترسو بذلك سفينة مصر المحروصة بإذن الله علي مفترق طرق ميدان التحرير و رابعة العدوية وخارطة طريق العسكر مجددا
فإلى أين تتحه مصر الآن ومن بوجه بوصلة مستقبلها ؟
هل هي معركة عض أصابع ؟؟يحاول كل منهما حسممها بسرعة مراهنا علي نفاد صبر الآخر ومعتمدا علي عامل الوقت في نزع فتيل الأزمة من جهة وفقد مؤسسة الرئاسة لمصداقيتها من جهة أخري

فمن المؤكد أن كلا من الطرفين علي مفترق طريق فإما أن يكون أولا يكون فآخر طلقة للمتمردين هو هذه المظاهرات فإما أن ينجحوا في سقاط الرئيس في هذه الفرصة وإلا سيخرج الرئيس من هذه اللأزمة أصلب عودا وأقوي شكيمة لأن الضرب التي لا تقتلك تقويك وبدل انتخابات رئاسية مبكرة سيلجؤا مضطرين إلي انتخابات برلمانية سريعة و سكون بمثابة استفتاء علي الرئيس فمن يأخذ أغلبية برلمانية سيشكل الحكومة طبعا سواء أكان الرئيس أو غيره وأخلاقيا إذا لم يحصل الرئيس عل أغلبية برلمانية فإن عليه أن يعتبر ذلك نزعا للثقة منه ويقدم استقالته بملئ إرادته ودزن إكراه من أي نوع مادي كان أو معنوي
أما السيناريو الأسوأ فهو أن يقدم الرئيس باستقالته الآن لأن ذلك يعني تلقائيا عودة الفلول أو العسكر إلي سدة الحكم لأن الصراع الدائر الآن دائر بين قطبي الثورة بين العلمانيين من جهة و الاسلاميين من جهة أخري فلو افترضنا جدلا أن الشباب نجح في إسقاط مرسي فإنه من المؤكد أنهم لن ينجح في ملء الفراغ بل سيخلف أصحاب الجريمة علي الغنيمة وتعود مصر والعود هنا "وعلي غير العادة" اسوأ إلي الفلول وإلي الوراء وحينها سيندم الجميع و لات ساعة مندم


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!