التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:15:34 غرينتش


تاريخ الإضافة : 09.07.2013 14:22:57

حين تسقط الأقنعة وتتهاوى الشعارات

استطاعت ثورة مصر أن تسقط مبارك لأنها انطلقت أول ماإنطلقت بإرادة الأحرار الذين عاشوا الظلم والإقصاء والتهميش في أوطانهم وذاقوا مرارة الإرهاب الفكري أرهقتهم الأحكام العرفية والإرتهان لإسرائيل وأمريكا فكان نشيدهم (سلفي أوعلماني ليبرالي أو خواني إيد وحدة ) كان هذا هو هتافهم لأنهم يؤمنون أن الاختلاف لايفسد للود قضية وأن الوطن للجميع إلا أن ذلك الهتاف وكل شعارات الحرية والعدالة والتسامح والتداول السلمي والاحتكام للصناديق أصبحت لمن أرادها جسرا يعبر منه الي الكرسي علي المحك بعد أن صدمت الزعامات التي لارصيد لها في الشعب ولا في الشارع بفوز المشروع الإسلامي
إلا أن أحدا لم يكن يتصور أن يصل الأمر الي حد إجهاض ثورة شعب والدوس علي أحلامه والتنكر لإرادته وسد كل المنافذ والأبواب في وجه برنامج النهضة الفائز بأغلبية أصوات الشعب المصري وظل لسان حال الذين خسروا الرهان الانتخابي يقول " أنا أو الطوفان " ولأنهم علموا أن لا أمل لهم في نتائج الصندوق كفروا كفرا بواحا بالديمقراطية وارتدوا عن عقائد التحرر والحداثة ليترجل البرادعي من على صهوته الأمريكية ليعتلي الدبابة أما صباحي فلم ينزل يوما عن الدبابة لأنها مهد ولادة فكره الذي يعتنقه وورًثه بغض الإخوان فظل يراهم كالأشباح في هواجس نومه وقبل أن يعزلوا مرسي سقطوا سقوطا حرا تجذبهم أنانية الفرد والمصالح الضيقة والعمالة المتجذرة ومن المفارقات أن يحاولوا الوصول الي السلطة علي الدبابة وأعناق العسكر فيتضح أن الفلول هم من وصل على عواتق الجميع
لتبدأ ثورة الأحرار بعد أن محِصت – بكتابة فصل جديد في سفرها الخالد مكتوب في أول سطر منه أن أي ثورة في أي زمان أو مكان لن تتحرك عجلات قطارها قبل أن يسقط منه المتسلقون ومن ركبو الموجة لأنهم " لوخرجوا فيهم مازادوهم إلا خبالا" ولنصبوا لواء غدر وخيانة وهو ماحدث بالفعل أما السطر الثاني في سفر الثورة فيقول والتاريخ يشهد أن أي ثورة لم تسبقها أو تصاحبها ثورة فكر تحرٍر العقل وتلهمه القدرة علي التعايش والجاهزية للعمل في مساحة المشترك من أجل المصالح العليا لن تكلل بالنجاح وثورة الفكر والعقل تلك بدأت عند ماسقطت أقنعة العلمانيين وارتكست شعاراتهم مما سيفرض عليهم بعد أن يفيقوا من نشوة انتصار كاذب زائف ويتجرعوا مرارة هزيمة فكرية هي الأكبر في حجمها والأعمق في مآلاتها وأبعادها أن يقوموا بمراجعات فكرية قد تخفف من عدائهم لشركاء الوطن فيدركوا أمرين أولهما أن إرادة الشعوب غالبة وثقتهم هي الرهان والمشروع الذي يمثل هويتهم وقيمهم هو الخيار والأمر الثاني أن ثورة الحرية عرت إفلاسهم القيمي والأخلاقي حين طاوعتهم ضمائرهم الولوغ في الدماء والتآمر علي الوطن
وتأتي مجزرة الحرس الجمهوري لتكتب سطرا آخر في فصل الثورة الجديد سائلة العالم من عطل مصالح العباد والبلاد وألغي المؤسسات الدستورية وتآمر علي الشرعية ؟ من حرق مقرات وممتلكات فصيل بعينه؟ من قتل المتظاهرين وأراق الدماء رفض الحوار ولأن الأحرار وحدهم هم القادرون علي الإجابة بموضوعية يجيب إيقاع الثورة إنهم المتآمرون المتساقطون مسلِموا البطاقة وعلمانيوا الشعار وليبراليوا القناع والضمير الذين آمنوا بديمقراطية الغرب وكفروا بها في أوطانهم فالغرب وحده في نظرهم ووفق ممارساتهم هو من يستحق التداول السلمي علي السلطة وصراع الأفكار وإشاعة قيم التسامح عند الخلاف وهو وحده الذي يستحق البناء والتعمير وثورة العلم بسواعد كل مواطني البلد الواحد أما شعوبنا التائقة الي الحرية والإنعتاق والمسكونة بأمل الرقي والتقدم والرفاه فعليها وفق إرادة العلمانيين أن ترجع الي كهوف الماضي وأن تحكم بقانون الغا ب
كاتبة صحفية
زينب التقي


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!