التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:15:37 غرينتش


تاريخ الإضافة : 09.07.2013 18:57:52

للإصلاح كلمة تتعلق بدولة مصر

الأستاذ / محمدو ولد البار

الأستاذ / محمدو ولد البار

كلمة الإصلاح هذه المرة ستتوجه إلى دولة مصر ذات الغرائب والعجائب لتستعرض للعالم أجمع الإنتاج المصري الجديد في الغرائب والعجائب.

فمن المعلوم أن العالم أصبح شبه قرية واحدة وكان يظن هذا العالم أن أي شيء سيقع فيه الآن لابد أن تكون العقول العالمية تـقبله، ولا بد أيضا أن يكون صادرا من أصحاب عقول محلية لتستمع إليهم عقول الناس المتصنتة في كل دقيقة على ما يصدر في العالم أجمع.

وبينما العالم يتوجه بنظره إلى ما يجري في مصر من احتجاجات تقوم أصلا بين معارضة شاركت كلها في الانتخابات مع الطرف الفائـز وتطالب برحيل الرئيس الذي نجح في الانتخابات، ومن بين هذه المعارضة من سموا أنفسهم ولأول مرة في التاريخ بالمتمردين هكذا اعترافا علنا أمام الملأ بأن حركتهم حركة تمردية بمعنى غير شرعية.

ومن المعروف كذلك أن حكومات العالم أعدت لمكافحة التمرد قوة داخلية تسمى هيئة الشرطة وإذا عجزت هذه الهيئة عن هذه المهمة وخيف على مؤسسات الوطن من الانهيار تستدعى السلطة الحاكمة القوات المسلحة المعدة أيضا للمحافظة على حدود الوطن وسلامة أراضيه من الأجنبي المعادي، واستـتـباب الأمن عند الضرورة، فتأمرها بالعمل بكل فنية وحزم على إرجاع الهدوء والسكينة للوطن.

لأنه من المعروف أن كل ما في يد هذه القوات من السلاح هو إما مصنعا محليا وإما مشترى والكل من ميزانية ضرائب الشعب كل الشعب.

فبينما العالم عاقـله وأحمـقه ينـتـظر من هذه القوات الأمنية والقوات المسلحة أن تـتـدخل لصالح السلطة المنـتـخبة وإجبار المعارضين لها بقوة السلاح الذي بين أيديهم والمخصص عادة لمكافحة المتمردين ومن يساعدهم على تمردهم هذا، وأن تضع هذه القوة المسلحة نفسها تحت تصرف قائدها الأعلى الرئيس المنتخب لتـنفيذ أوامره بدقة فائقة فإذا جمهورية مصر العربية تعود إلى إصدار الغرائب والعجائب وهذه المرة لم تصدر مصر غرائبها وعجائبها في تاريخها الفرعوني القبطي فيما قبل التاريخ ولكن في تاريخها الإسلامي في القرن الواحد والعشرين ومن طرف قواتها المسلحة بالذات، وسنبدأ بتعداد هذه الغرائب والعجائب الآن.

فأول غريبة عجيبة يراها العالم هو إصدار قائد القوات المسلحة المصرية لبيانه الأول في إعطاء مهلة للفريقين المتنازعين بالاتفاق وإلا سيصدر هو خطة طريق لحل هذه القضية.

وهذا البيان طبعا لم يأمره به أي أحد ولم يستـند فيه إلى أي سلطة إلا أنه يعرف أنه يملك سلاحا للدولة والدولة وضعت تحت أوامره من يأتمر بأوامره بقوة الدستور والقانون فلم يتلق هذا الأمر لا من صاحب السلطة ولا من الله لأن هذا الأمر خيانة للأمانة وافتيات على السلطة، وهاتان فاحشتان في الإسلام والله لا يأمر بالفحشاء بل الذي أمره بهذا البيان هو الشيخ النجدي المعروف فالله يقـــول (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء).

والعجيبة الثانية: هي استدعاء هذا القائد لسياسي الدولة ورجال دينها ومن أغرب العجائب استجابة هؤلاء المدعوين لهذه الدعوة.

فهو ليس له أي صلاحية استدعاء إلا لمن تحت أوامره من العسكريين وهؤلاء المدعوين لا يعرف استجابتهم لدعوته له تحت أي شرع أو أي قانون.

العجيـبة الغريـبة الثالثة: عزل هذه الجماعة لرئيس منتحب وتعيـينهم لرئيس بدله فأي دستور أو قانون ينص أن الرئيس المدني يعينه قائـد القوات المسلحة يرأس جماعة لا تجمعها أية صفة قانونية.

ومن أغرب العجائب أن يقـبـل هذا المعين الذي كان رئيس محكمة دستورية هذا التعيـين لأنه من المفروض أنه يعرف الجهة التي تعين للرئاسة.

ومن المضحك المبكي من غرائب وعجائب مصر هذه الأيام هو العمل بما نتج عن هذه التصرفات البهلوانية للقوات المسلحة المصرية وهو تأدية هذا الرئيس المعين من طرف من لا يملك التعيـين لأداء اليمين الشيطانية لأن الدستور ليس فيه أن أي جماعة اجتمعت يمكنها أن تعين رئيسا إلا إذا كانت جماعة شيطانية لا دستور ولا قانون لها.

العجيبة الأغرب الرابعة: هو حضور شيخ الأزهر لجماعة وهو يعرف أن الذي استدعوه من الجيش متمردون وإن لم يذكروها ومن بين الجماعة الحاضرة من سموا أنفسهم بالمتردين وعندما عرضوا عليه الأمر وهو ــ أن رئيسا منتخبا يمارس عمله وأن ذنبه أنه لم يقـبل طبعا التدخل لأي شخص لا حق له في ذلك التدخل مع أنه هو قائد الرجل الذي استدعاهم ــ وأن جماعة من بينها متمردون يطالبون برحيـل هذا الرئيس ــ فيوافق هذا الشيخ الأزهري على عزل رئيس منتخب وتعيـين رئيس لا يستـند تعيـينه إلا على وجود سلاح عند من لا يملك التعيـين ويبدأ هذا الشيخ الأزهري يقـرأ النصوص الإسلامية محرفة عن مواضعها فيقول: إن الله قال (وإن طائفـتا من المؤمنين اقـتـتلوا فأصلحوا بينهما) ويقف عن آخر الآية محرفا لمعنى آخرها، فالله يقول في آخرها (فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله).

ومن المعلوم عند من لا عقـل له فضلا عن من له عقل أن الطائفة الباغية هي التي سميت نفسها بالمتمردين وأن الطائفة المبغي عليها هي الطائفة المنتخبة من طرف الشعب، فقرأ هذا الشيخ الأزهري معنى آخر الآية محرفا للكلم عن مواضعه فـقاتـلوا المبغي عليها وأعطوا القوة للطائفة الباغية المتمردة.

وكذلك استدل مع الأسف هذا الشيخ الأزهري بالقاعدة الأصولية وهي ارتكاب أخف الضررين والضرر الأخف عنده إذن هو عزل السلطة المنتخبة والوقوف في صف الطائفة الباغية المتمردة.

فسبحان الله ما أطغى وأبغي هذا الشيخ النجدي الذي ترأس جلسة البابوات الثلاثة بابا القوات المسلحة وبابا الأزهر وبابا الاسكندرية حيث استطاع أن ينزع عنهم لباسهم الأخلاقي الإنساني ليرى العالم سوآتهم وهي منكشفة عن كل أخلاق ومهنة واعتبار كان العالم يظن أن لباسهم لها لباس استحقاق فإذا هو لباس مستعار لا يقاوم أي أوامـــر لشيخ نجدي حضر لتوه ليوري العالم ما أوري عنه من سوآتهم وطفـق الجميع يخصف عليه من العبارات والآيات المحرفة والقواعد الأصولية المشوهة مما زاد هذه السوآت عريا وانكشافا.

ولفعل هذا القائد للقوات المسلحة الذي لا يملك لأقواله وأفعاله من الصلاحيـــــات إلا أنه يعرف إطلاق الرصاص وقيادة دبابات فإني أنصح الآن كل مدني أن يكون دائما حذرا من أن يدخل عليه عسكري في بيته وهو يحمل سلاحه ويقول له: أخرج من بيتـك فأنا هو صاحب هذا البيت لأني أملك سلاحا وعقدك الشرعي على أهلك لا يمكنه أن يقـاوم السلاح الذي أحمله فأخرج إنك إذن من الصاغرين بالنسبة لي.

كما أنني أنصح العالم كله بأن يكتفي عن الانتخابات التي تكلفه كثيرا من المصروفات ويبدل إجراءات الانتخابات بتحويم طائرة فوق شعبية كل مترشح ليميز قائد الطائرة المترشح الأكثر شعبية فيعين منه الرئيس بناء على تحويـم تلك الطائرة على الشعب الذي تبين لقائد الطائرة أنه الأكثر شعبـية ويسميه هو وحده بالشعب.

والنصيحة الأكبر للعالم الثالث هي أن يجعل في دستوره مادة تقول: كلما كان العسكريون يرغبون في الحكم أو تبديل الرئيس المنتخب برئيس آخر فلهم الحق في ذلك ليستريح العالم من تهمة الانقـلابات العسكرية.

وهذه النظرة الساذجة التي أنتجها اغتصاب السلطة بناء على امتلاك الغاصب للسلاح لا يماثلها إلا طلب هذا المغتصب من العالم أن يكون ساذجا وأن لا يتصور أن هذا انقـلابا.

فإذا كان عزل الرئيس المنتخب من طرف قائد القوات المسلحة وتعطيل العمل بالدستور وتعيـين رئيس للدولة من غير أي صلاحية في التعيـين غير انقلاب فما هو الانقـلاب إذن.

أما ملاحظتـنا على الدول التي اعترفت مبكرا بهذه القرصنة الإرهابية فإنـنا نقول لها أن عليها إذن أن تعترف وبدون تأخير بشرعية العمليات التي تقوم بها ما تسميهم بالإرهابـيين لأن هؤلاء يعتمدون في إرهابهم على حملهم للسلاح والقنابل والأحزمة الناسفـــة وعندهم مهارة متطورة جدا في استعمالها مع الفرق أن هؤلاء الذين يسمونهم إرهابـيـين يستدلون على خصومهم بعدم تنفيذهم لما جاء في الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة أما إرهابيو مصر الجدد فيستدلون أن ذنب خصومهم أنهم ينفذون ما جاء في تلك الآيات والأحاديث الصحيحة وكأنها نزلت لتوها.

أما أنتم أيها الإخوان المسلمون فلا شك أنكم قرأتم في كتاب ربكم قوله تعالـــــــــــــى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثـل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريـب) كما أنكم قرأتم أيضا قوله تعالى: (أم حسبتم أن تـتـركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين)، (ألـم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتـنون...) إلى آخر الآية.

أما خصومكم في مصر وغيرها فقولوا لهم ونقول لهم نحن هنا في موريتانيا (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون).


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!