التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:15:43 غرينتش


تاريخ الإضافة : 15.07.2013 17:32:03

بيرام وعقليته الغوغائية

الأستاذ / الحسن ولد محمد

الأستاذ / الحسن ولد محمد

إنها لعنة القدر أن يختلط صوت المناضلين المخلصين بأصوات نشاز تريد أن تسرق القضية، وإنه لمن مساوئ القضية أن تتشوه في هوية اللاهوية، والأدهى والأمر أن نفصل تاريخ النضال ضد العبودية عن حاضره، هكذا نغيب في غياهب واقع هجين، وفي خضم هذا التيه قد يقول قائل: ضاعت القضية، وأي ضياع هذا؟ إنه الضحك على الذقون وشر البرية ما يضحك لكنه ضحك ذو شجون الذي يحول مأساتنا إلى ملهاة، ذلك لأن لصوص القضية (العبودية) يعتقدون أننا – عبيد - نريد أن نكسر أغلال العبودية عندما نتحول إلى مشاهدين بؤساء نتفرج على تجار نخاسة في منتهى الحقارة لا يملون نهب الدراهم ولو كان ذلك على حساب معاناة بني جلدتهم، لقد قيل قديما إن الثورة تأكل أبنائها، وأن هنالك صنفين من المناضلين، مناضلين صادقين أصحاب حمل وديع، وأشباه مناضلين وهم سجناء أفلاطون طفيليون يتسلقون كما يفعل القردة بحثا عن فريسة تسد رمقهم ولكنهم مع ذلك يجيدون هوايتهم في التسلق يعولون على براءة المناضلين الصادقين المغلوبين على أمرهم مستعدون لمماشاة كل من مسك شعار النضال، لكن لصوص النضال ما فتئوا يسعون إلى التسلل إلى ذلك الجزء القاتم من معاناة أولئك الأبرياء، مستغلين عشقهم للحرية ومن هذه الثغرة تسلل برام ولد الداه الذي قذفته صروف النوى من متملق يستخدم الوساطات ليتقرب إلى نظام العقيد معاوية متوسلا ما أوتي من ولاءات لا حد لها ومع ذلك لم يكن أبدا مرغوبا فيه.

فتاريخه المهني والدراسي ارتبط بركاكة السلوك سواء في الجامعة التي كان فيها ضمن اللائحة السوداء عند الطلبة من المخبرين، أما من الناحية المهنية فكان يمثل رمز موظف سيء الصيت الذي يأخذ أتفه الرشاوى ويتغنى بانجازات وهمية في عهد نظام استعبادي - تسلطي - وتشهد على ذلك العاصمة الاقتصادية نواذيبو التي طرد فيها يوما مناضلين العمل من أجل التغيير عندما تناولوا موضوع العبودية براديكاليتهم المعهودة.


لقد كان يتبارى مع آخرين في تقديم المبادرات لأكبر نظام استعبادي لم يتنكر لوجود العبودية فحسب بل وينكل بالمناضلين ضد العبودية فبأي منطق نصدق نضال مرتزقة كل تاريخهم هو البحث عن الدراهم؟.

فلو عدنا إلى النزعة الترحالية الارتزاقية التي طبعت سلوك الرجل ففي سنة 2006 التحق بالتحالف الشعبي التقدمي في مدة قضاها اطلعنا على حقيقة نزعته الارتزاقية ثم استهوته مهنته التي ألفها في حب الدراهم ليتجه في انتخابات 2007 صوب الزين ولد زيدان ليدعمه مقابل رشوة أسالت لعابه بعد أن كان يقبض رشاوي زهيدة، وقد انفض عنه أصحابه الذين باعهم للزين ولد زيدان بعد أن أتى على نصيبه ونصيبهم، وبعد أن انتهاء الحملة وتم تعيين الزين ولد زيدان وزيرا أولا حيث وفد عليه برام يريد التعيين فأجابه بأن هنالك ثلاثة أصناف من الناس الذين دعموه يتعامل معهم كل حسب قيمته، هنالك من طلبوا منه الترشح ودعموه ماديا ومعنويا ولم يألوا جهدا في مآزرته، أولئك هم الأولوية بالنسبة إليه، أما الصنف الثاني فهم أولئك الذين وقفوا معه قناعة وليس طمعا فأولئك يحتلون المرتبة الثانية في أولوياته، أما الصنف الثالث فهي الجماعة التي قبضت ثمنها فورا ولم يعد هنالك من ارتباط يربطه معهم.

وبعدها اتجه إلى رئيس البرلمان يشكوه همومه فعينه مستشارا في البرلمان وشجعه على أن يمضي في الطريق الذي بموجبه يحمل على عاتقه القضية وما فتئ يقدم له النصائح التي تمكنه من التعامل مع النضال بحكمة وصدق، لكن الرجل له أطماع لا تقف عند حد.

ولأنه طماع تمت قراءته من طرف الفرقاء السياسيين بسبب تردده عليهم وعرضه لخدماته لكل منهم اكتشفوا أنه يصلح لأن يكون وعاء تلقي لكل من يود أن يوصل رسالة ما ولم يصمد كثيرا حتى تلقفته المشاريع الغربية التبشيرية بسرعة، ففي خطاباته الأولى وجدناه يتحدث عن عمر حسن البشير بكل وقاحة ويمجد سلفاكير العميل الإسرائيلي ووجدناه يقارن بيننا وما يحدث في فلسطين ويفضل الواقع الاحتلالي تحت العدو الصهيوني عن واقعنا مقارنة منه لواقع العبيد في موريتانيا، وبعد زيارة إلى الغرب ولقاء مكثف ببابوات الكنيسة يبدو أنه تلقى تأنيبا من أن طريقته لم تأت أكلها فعليه أن يغير من إستراتيجيته فما كان منه إلا أن استخدم المحرقة التي كشفت النقاب عن نوايا تتقوى بالحزب الراديكالي الإيطالي اليهودي الذي يتحمل جزء كبير من ميزانية إيرا التي تذهب إلى جيب برام دون أن يسمح لأصحابه أن يطلعوا على أبسط حيثيات هذا التعامل الدنيء، وهي طريقة في التعامل بأحادية انعكست على هذا النزيف الذي أصاب إيرا حيث غادرها كل أولئك الشرفاء الذين ضحوا بمالهم وقناعتهم ظنا منهم أن نضال برام نضال شريف ولكن هيهات فلو ألقينا نظرة من الداخل على إيرا لوجدنا أنها فقدت 85% من قوتها ولم تعد تستند إلا على برام الذي أراد لها أن تكون روحا بلا جسد وهي من طبائع المستبد، فالمستبد يكره المثقفين وأصحاب الرأي ويفضل الغوغاء من العاطفيين الذين لا يفقهون إلا الطاعة العمياء، فهذه المنظمة بدأت مشوارها وقد صدقها، الخيرين، الشرفاء الذين لم يجدوا بدا في الالتحاق بها لأنهم تعاملوا بنية حسنة مع توجهات برام، لكنهم ما فتئوا أن اطلعوا على أنه بعيد كل البعد من أن يكون صاحب قضية، هذا السبب أدى بهم إلى أن يتركوا إيرا لبرام ولحاشيته.

إن هذا الوعاء نجده تستخدمه تارة المعارضة وتارة النظام كما هو واقع الآن وتارة الإسلاميين، وهذا يتعارض مع مبدأ الشرفاء الذين التحقوا بإيرا وقد صادفتهم حقيقة مرة وهي أن هذا الصوت الذي يزعج الموتى في قبورهم تفوح منه رائحة الخيانة والعمالة وفقا لرغبات يهودية ونصرانية غربية تبشيرية، فهل من الموضوعية أن يجد شرفاء يناضلون ضد العبودية أنفسهم تحت قيادة عميل للحزب الراديكالي الإيطالي بل وعميل مزدوج لكل من يدفع أكثر وهذا ما قاله هو نفسه في بعض اجتماعاته أن بعض البيظان الذين يحقدون على النظام يساعدونه ماديا لكنهم يتحفظون على ذكر أسمائهم وبخصوص النظام فإنه يطبخ معه طبخة في أدواره البهلوانية التي يؤديها في أسوأ سيناريو، مرة يلعب له دور البديل للمعارضة وتارة يوعز له بأن يتحامل على حزب التحالف وزعيمه مسعود ولد بلخير، لكنه أكيد سيندم، لقد حاول من قبله قوم ولكنهم شربوا من كأس حنظلية لأنهم اقتربوا من عرين الأسد.

إننا في التحالف الشعبي التقدمي من حقنا أن نرفع حناجرنا وأن نتباهى لأننا نملك زعيما ليس كالزعماء وأتمنى عليه الصفح عني جراء هذه المقارنة غير العادلة، لقد حصدنا للعبودية قرارين يعتبران أهم إنجاز للنضال ضد العبودية، هما:
- القرار الذي صدر سنة 2007 والذي بموجبه تم تجريم ممارسة الاسترقاق.
- القرار الأخير الذي بموجبه تم تضمين العبودية في الدستور.

فما الذي جناه برام سوى تدنيس القضية، إنها القضية دائما تنحاز لكل من كان صادقا معها وفيا لمبادئها، وأين النصائح التي ما فتئ الزعيم مسعود ولد بلخير يقدمها لك والتي ملئها تجربة نضال طويلة وإخلاص وصدق ووفاء، لكنك لم تستوعب الدرس.

إذا أكرمت الكريم ملكته *** وإذا أكرمت اللئيم عليك تمردا

ففي سجنه بعد المحرقة وسجنه الذي سبق ذلك بذل الرئيس مسعود مجهودا كبيرا من أجل إطلاق سراح برام، خاصة في سجنه الأخير الذي أطلق من داخله صراخا وأرسل كل أهله إلى الرئيس مسعود لكي يتوسط من أجل إطلاق سراحه، حتى أنه أقسم بأغلظ الأيمان أنه سيدعم مبادرة الرئيس مسعود، وأنه لن ينطق بعد ذلك إلا إذا استشاره، وجاءه في اليوم الثاني من إطلاق سراحه يعرض عليه خدماته ولكنه رد عليه قائلا أنا لا أريد منك إلا أن تلتزم وأن تكون حكيما متعقلا في تصرفاتك، فهذه القضية التي تدافع عنها هي قضية نبيلة، ولكنه في أول خرجاته الإعلامية بدأ يتحدث عن أنصاره الذين ضغطوا على النظام وكذلك الجناح المتنور من النظام حسب وصفه هم الذين يعود إليهم الفضل في إطلاق سراحه ولم ينطق بكلمة شكر للزعيم الذي أطلق سراحه قبل أن يتحدث في لقائه الأخير بأن الرئيس مسعود قال لمحمد ولد عبد العزيز إنه مجرم لكن أطلق سراحه، أنا أسأله من أخبره بهذه النكتة؟.

كنت أتوق إلى المزيد لكن الرئيس مسعود لا يريد أن يتعرض أحد منا لك بكلمة، ولكنكم لا تردكم إلا أخلاقكم.

وفي الأخير أؤكد لك أنك إذا لم تعتذر فهنالك جولة ستكون أكثر دقة وتفصيلا.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!