الأخبار(نواكشوط) نقاش عدد من الاقتصاديين الموريتانيين البارحة أداء الاقتصاد الموريتاني خلال العام 2012 من خلال نقاش تحليلي، وذلك في ندوة نظمها المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الإستراتيجية بعنوان: أداء الاقتصاد الموريتاني لسنة 2012..النجاحات والإخفاقات.

وتناول الاقتصادي الدكتور إسلم ولد محمد الاقتصادي - في بداية الندوة – موضوع المؤشرات الاقتصادية الرئيسية للاقتصاد الوطني بالتحليل، كالنمو ومستوى التضخم وأداء القطاعات الرئيسية للاقتصاد الوطني، كما توقف مع المؤشرات المالية المتعلقة بالموازنة العامة للدولة وكذلك المتعلقة يالاحتياطات من العملة الصعبة، مقدما جملة من التفسيرات ودلالات تلك المعطيات، ومؤكدا على أن الدلالة المحورية للأرقام لا تكتمل إلا مع ملاحظة مستوى توظيف الدولة للنجاحات التي يمكن أن تكون قد حققتها في بعض تلك المؤشرات، توظيفها اجتماعيا واقتصاديا، مؤكدا على ان الفائض في الميزانية يمكن تحقيقه بسبل مختلفة بما فيها الطرق السيئة.

وفي المحور الثاني تطرق المحاضرون – حسب إيجاز للمركز الموريتاني للدراسات والبحوث الإستراتيجية - لموضوع البطالة والفقر والأوضاع المعيشية مع الدكتور الصوفي ولد الشيبباني الذي اعتبرا أن تناول الجوانب الاجتماعية تنبع أهميته ليس فقط انطلاقا بتعلقه بأوضاع الناس المعيشية، وغنما أيضا انطلاقا من أن تقييم أداء الاقتصاد الوطني يجب أن يتم انطلاقا من الاولويات التي حددتها السياسات والبرامج التي من أهمها الإطار الاستراتيجي لمكافحة الفقر، والتي جعلت تخفيف الفقر من أهم أولوياتها، متوقفا عند الأرقام التي تعطيها الإسقاطات لمعدلات الفقر والتي تشير إلى تزايد انتشار الفقر وحدته وعمقه، حيث يصل مستوى انتشار الفقر إلى 40% من السكان.

وتطرق المحاضرون لموضوع البطالة، حيث تعرض المتحدثون الرئيسيون والمعقبون للبيان الأخير الذي صدر من مدير المركز الوطني للإحصاء بشأن انخفاض نسبة البطالة من 31% إلى 10%، حيث اعتبره بعض المتحدثين أن هذا الرقم مستحيل بكل المقاييس، قائلا إنه كيف يمكن انخفاض نسبة البطالة من أكثر من 30% سنة 2008 إلى ثلث هذه النسبة في غضون أربع سنوات مع معدل نمو لا يتجاوز ال 4%.

وقدم محمد ولد اعمر تفسيرا لهذه النسبة مرجعا إياه إلى أن المركز الوطني للإحصاء اعتمد في تقريره الأخير على تعريف جديد لمفهوم البطالة معتمد لدى المكتب الدولي للشغل (B I T)، إلا أن البعض رفض هذا التفسير إذ كيف يقدم للرأي العام تقرير مبني على تدليس واضح يجب أن يبتعد عنه جهاز فني يجب أن يبتعد عن الأداء السياسي.

وتم خلال الندوة أيضا بحث موضوع أداء جهاز الإحصاء انطلاقا من تجارب شخصية تحدث عنها بعض المشاركين في الندوة ربطتهم بهذا الجهاز الحكومي الهام، منها أن بعض العدادين والمراقبين الذين يتولون الإحصاء العام للسكان والمساكن، والذي يعتبر المرجع الأساسي الذي ستنطلق منه مختلف السياسات التنموية، لجؤوا في مرات عديدة، حسب شهادتهم، إلى ملئ الاستمارات من تلقاء أنفسهم.

وقد اعتبر القائمون على المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الاستراتيجية أنهم ينظمون هذه الندوة انطلاقا من الحاجة إلى تقديم تحليل واف لمختلف جوانب اداء الاقتصاد الوطني بناء على أن التقارير التي تصدرها الجهات الرسمية، أو الجهات الدولية غالبا ما تغفل الأبعاد التحليلية لدلالة مختلف المعطيات والأرقام التي تحويها تلك التقارير.