التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:13:15 غرينتش


تاريخ الإضافة : 26.07.2013 18:27:17

لا .. لا تُـفوّضوا السفاح

 أ. اكناتة ولد النقره

أ. اكناتة ولد النقره


في موقف غير مسبوق إلا من سلفه فرعون يطلب حاكم مصر العسكري الجديد الجنرال السيسي من
الشعب تفويضا عاما على شيك أحمر بالقتل الجماعي لمعارضي حكمه العسكري من الأغلبية
المضطهدة في مصر وقد صحا الفرعون النائم في أحلامه المريضة فجأة مزهوا بنياشينه وشاراته
وقد حشر له هامانه البرادعي الجوقة الغجرية المعتادة من سحرة الليبرالية ومخلفي الأعراب
وفلول جيش أبرهة من أصحاب الأقلام الموتورة والأبواق المأجورة فشرع يبارز بهم الكليم
وأشياعه المعتصمين بسوح الشرف والكرامة وهو يزبد ويرعد كما توعد من قبله فرعون موسى
طالبا التفويض لقتله خشية الإفساد
في الأرض والذي منه الحرب الأهلية "وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف ان
يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد".

من هو وأين ذاك الإرهاب الخطر الذي يتشوفه "فرعون مصر الجديد" ويريد تفويضا من جموع
الشعب لمحاربته هل هو إرهاب العناصر المسلحة في سيناء والتي لا يعرف لحد الآن أهي عملاء
الموساد الإسرائيلي أم خلايا محمد دحلان النائمة أم الجماعات الجهادية القديمة التي
تضرب من أيام السادات وهل يحتاج الجيش إلى تفويض أصلا لمحاربتها أيا كانت أليس يحاربها
الآن بالفعل حيث يجوس طيرانه أجواء المنطقة فيما تمشط كمائنه أحراشها ألم يحصل على
التفويض المطلوب من سيده الإسرائيلي والذي لا يستطيع تحريك إبرة من مكان إلى آخر
بالمنطقة من دون موافقته، هذا العدو الذي
يحكم الحصار على أهل غزة الآن إكراما لسواد عيونه وإلا فلمصلحة من يجوع الغزاويون؟ أم
أن الإرهابيين هم أولئك الشرفاء من الرجال والنساء والولدان الصامدون تحت لفح الشمس
وفحيح الصيف وطمإ الصيام في ميادين الحرية والكرامة دفاعا عن الشرعية وما ترمز إليه من
قيم الحرية والعدل واستقلال الإرادة.

لقد ازدرى السيسي الشعب المصري واستخف عقولهم تماما كما فعل سلفه من قبل بأسلافهم
"فاستخف قومه فأطاعوه" أطاعوه لخفة أحلامهم وسخف عقولهم وهم يومئذ وثنيون مهينون تتشعب
بهم السبل وتتناوشهم المنافع ولكنهم لن يطيعوه اليوم فهم مؤمنون مستبصرون لا تخيفهم
سطوة الفراعين من اضراب السيسي ولا القوارين من أشياع "سويرس" ولا الهوامين من أشباه
البرادعي.

لقد هال السيسي وأطار صواب سحرته من دجاجلة الديمقراطية وشذاذ الآفاق ان يصمد أنصار
الحق والشرعية كل هذا الصمود وكل ذلك الشموخ الذي وصفته بعض وسائل الإعلام الغربية
بالأسطوري حيث تزداد الحشود بطول الوقت ولا تنقص وتقوى عزائمها ولا تفتر ويرتفع سقف
مطالبها ولا يرخص، حسب أنها قد قرأت رسالة الحرس الجمهوري المشفرة القراءة الصحيحة وفق
منطوق منشور الجيش "من دخل دار البرادعي فهو آمن ومن انسحب من الميدان فهو آمن ومن دخل
أبرشية الانبا اتوادروس فهو آمن ومن تعوذ بسفر الخروج فهو آمن ومن انسلخ من دينه فهو
آمن" فإذا بالحشود تعيد قراءتها بالمقلوب،
ملايين وملايين تخرج من مختلف فجاج أرض الكنانة، تهتف في وجه الفرعون "ارحل يا سيسي،
مرسي هو رئيسي".

وإذ عجز سحرته عن النفث في عقد الحشد المضاد للشرعية وقد سحروا أعين الكثير من الدهماء
غداة : 30 من يونيو بصور "الفيديو شوب" المفبركة، قرر الفرعون النزول بنفسه والتعبئة
للميدان بعد ما خلع حذاءه المدنية ممثلة في "الأراكوز" القابع بمهانة في قصر الاتحادية،
ليأخذ التفويض المطلوب بنفسه من الفضاء عبر صور "الفيديو شوب" الملتقطة بواسطة الطيران
الحربي، إنها تقليعة "الديمقراطية المباشرة" التي صلبت "الفاتح" على أسوار العزيزية
يبعثها السيسي اليوم من مرقدها المشؤوم شبحا يتجلى للمتعبدين في محرابها من فلول النظام
البائد وسماسرة الشعارات ومخلفي
الأعراب وجلاوزة العسكر بميدان التحرير المختطف.

ومتى كان العسكر يعطي دروسا في الديمقراطية وهل تعلموها أصلا ؟!

ان الذي يحدث في مصر الآن أعمق بكثير من كونه مجرد خلاف سياسي عادي بين أحزاب ونخب
تتغالب للظفر بالسلطة والثروة.

انه في الحقيقة تدافع واقع بين مشروعين مجتمعين متوازيين، مشروع عنوانه الدفاع عن كرامة
المواطن المصري وحريته وتجذير هويته وانتمائه الحضاري لعمقه الإسلامي الجامع مع
الانفتاح الواعي والمسؤول على الثقافات الأخرى والتفاعل الإيجابي معها أخذا وعطاء،
ومشروع فرعوني إلحاقي يكرس الاستبداد السياسي والاستلاب الثقافي والتبعية الاقتصادية.

ان الشعب المصري العظيم مطالب اليوم وسط حالة التزيل والاصطفاف الحاد بالاختيار ما بين
الانحياز لخيار التشبث بالهوية وثوابت الأمة بما يضمن كرامته الإنسانية وحقه المشروع في
اختيار من يحكمه أو الانخراط في مشروع التبعية والارتهان للأجنبي سيرا خلف أبي رغال
العصر (السيسي) وعرابه القادم لتوه من تل آبيب (البرادعي).
ثلاث رسائل موجهة إلى الداخل المصري

الرسالة الأولى : هي تحية حب وإجلال للشرفاء والماجدات الذين واللواتي يواجهون في هذه
اللحظات الحاسمة من تاريخ مصر بل والأمة جمعاء بصدور عارية إلا من قلوب ضارعة وألسنة
ذاكرة وجباه متوضئة حراب السيسي وطيرانه المدجج دفاعا عن الشرعية والشريعة وأقول لهم
اثبتوا فإن جماعة بقامة جماعتكم صمدت ثمانين عاما في وجه دسائس النقراشي باشا واغتيالات
العربيد فاروق وإعدامات الطاغية عبد الناصر وسجون الفرعون مبارك لن تهزها في يوم كلمة
تهديد من انقلابي رعديد يهرف بما لا يعرف وتذكروا في هذا المقام كلمات الشهيد البنا "إن
خير النفوس تلك النفس الطيبة
التي ترى سعادتها في إسعاد الناس وإرشادهم وتستمد سرورها من إدخال السرور عليهم وذود
المكروه عنهم وتعد التضحية في سبيل الإصلاح العام ربحا وغنيمة".

الرسالة الثانية : موجهة إلى المؤمنين الشرفاء من أبناء الدعوة السلفية ومشاييخها
الأجلة الذين عودونا دائما على الصدع بالحق والانحياز لثوابت الأمة من أمثال أبي إسحاق
الحويني ومحمد حسان وصلاح عبد المقصود وياسر برهامي أدعوهم في هذا المقام لتمثل وتملي
وصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الخالدة "ولا يمنعك قضاء قضيته أمس وراجعت اليوم فيه
عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في
الباطل".

كما هي موجهة إلى الشرفاء الصادقين من شباب وقادة 6 إبريل أحمد ماهر وفاروق اجويدة
ووائل غنيم وإلى شباب حزب مصر القوية وحزب الوطن السلفي أذكركم جميعا بأن مكانكم
الحقيقي هو مع الثوار الأصلاء من الأوفياء لمبادئ ثورة 25 فبراير المجيدة المدافعين
الآن عن الشرعية وليس مع الانقلابيين من دموي العسكر وجوقتهم المتركسة عن قيم
الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية التي نادت بها تلك الثورة العظيمة.

والرسالة الثالثة : موجهة إلى "خير أجناد الأرض" جيش مصر الباسل الذي عبر ذات يوم من
أيام رمضان الغراء خط برليف الإسرائيلي المحصن ليسطر أروع ملاحم البطولة والشهامة دفاعا
عن بيضة الأمة تحت شعار النداء الخالد "الله أكبر"، هذا الجيش المختار ما كان له أن
يكون إلا مع الأخيار المعتصمين في رابعة العدوية وما شاكلها من ميادين العز والكرامة
وقديما قيل "الطيور على أشباهها تقع" فأزيحوا أبا رغال عن قيادتكم فقد دنس بخيانته
صفحات بيضاء ضمختموها بدماء الشهداء ومداد العلماء، فما يليق بجيش من الأسود أن يقوده
ثعلب مراوغ يرتد سقط زنده إلى صدور مواطنيه
الأبرياء وفيما كان يفترض أن يحميهم يطلب التفويض للإجهاز عليه وكأنه لم يروي عطشه بعد
للدماء وقد عمد لتوه من "مذبح الحرس الجمهوري" على يد الأنبا المتعصب "اتوادروس" الذي
مسحه قديسا لذبحه الساجدين وتضييقه على الصائمين فيما عممته مشيخة الأزهر ـ زعمت ـ
أميرا للمؤمنين.

لكنه سيكون العشاء المقدس الأخير على مائدة الخيانة والعار!.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!