التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:18:35 غرينتش


تاريخ الإضافة : 16.09.2008 22:09:46

أطفال الركيبة.. الطفولة الضائعة !!

أشرفت دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع التسعينات على تنظيم مسابقة للجمال تسمي "مسابقات الهجن" مستغلة المئات من الأطفال الموريتانيين ما دون سن الثامنة عشرة فى المسابقة؛ مما ولد أزمة للعديد من الصغار، وينحدر معظم الأطفال المستغلين في هذا المجال من الأسر الفقيرة وذات الدخل المحدود يدفعها إلى ذلك السعي للحصول على لقمة العيش والإغراءات بحصولهم على مبالغ من العملة الصعبة؛ علها تخفف من وطأة الفقر الذي يعانون منه.
لكن وفي عام 2005 وبمبادرة من منظمات حقوقية تعنى بقضايا الطفولة تم وضع ملف الأطفال الموريتانيين على المحك؛ لينتهي به المطاف إلى التحريم النهائي بعد سنوات من الاستغلال وصادقت على ذلك كل من الدولتين المعنيتين وتم إعداد برنامج بين البلدين للتكفل بهذه الشريحة وتوعيتها ودمجها في المجتمع، وقد تم تعويض157 من أصل مئات الأطفال حرموا متعة الطفولة ومنعوا من الدراسة، وتعد السلطات المعنية بتقديم تعويضات أخري قريبة لمجموعة أخرى من الأطفال تقدر بـ 217 طفلا وفق أرقام رسمية لدى خلية الإعلام بوزارة الشؤون الاجتماعية، فيما بقيت أنظار المئات من هؤلاء شاخصة لعل سماء الإمارات تدر عليهم بتعويضات -هم في أمس الحاجة إليها- وسط تقاعس الجهات الرسمية فى موريتانيا عن القيام بدورها؛ حيث يجهل أغلب ضحايا الاستغلال أن لهم حقوقا ضاعت أو أن مبالغ مالية معتبرة قد ضختها الدولة المستغلة لصالحهم فى حسابات يديرها موريتانيون.
لكن وإن عوض الجميع إلا أن الطفولة ضاعت؛ حيث فقد هؤلاء حنان الأم والتربية السليمة والتعليم وحرموا من كل حقوقهم المشروعة.
وكالة الأخبارحاولت فتح الملف المثير و التقت العديد من الأسر التي عانى أبناؤها من الاستغلال، بيما رفضت الجهات الإدارية المسؤولة التعاطى مع الوكالة. وقال السالك ولد الجيرب -وهو مدير الطفولة بوزارة الشؤون الاجتماعية حاليا- إنه لايتعاطى مع وسائل الإعلام غير الوطنية (الرسمية) رافضا الحديث عن ملف تدور حوله العديد من الشبهات ويلفه الكثير من الغموض، فلا أرقام الأطفال الضحايا معروفة أو معلومة ولا البرنامج المندمج للأطفال معلوم لغير القائمين عليه، وهو ما حال دون تقديم وجهة النظر الرسمية التى حاولنا الحصول عليها.
أما المتضررون فقد كانت لنا معهم الوقفات التالية :

بيمات:أوضاعنا المزرية كانت وراء الكارثة

فى حى "بوحديده" الشعبى بالعاصمة الموريتانية نواكشوط ووسط معاقل الفقر تجلس "بيمات" وقد بدأت تدخل عقدها الخامس لتستذكر ماساة ابنها الأكبر الذى وقع فريسة لجشع الوسطاء وضيق ذات اليد والجهل بالمصير الذى ينتظره فى أحضان "النوق" بدل الأم، قائلة لموفد "الأخبار": لقد كنت أعاني من وضع اقتصادي مزر، وكانت حالتي الاقتصادية صعبة؛ مما جعلني أفكر في إرسال أبنائي للمشاركة في سباقات الهجن التى سمعت عنها لدى وسطاء محليين، وبالفعل ذهب ابني محمد سالم الذي ما لبث أن سقط من ظهر ناقة وأصيب إصابة بالغة في الرأس أدت به إلى أن يمضي أكثر من ثلاثة أشهر في المستشفى لتلقي العلاج، لتنتهي أحلامي بعد أن بات عاجزا عن ركوب الإبل؛ حيث يستغل نظراؤه ويعودون بالمال الى ذويهم فى موريتانيا".
واضافت من هذا المنبر أطالب السلطات الموريتانية والإماراتية بتقديم تعويضات معتبرة، وكذلك رواتب شهرية تضمن مستقبل ابني الذي فقد تعلمه، ويمكن أن يتعرض لوعكة صحية بين الحين والآخر نتيجة إصابته البالغة، كما أدعو المنظمات الحقوقية إلى عدم التخلي عن طفلي الذي فقد كل حقوقه عن عدم فهم مني، وتحت الإغراءات الكاذبة التي قدمت لي من قبل الغير.

ضعف الأم وجشع الوالد

الكوبة بنت محمد الأمين والدة طفل آخر من ضحايا الاستغلال يقال له محمد ولد سيداتي التقيناها فى مقاطعة "دار النعيم"؛ حيث توجد. تقيم مع ابنها الضحية، وحدثتنا عن تجربتها مع السباق ومرض الابن والصراع من أجل التعويض لدى الدوائر الرسمية لتقول :" ابني أرسله أبوه دون علمي ودون موافقتي وكانت النتيجة أن أصيب فى الرأس بعد سقوطه من ظهر الجمل أثناء المسابقة، وهى إصابة بالغة نقل بعدها لتلقي العلاج .. لقد خسر الدراسة وفقد تربيته، وافتقدته الأسرة لسنوات طويلة.. أما المبالغ التي كانت تقدم لنا فهى زهيدة رغم أن أطفالنا استغلوا من طرف هذه الجهات خارج كل الأسس والقيم المتعارف عليها.
وأضافت "الكوبة" وهى تسترجع أنفاسها أمام مكتب متواضع : " أطالب الدولة الموريتانية بالاعتناء بابني وأن تقدم له المعونات اللازمة لضمان حياته المهددة، كما أوجه نداء إلى دولة الإمارات والدولة الموريتانية بتقديم مساعدات ورواتب شهرية الأطفال إلى هؤلاء ابعد أن فقدوا كل أمل فى التعليم والتوظيف وسبل العيش الكريم، واستغلت طفولتهم أبشع استغلال".

التعويض والاعتذار!!

أما سيدي بوي ولد أحمد -وهو طفل تجاوز الخامسة عشر من عمره- فقد روى للأخبار كيف كان يعيش محنة ركوب الابل وكيف كان يتسلى به الإمراتيون وسط صمت من دولته وتآمر من بعض أقاربه، قائلا إنه بدأ يعي حجم المأساة التى لحقت به وهو عازم على النضال من أجل استرداد حقوقه الثابتة قائلا: ليس أمام الدولتين سوى التعويض والاعتذار ..

فى انتظار رأى المدير !!

مدير الطفولة السيد السلك ولد الجيرب للأخبار : نحن لانتعامل إلا مع الإعلام الوطنى (الرسمى) وليس لدينا استعداد للحديث معكم حول الموضوع

مدير الطفولة السيد السلك ولد الجيرب للأخبار : نحن لانتعامل إلا مع الإعلام الوطنى (الرسمى) وليس لدينا استعداد للحديث معكم حول الموضوع

مدير الطفولة السيد السالك ولد الجيرب للأخبار : نحن لانتعامل إلا مع الإعلام الوطنى (الرسمى) وليس لدينا استعداد للحديث معكم حول الموضوع.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!