منذ صباي المبكر أخطب فيكم
وأحكمكم واحدا واحدا
وفي كل يوم أعد لكم مؤتمر
فمن منكم يستطيع الجلوس أربعين عاما على مقعد مقعد واحد (محمود درويش)

لقد شاخ الخطاب يا أخي رمظان فمن يقول من سار على (الضرب) لا يجوز له تصحيح اعوجاج لغة المتنبي.

من تغالط يا سيدي؟ أم أن لديك فائض في ابتكار الأوصاف غير الحقيقية، هل أنت ناقم على قادة حزب المستقبل لأن نخوة عزهم عزفت للقضية بينما كان ممدوحك يؤثر دستور قلبه وسلة الأقربين...

أخي أفعال قادة المستقبل دلت على أنهم وبكل تواضع يعرفون كيف يحرر الإنسان الحرطاني من العبودية ومن من يقول ملوك الطوائف أتعتب على هؤلاء لأنهم ليسوا مشغولين إلى الأذقان بحمل صكوك النقود ولم يتجولوا من نظام إلى نظام.

لقد جعلني رفضي الذل والمهانة صديقا تلقائيا لهؤلاء القادة الذين رفضوا وحدة الحراطين حول ملك ولد عبد العزيز وطالبوا بوطن تكون مداميك فضاءاته المحبة والتآلف والتجانس بين أطيافه الاجتماعية ويكون فيه للجميع رأي يحترم وهذا ما يسعى إليه حزب المستقبل الذي يبدو أنه يحقق انتشارا قياسيا فقبل هذا قال زعيمك مسعود أن هذا الحزب لا ينتمي له إلا ثلاثة أشخاص، وها أنت تقول أن العدد وصل إلى 200 مع أنه بمقدورنا أن نقول أن التحالف لم يبق فيه نائب لاختيار الثياب ومستشار لرفع الصور. وهذا بشهادة المتتبعين للمشهد الوطني فالتحالف سيدي يعيش أزمة إن لم نقل إنه يحتضر إذ يشهد على ذلك الواقع والنتائج الهزيلة حيث فشل في احتضان الأغلبية الساحقة من قادة الصف الأول والمناضلين الذين صدموا بالقرارات الأحادية والدليل على ذالك هو أن المدافعين عن هذا الحزب الخاص يختزلون رؤيته السياسية في شخص الرئيس.

أخي رمظان كان ينبغي عليك أن لا تقدح في كرامة قادة حزب المستقبل لأن القارئ لن يصدقك فالرئيس الشاب محمد ولد بربص يعرف الجميع أن مستوى التعليم لديه يتخطى المعدلات المعروفة في ساستنا جميعا. وذاك الشيخ الوقور الساموري ولد بي يعترف له العدو قبل الصديق أنه من رهبان العمل النقابي في هذا البلد.

سيدي الكريم لقد قام حزب المستقبل على تطلعات وأماني الإنسان الحرطاني في إيجاد وطن له يقدمه كإنسان حضاري يتماهى مع الشرائح الأخرى وسيتحقق ذلك بنضال وجهود وكفاح الأجيال.