التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:11:51 غرينتش


تاريخ الإضافة : 11.08.2013 14:21:18

لقاء النعمة ... بين الفعل والدعاية !

شيخ العافية ولد محمد عبد الله

شيخ العافية ولد محمد عبد الله

يترقب الرأي العام الوطني هذه الأيام عقد لقاء الشعب الذي اعتاده الرئيس الموريتاني كمحطة سنوية لسرد منجزاته وإعلان سياساته العامة، وتسعد مدينة النعمة لاستضافة نسخته الحالية، لكن مدينة النعمة تبدو منقسمة بين مشكك في جدوائية هذا اللقاء ومتفائل بعقده ، فما هو الجديد الذي يمكن أن يحمله لقاء الشعب، خاصة بالنسبة لسكان منطقة لطالما عانى أهلها من استغلال السياسيين وانتهازية المتنفذين ؟
هل يحمل لقاء الشعب لسكان الحوض الشرقي –مثلا – مشاريع تنموية ترفع من مستوى المعيشة المتدني وتحد من أرقام البطالة القياسية؟ هل يعي رئيس الفقراء وهو يجري هذا اللقاء أنه في عاصمة ولاية بالكاد يصلها طريق معبد؟
هل يعلم مدى الشقة التي يعاني مواطنوه وهم يقطعون ما يزيد على 1200 كلم من العاصمة انواكشوط إلى ولايتهم المعزولة؟ وهل يدري أن الكثير ممن حوله من أطر الولاية المتحدثون باسمها هم أنفسهم الذين كانوا حول الرئيس الأسبق " ولد الطايع " يسبحون بمنجزاته ويحمدون أفعاله؟

إن ولاية الحوض الشرقي بما تمثله من ثقل سكاني وبالتالي انتخابي تعد أهم ولايات الوطن على الإطلاق رغم ذلك فهي تعاني خللا كبيرا بينما تمثله من أهمية وما تم إنجازه من شاريع عامة من شبكات طرق ومنشآت صحية وتعليمية وصناعية ودعم للثروة الحيوانية التي يتعمد عليها أغلب سكان الولاية واستصلاح للأراضي الزراعية، فمنذ الاستقلال الوطني تم إهمال هذه الولاية التي عانت من عزلة دائمة واقتصر اهتمام الأنظمة المتعاقبة عليها في المواسم الانتخابية، وتم اختزالها في مجموعة من الأطر اللاهثين خلف المناصب عن طريق المحسوبية والجهوية، وهو ما جعلها ترزح منذ قيام الدولة الوطنية تحت وطأة الفقر والتخلف.

لسنا في سياق مفاضلة بين ولايات الوطن من زاوية حظوظها في التنمية لكن الحقائق على الأرض تسجل غيابا شبه كامل للمشاريع العامة عن الولاية الأولى في البلد من حيث التعداد السكاني ومن حيث الأهمية الجغرافية، وهي وضعية ينبغي تجاوزها بتحويل وعود التنمية إلى حقائق ملموسة، فعلى الأرجح يتذكر سكان الحوض الشرقي بشيء من المرارة تلك الوعود التي قطعت في حملات انتخابية سابقة بتحويل منطقتهم إلى قطب تنموي يحقق الاكتفاء الذاتي في مجالات عدة.

إن أخشى ما يخشاه جل أبناء هذه الولاية هو تحول هذا اللقاء إلى حفلات كرنفالية تبدأ باستعراض منجزات شكلية وتنتهي بوعود عرقوبية، وكأن لسان حال هؤلاء يقول:
" لقد حان حين الفعل وآن أوان الابتعاد عن الدعاية الانتخابية" .


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!