التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:01:35 غرينتش


تاريخ الإضافة : 18.08.2013 16:09:37

رئيس جمعية الشبيبة في حوار شامل مع "الأخبار" ـ (مقابلة)

محمد الكوري ولد محمد الأمين: رئيس جمعية الشبيبة ـ الأخبار

محمد الكوري ولد محمد الأمين: رئيس جمعية الشبيبة ـ الأخبار

الأخبار (نواكشوط) ـ وصف رئيسُ جمعية شبيبة بناء الوطن محمد الكوري ولد محمد الأمين الحراكَ الثقافي في موريتانيا بـ "الضعف على مستوى الأنشطة والإنتاج كمًّا ونوعًا"، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا كبيرا في الأنشطة الثقافية؛ والشبابية منها بشكل خاص.

وأكد محمد الكوري في مقابلة شاملة مع وكالة "الأخبار" أن هناك العديد من الأسباب وراء ضعف الأداء الثقافي الشبابي؛ "منها تراجع الدعم والرعاية، وكذا المتغيرات الناتجة عن العالم الرقمي والتأثيرات المتزايدة للوسائط الإعلامية، وكذا الاشتغال والانشغال المتزايد بالهم السياسي والجاذبية الموجودة فيه، وكذا الطبيعة الصراعية لدى الشباب" ـ على حد قوله.

وأضاف رئيس جمعية الشبيبة أن فن المسرح كاد يختفي، بينما يحتفظ الشعر ببعض الحضور تعززه البرامج ذات الخلفية التجارية، فيما تحاول السينما العودة بشكل خجول من خلال الأفلام القصيرة وبعض المؤسسات المختصة أو المهتمة بالمجال.

واعتبر رئيسُ الجمعية أن دور وزارة الثقافة في دعم ورعاية الجمعيات الثقافية الشبابية لا يزال ضعيفا، مؤكدا أنه "لا يمكننا أن نتحدث عن دور إيجابي للوزارة؛ لا على مستوى الدعم المادي أو الإسناد، ولا حتى خلق فضاء للتنافس الايجابي الشفاف بين الفاعلين الثقافيين الشباب" ـ على حد تعبيره.

نص المقابلة:


الأخبار: نرحب بكم معنا في هذه المقابلة الشاملة، ونبدأ بالسؤال التقليدي المتعلق بالبطاقة الشخصية؛ فمن هو محمد الكوري ولد محمد الأمين؟
محمد الكوري: بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، ليس من عادة مجتمعنا الإسهاب في التعريف الشخصي، وإجابة لسؤالكم؛ الاسم: محمد الكوري ولد محمد الأمين، من مواليد العاصمة نواكشوط سنة: 1982م، وفيها درست الدراسات الابتدائية والثانوية والجامعية؛ حيث حصلت على الباكلوريا شعبة الرياضيات – شهادة المتريز في الاقتصاد شعبة التخطيط –شهادة المتريز في الفقه وأصوله من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، وأحضر الآن رسالة الماستر في جامعة عبد الله بن ياسين من شعبة إدارة الأعمال، كما أعمل عضوًا في مكتب جمعية شبيبة بناء الوطن منذ العام: 2004م حتى الآن بحمد الله.

الأخبار: بوصفك أحدَ المهتمين بالشأن الثقافي والشبابي، ورئيسًا لإحدى أهم الجمعيات الثقافية الشبابية. كيف تصف الحراك الثقافي ـ الشبابي منه خصوصا ـ في البلاد؟ وإلى أحد تتفق مع مقولة أن الصعيد الثقافي ـ بعمومه ـ في موريتانيا يشهد ضعفا وركودا في بعض الأحيان؟
محمد الكوري: يمكن أن يوصف الحراك الثقافي في البلد ـ بشكل عام ـ في الوقت الحالي بالضعف على مستوى الأنشطة والإنتاج كمًّا ونوعًا؛ فقد تراجعت إلى حدّ الاختفاء الروابط والأندية الشبابية الثقافية، وغابت الأنشطة والمهرجانات الثقافية الثابتة، وتراجع "الموسمي" الرسمي منها أداء وحضورا.
ومن عرف الحراك الثقافي قبل نهاية التسعينات وبداية الألفية الجديدة لا يمكن إلا أن يخرج بانطباع واحد وهو تراجع العمل الثقافي عموما والشبابي خصوصا على تفاوت في ذلك؛ فيكاد يكون العمل المسرحي قد اختفى من الساحة بينما لازال الشعر يظهر من حين لآخر عبر التظاهرات أو من خلال البرامج الإعلامية -ذات الخلفية التجارية- غالبا، بينما تحاول السينما العودة بشكل خجول من خلال الأفلام القصيرة وبعض المؤسسات المختصة أو المهتمة بالمجال، ويمكن أن يساهم تحرير المجال السمعي البصري وموجة الفضائيات الموريتانية إلى انتعاش هذا المجال خصوصا تلبية للحاجة الملحة فيه.

الأخبار: ما علاقة تراجع الحراك الثقافي بالوعي السياسي المتزايد لدى الشباب الموريتاني؟ هل ترى أن الاهتمام بالسياسة أثر على الدور الثقافي للشباب في حياة المجتمع؟
محمد الكوري: لضعف الأداء الثقافي العديد من الأسباب؛ منها تراجع الدعم والرعاية، وكذا المتغيرات الناتجة عن العالم الرقمي والتأثيرات المتزايدة للوسائط الإعلامية، وكذا الاشتغال والانشغال المتزايد بالهم السياسي والجاذبية الموجودة فيه، وكذا الطبيعة الصراعية المهمة لدى الشباب.
ومع تراجع استشعار التحدي في العمل الثقافي، وضعف الاصطفاف الأيديولوجي على هذا الصعيد، وانتقاله إلى العمل السياسي في ظل التحول الديمقراطي لا شك أنه حصل بعض التأثير على أداء الشباب في المجالات العامة الأخرى كالمجال الثقافي.

الأخبار: الصعيد السياسي يشهد خلال السنوات الأخيرة انقساما شديدا. هل لذلك من انعكاسات مباشرة على الجمعيات الثقافية الشبابية في موريتانيا؟
محمد الكوري: لا أعتقد أن الانقسام السياسي انعكس على المجال الثقافي؛ وهذا ربما كان أحد أسباب تراجع العمل الثقافي الشبابي كما تقدم. وغالب المؤسسات الثقافية تعيش ابتعادا عن المجال السياسي وتأثيراته في ما بينها وعلى مستوى أدائها، وإن كانت تتأثر به أحيانا على مستوى نظرة وتعاطي الهيئات الرسمية والإدارات الإقليمية تبعا لطبيعة موقف السلطة من الجهة المحسوبة عليها.

الأخبار: نصل إلى جمعيتكم؛ جمعية شبيبة بناء الوطن. لمن لا يعرف هذه الجمعية، كيف تقدمها له في سطور؟
محمد الكوري: جمعية شبيبة بناء الوطن بشيء من الإيجاز هي جمعية شبابية ثقافية إسلامية، تسعى إلى الإصلاح والتوجيه؛ وذلك من خلال المساهمة الفاعلة في صياغة جيل شبابي مستقيم التصور والسلوك، قادر على بناء الوطن وحمل قضايا الأمة.
تأسست هذه الجمعية عام: 1998م، وشعارها: إيمان –تضامن – بناء، وتتمتع بمؤسسية تتقاسمُ فيها الهيئاتُ الأدوارَ؛ فتشرف الجمعية العامة على انتخاب الهيئات ورسم الاستراتجيات، ويتولى مجلس الإدارة الرقابةَ والتخطيطَ السنوي، بينما يتولى المكتب التنفيذي واللجان التابعة الإشرافَ على العمل التنفيذي وتطبيقَ مقررات الجمعية العامة.
للجمعية 14 فرعا على مستوى التراب الوطني؛ 4 منها في نواكشوط، والباقي في ولايات الداخل. وهي تحظى بتقدير وتزكية من لدن الفاعلين في الساحة الثقافية؛ رسميين وغيرهم، كما تحظى بتزكية من طرف العلماء والأئمة على مستوى البلد. قدمت الجمعية خلال هذه الفترة العديد من الأنشطة الرائدة والمهمة: (محاضرات وندوات - مهرجانات وأماسٍ فنية - مخيمات وملتقيات شبابية – بطولات وفرق رياضية - العديد من الأعمال الطوعية) ، تهتم الجمعية وتنجز في مختلف الاهتمامات الشبابية: ثقافية – دعوية وتزكوية – تطوعية ورياضية. وللتعرف أكثر على الجمعية يمكنكم زيارة موقعها على الانترنت أو صفحتها على الفيس، وكذا قناتها على اليوتيوب.

الأخبار: إلى أي حد تعتقد أن جمعية الشبيبة قد حققت أهدافها؟ وانطلاقا من خبرتك في الجمعية كرئيس، وكعضو قديم في هيئاتها القيادية، وانطلاقا من معرفتك بالعمل الشبابي الثقافي. أيُّ نسبة نحاج تمنحها للجمعية؛ مئويا أو على 10؟
محمد الكوري: لقد حققت الجمعية بعض أهدافها بلا شك، وأوصلتها هذه الأهداف لأهداف جديدة؛ فالبناء من طبيعته التراكم خاصة إن ارتبط بالأوطان واعتمد بناء العقول وتهيئة الكادر البشري القادر على البناء. ويمكن أن نعطي الجمعية درجة 8/10 كمؤشر للإنجاز.

الأخبار: تتحدث وزارة الثقافة عن جهود كبرى لدعم الأنشطة الثقافية والشبابية، ما تقييمك لدور الحكومة على الصعيد الثقافي؟
محمد الكوري: بالنسبة للأداء الرسمي في العمل الثقافي والشبابي يمكن أن يوصف بالضعف والتخبط؛ فالوزارة وبشكل عام لا تقوم بأي نشاط ذي بال.
فباستثناء الكرنفالات الأخيرة والمهرجانات الموسمية المستحدثة من طرف الوزارة خلال السنتين الأخيرتين؛ تعيش الوزارة سباتا طويلا على مستوى النشاط العام، كما أنه لا توجد سياسة واضحة وشفافة للتعاطي مع المؤسسات الثقافية والشبابية الجادة في الساحة.
وعلى مستوى المساعدة اللوجستية لا يخفى عليكم أنه لا توجد بنية تحتية؛ فلا فضاءات أو مسارح، ولا قاعات عروض تحتضن الأداء الثقافي وتكون فضاء للشباب لعرض إبداعاته وترويج منتجه الثقافي. وما يشبه هذه البنى كدار الشباب مثلا تؤجر وبأسعار غالية للشباب، ومُنافَسٌ عليها من طرف الأحزاب السياسية والتكتلات الاجتماعية.
ومن هنا لا يمكننا أن نتحدث عن دور إيجابي للوزارة، لا على مستوى الدعم المادي أو الإسناد ولا حتى خلق فضاء للتنافس الايجابي الشفاف بين الفاعلين الثقافيين الشباب.

الأخبار ما تحليلك لمستقبل الحراك الثقافي في البلاد؟ وهل تتوقع أن يشهد تطورا؟ أم تعتقد أنه مهدد بالتراجع نحو مزيد من الضعف؟
محمد الكوري: يرتبط مستقبل الحراك الثقافي بحصول تغيرات على مستوى المؤثرات السابقة؛ فإن تغير التعاطي الرسمي وتحول إلى احتضان وتشجيع، ووُجِدت الفضاءات المناسبة لا شك سيتطور ويخطو إلى الأمام، وإلا فسيظل على مستواه الحالي ما دام هناك من يقاوم ويجاهد سبييلا إلى تقديم عمل ثقافي محترف ومفيد.

الأخبار: هل من كلمة أخيرة للشباب الموريتاني؟
محمد الكوري: إن كان ولا بدّ من كلمة أخيرة فهي أن الوطن مسؤولية الجميع، والشباب هم عماد كل نهضة وهم النواة الصلبة للمجتمعات؛ ومن ثم فإن واجبهم كبير، ومسؤوليتهم أكبر عن مستقبل بلدهم؛ فلينخرطوا في جهد البناء باذلين ما يستطيعون لتحقيق نهضةٍ للوطن، وليسهموا في العمل التطوعي؛ فمن خلاله يتكونون، وبه يفيدون، وعليه يبنون. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

الأخبار: شكرا جزيلا لكم.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!