التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:09:32 غرينتش


تاريخ الإضافة : 19.08.2013 12:15:38

الرجل الموريتاني : ملك علي الزنجيّة, وعبد عند العربيّة !!

يحي الحضرامي

يحي الحضرامي

ظلت العادات عند المجتمع الموريتاني تختلف من مجتمع لآخر كما تختلف ألوانه وألسنته وتتمايز طبقاته ثقافيّا وحضاريّا فلا يمكن الربط بينه في كثير من العادات والطقوس وذالك من أسبابه المفارقات الاجتماعية التي صنعها البعض ضد الآخر وعدم المصاهرة بين مكوّنات المجتمع الموريتاني :

وظل من ضمن هذه العادات المتباينة بين المجتمع الموريتاني المتمثل في مجتمع العرب ومجتمع الزنوج اختلاف, معاملة كل منهما,, اتجاه المرأة فعند العرب تتميز هذه المعاملة بنوع من القداسة للمرأة تصل إلي درجة الالوهية والملك والرجل في الغالب إنما هو عبد وءالة خلقه الله للمرأة لكي تسعد به ويشقي هو من أجلها ولهذا السبب يكرهون النساء في الغالب لأنهن سلبيات ولا دور لهن في الحياة ولا يتحملن مسئولية أي شيء لا العمل داخل البيت ولا خارجه ولا حتي تربية الأولاد مكانهن من البيت فارغ لا يحسب عليهن في شيء غالبتهن تعوّدن علي الخدم ولا زلن حتى الآن يفرضن الخدم علي الرجل حتي ولو كلفه ذالك أن يعيش شريدا غريبا خارج وطنه مفارقا لأولاده مدي الحياة !!

فالمجتمع كذالك لا يحمّلهن مسئولية الدراسة ولا يطالبهن بالمرأوة ومع هذا تنطلق المرأة عند هم من قاعدة اجتماعية تضمن لها نوع من القدسية مبالغ فيه ينبغي عكسه تماما كما أشار إلي ذالك النبي صلي الله عليه وسلم ( لو كنت ءامر أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) وكما صرّح به القرءان الكريم من قوامة الرجل علي المرأة في قوله تعالي (الرجال قوّامون علي النساء...)

أما مجتمع الزنوج فمعاملته للمرأة اقرب هي إلي ما أشار إليه النبي صلي الله عليه وسلم والقرءان الكريم والي الفطرة السوية السليمة التي تعطي للرجل القوامة وتضمن له شيء من القداسة في نفس المرأة مع احترامها فالرجل عند هم هو الآمر والناهي يقبل ويرفض ويشعر بشيء من الاحترام المتبادل وإعطاء المسئولية والحرية في إدارة الأسرة وتقاسم الأدوار في المنزل ,فالمرأة عند هم تقوم بتربية الأولاد والخدمة داخل البيت وحتى خارجه وتقوم كذالك بإعداد الطعام وتغيير الوجبات التي تناسب مزاج زوجها ونظافة ثيابه ونظافة المنزل وهو يقوم كذالك بدوره كرج يتحمّل شئون الأسرة ومسئوليتها ويكد علي العيال ويتحمل المشقة من أجله..

فالتباين بين المجتمعين واضح فمثلا قدوم المرأة الزنجية علي أهل زوجها قبل أن تنفرد بمنزل وحدها يعني قدوم خامة متفانية في خدمة أسيادها لأنها غرست من شجرة التواضع وجلد الذات والعكس عند أختها العربية فإن قدومها علي أهل الزوج يعني بالنسبة لهم قدوم ملك يجب استنفار جميع الطاقات المادية والمعنوية والعملية لقدومه لأنها غرست من شجرة الكبر والأنانية فكيف نطلب من هذه الأخيرة دخول الطاعة الزوجية وهي التي إذا طلقت تستقبل بالزغاريد والطلقات النارية إبداء لها بالفرحة حتي ولو كانت شاردة علي زوجها هذا أراه نوعا من التشجيع علي انتشار الطلاق لأنه يجعل المرأة تتمنع دائما علي الرجل وتظهر له عدم الرغبة في الزواج أصلا به والإسراع في طلب الطلاق منه عند حدوث ابسط خلاف اسري !!

إن المجتمع العربي الموريتاني إذا لم يخرق مناخا جديدا للرجل يبدع من خلاله في قيادة الأسرة ويبني نموذجا اجتماعيا يعترف للمرأة بحقها ويعطي للرجل كامل صلاحياته انطلاقا من مفهوم أن القوامة تكليفا لاّ تسليطا ويخرجه من القفص الذي يشعر به والضغط الاجتماعي إلي متنفس يري فيه شريكته تتقاسم معه الأدوار المنزلية والحياة بصفة عامة. سيكون المخرج من هذا كله أمام الرجال هو الطلاق والعزوف مستقبلا عن الزواج من مجتمع كهذا وخاصة حين نفهم أن الكثير من الرجال سافروا ورأوا أن الحياة الأسرية تختلف تماما عما كان عليه ءاباؤهم ,فأصبحوا يطمحون إلي تغيير حقيقي يتطابق مع ما رأوا وشاهدوا وسمعوا من نظام اسري يعترف بأن للرجل حقوق وواجبات علي المرأة و للمرأة كذالك حقوق وواجبات علي الرجل فكل مطالب بالقيام بما عليه فإذا انطلقنا من هذا المفهوم فبإمكاننا أن نتجنب الكثير من الانزلاقات قد تشهدها الأسر عندنا إذا لم نقم بتفادي الوضع لأننا نعيش تناقضا اجتماعيا حقيقيا بين رجالنا ونسائنا فرجالنا رأوا عالما ءاخر عنده مفهوم تقاسم الأدوار ونساؤنا ما زال ثابتا في أذهانهن أن لهن حقوق وواجبات علي الرجل ,,, وليس عليهن شيئا ... والله تبارك وتعالي يقول (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ))صدق الله العظيم


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!