التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:10:01 غرينتش


تاريخ الإضافة : 20.08.2013 18:01:21

قميص عثمان..

مولاي ولد الغوث moulayelghoth@yahoo.fr

مولاي ولد الغوث [email protected]

ثنائية الديمقراطية ومكافحة الإرهاب، كقميص عثمان رضي الله عنه الشهير.
شعار يرفعه أنصار الديمقراطية ومكافحة الإرهاب، لتبرير ما يرتكبونه من أخطاء و فظائع ومجازر بحجة (تحضير روح الديمقراطية، أو نشرها أو فرضها، ومكافحة الإرهاب ).. و«قميص عثمان» في التاريخ الإسلامي معروف: فقد حمله الطامعون في السلطة، أو الخلافة، بعد مقتل صاحبه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ثائرين على من تولى الخلافة بعده، وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، رافضين الاعتراف بالخليفة الجديد إلى أن ينتقم من قتلة عثمان، ومنذ ذلك اليوم والعرب في حروب، وخلافات وانقسامات وأحزاب، وشيع، لا تنفك تتزايد حتى يومنا هذا .

والديمقراطية، أو حكم الشعب، لافتة جميلة، براقة، وأجمل منها وأروع هو التعريف الذي جاء به الرئيس الأميركي السابق أبراهام لنكولن، حين وصفها بقوله: (حكومة الشعب، من الشعب، وبالشعب، ومن اجل الشعب)، وبلغ من جاذبية هذه اللافتة أن أعداءها، قبل أنصارها، رفعوها حتى وهم يحكمون بالحديد والنار، ويكممون الأفواه، ويغتصبون الحريات، ويعلقون خصومهم على أعواد المشانق، ويزجون بهم في غياهب السجون.

فرغم جاذبية اللافتة الأميركية فقد شنت الولايات المتحدة من اجل الديمقراطية ومكافحة الإرهاب حروبا ودمرت وقسمت دولا ، كما هو الحال الآن في العراق من مجازر وفتن طائفية وموجات اختطاف، ومعتقلات للتعذيب والقتل تحت الإشراف الأميركي، والأمثلة كثيرة .. هذا فضلا عن التفجيرات التي يذهب ضحيتها المدنيون الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ ، في هذه الدول , كل ذلك إما باسم الديمقراطية أو محاربة الإرهاب أو هما معا، والنتيجة واحدة.

فكما كان ترسيخ الديمقراطية ومكافحة الإرهاب الشماعة التي يبرر بها الأمريكيون حروبهم وتدخلهم في شؤون الدول الأخرى , أصبحت هي قميص عثمان بالنسبة لحكام العرب الديكتاتوريين والعسكريين الانقلابيين لقتل خصومهم السياسيين ولنهب خيرات بلدانهم..كما يجري الآن في مصر بدءا من انقلاب عسكري ظالم إلى ما شاهدناه من قتل ومجازر وحرق ونهب وهتك للأعراض واعتقالات وتصفية واضحة..كل ذالك تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وترسيخ الديمقراطية.

فهذا التعلق بثنائية الديمقراطية ومكافحة الإرهاب زوراً وبهتاناً، هو شبيه بدعاوى من وصفهم الشاعر القديم، حين أشار إلى أن الجميع يدًعُونَ أن امرأة مَا تحبهم، في حين أن هذه المرأة لا تقر لهم بما يدًعُون: (وَكُلٌ يَدًعِي وَصْلاً بِلَيْلَى -- وَلَيْلَى لاَ تُقِر لَهِمْ بِذَاكَا).


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!