التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:09:57 غرينتش


تاريخ الإضافة : 25.08.2013 12:21:15

مالفرق بين موريتانيا ... وماليزيا ؟.

اسلكو ابهاه . كوالا لمبور – ماليزيا. bisselkou@hotmail.com

اسلكو ابهاه . كوالا لمبور – ماليزيا. [email protected]

امضيت شطرا من اجازة عيد الفطر السعيد هذ العام في ماليزيا متجولا بين مدنها سائحا في قراها وبين انهارها وأوديتها ، ولا غرابة في ان اقضي بعضا من اجازة العيد في ماليزيا ، فهي بلد حبيب علي القلب عزيز علي النفس عشت فيه شطرا من ايام الدارسة الحلوة العذبة متزملا ومتدثرا برداء التتلمذ وطلب العلم الجميل ...

فكان لزاما علي في كل مرة ان ازور ماليزيا وان ابدأ من حيث تعلمت فاطوف بالجامعة سبعا واسعي بين قاعات الدرس والمكتبة سبعا مصليا ركعتي الطواف بمسجدها العامر قبل ان احل احرامي اذ انا جامع في كل زياراتي لماليزيا بين مذهبي القران والتمتع علي خلاف اهل المذاهب الكبري ...

في كل مرة حينما ازور هذ البلد الحبيب اكتشف اشياء جميلة جديدة واري نهضة رصينة تتمثل في مشاريع واعدة هنا وهنالك ، وفي كل مرة اري وكأن الناس يحسون رغم كل المشاريع والمنجزات انهم لا يزالون بعيدا عن ما يريدون أو عن حيث يجب أن يكونو ، في هذ المرة كما المرات السابقة كانت ثمة ورشات عمل في كل مكان وكانت ثمة مشاريع تبني واخري تكمل ولكن مشروعا واحدا من بين تلك المشاريع لفت انتباهي وشد اهتمامي وهو مشروع MRT انه مشروع قطار انفاق عملاق " يخربك " اسفل مدينة كوالا لمبور ، والمشروع رغم ضخامته فانه يمشي بصمت وهدوء ولا يري القائمون عليه ( وقد قابلت بعضهم ) انهم يقدمون شيئا خارقا أو شيئا اكثر مما يستحق الماليزيون ، ورغم اهتمامي بعض الشيء بالشأن الماليزي فانني لم اسمع عن امر بدء المشروع أبدا ، والاجمل في الامر ان ايأ من المسؤولين الكبار لا يمكن ان يعتد بهذ المشروع او يفتخر به اذ هو من اختصاصات عمدة المدينة وبعض المسؤولين الصغار في الدولة ....

سألت نفسي وانا خارج بعد صلاة العيد من مسجد الامام البخاري في ضاحية ماهرا جليلا بمدينة كوالا لمبور، ما سر تفوق هؤلاء القوم علينا ... ما سر ابداعهم وانجازاتهم وتاخرنا نحن رغم قاماتهم الصغيرة واصواتهم القليلة .. دارت هذه الخواطر بذهني والحت علي تلك الاسئلة فانا غيور علي بلدي مولع بمقارنته بكل جميل اراه في هذ العالم الفسيح الكبير ... ومااذكر انني رايت مشروعا جميلا أوعملا جليلا بهذ العالم الا تمنيت ان يكون ببلدي وسالت نفسي خلسة متي يكون ذلك .. تذكرت - قبل حين من الزمان - مقابلة اجراها صحفي مرموق مع الدكتور مهاتير محمد باني نهضة ماليزيا الحديثة بحق حين سأله عن اهم 3 انجازات انجزها لماليزيا طيلة فترة حكمه ، وقد طلب الصحفي الي الدكتور ان تكون الانجازات الثلاث بالترتيب حسب اهميتها ....

شخصيا حين سمعت السؤال وقبل ان اسمع الاجابة توقعت ان يذكر الرجل مدينة ابترا جايا ( عاصمة ماليزيا الجديدة وهي مدينة متكاملة بنيت علي احدث الطرق والطرز ) أو يذكر البرجين التوأم الاطول في العالم أو شركة بروتون ( أول شركة لصناعة السيارات ببلد مسلم ) أو شبكة القطارات التي بني ( بماليزيا اليوم شبكة قطارات من دون سائق "LRT" عمرها 14 عاما .... أو نقل ماليزيا من بلد متخلف فقير الي دولة تحتل الترتيب السابع عشر في العالم من حيث القوة الاقتصادية .... أو اشياء من هذ القبيل

لكن الرجل لم يمض بعيدا ، فقال في بساطته المعهودة دون ان يتحرك من مكانه ان اهم 3 انجازات انجزتها لماليزيا هي : التعليم ... ثم سكت فقال : والتعليم ... والتعليم .

في ذات الوقت – ولست ادري لماذا- خطرت ببالي زيارة رئيس الجمهورية السيد محمد ول عبد العزيز قبل الاخيرة لنواذيبو وما تسرب يومها لوسائل الاعلام من ان السيد الرئيس سيثني علي اداء احد القطاعات الحكومية وان ثمة سباقا محموما بين تلك القطاعات لنيل شرف ثناء السيد الرئيس وربما تشجيعه أو تكريمه ، وشخصيا قبل ان اسمع خطاب السيد الرئيس تمنت ان يكون ذلك القطاع هو الصحة أو العدل أو التعليم .... لكن الرجل لم يمض بعيدا -هو الاخر- بل قال في بساطته المعهودة ان القطاع الاحسن أداء والمستحق للثناء والتشجيع هو قطاع الجمارك .... الذي زادت مداخله من الجباية علي المواطنين خلال الفترة المنصرة علي : ... رقم كبير نسيته الان ...

حزت تلك المقارنة في نفسي بادئ الامر لكنني تذكرت ان كلا " ينفق مما عنده " وتذكرت استاذا لي كثيرا ما كان يردد قول الله تعالي " ... فسالت أودية بقدرها .."

ثم قلت في نفسي لعل ذلك بعضا من فرق ما بيننا وبين ماليزيا ...


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!