التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:09:33 غرينتش


تاريخ الإضافة : 29.08.2013 17:57:08

حكومة أمام النواب ونواب خلف الحكومة!

أ.أحمدو بن الإمام

أ.أحمدو بن الإمام

تابع الموريتانيون زُهاء سبع سنوات خلت جل ما دار تحت قبة البرلمان من نقاش لمشاريع النصوص، و من تقديم للمطالب، و من انتقاد للسياسات، و من الهجوم تارة، والدفاع تارة أخرى.. فلم تخل جلسات برلماننا المنتهية مأموريته، و الذي عرف تنوعا نادرا - و ذلك ما قد لا يتكرر مستقبلا- لم تخل جلساته - إذا - من مفاجآت.

لكن النسيان سيسع الكثير من ذلك.. و أما ذلك القليل الذي إن نسيه البعض فسيظل البعض الآخر يذكره، فهو كيف تقاسم النواب الأدوار بكل أريحية و ارتياح..

فمنهم من حرص أثناء مداخلاته على إرسال رسائل حزبية جماهيرية، لعل الناخبين يذكرونه بها عند ربهم.. ومنهم من ظل يتقرب إلى ربه بالتقليل من شأن مطالب المتظاهرين في دائرته الانتخابية.. ومنهم من رفض ما طالب به خصومه من مصالح مقاطعته.. فيهم نواب يراقبون، وينتقدون أداء الحكومة، ونواب يراقبون، وينتقدون أداء النواب..

ونواب يرون أن الحكومة مسؤولة أمامهم، و آخرون يرون أن النواب مسؤولون أمام الحاكم.. نواب حريصون على كشف المستور، وآخرون حريصون على ستر "المكشوف".

وثمة منهم من ستر نفسه فلم يسمع الناخبون صوته، ولم يروا وجهه منذ فوزه. ومنهم من اكتشفه المتابعون لما تكلم.. فظهر فضله، وطار ذكره، فـ"لله دره، لم ير الناس عبقريا يفري فريه".

و منهم من تكلم، و ليته لم يفعل.. و كأن ابن أبي سُلمى لهم بالمرصد حين قال:

و كائن ترى من صامت لك معجب @ زيادته أو نقــصه في التــكلم

هذا من مفاجآت السبع... الفارطة. و وراء غيب المستقبل ما وراءه..

فأي الفرقاء على الصواب؟ و أيهم على صواب أيضا؟

أليست كلمة الصندوق الانتخابي هي العليا؟ وحتى لو منح الناخبون أصواتهم لمن سخر منهم؟ ومن عارض زيادة تمثيلهم؟ وحرموا منها ألئك الذين أشهروا سلاح المساءلات في وجه الرؤساء، و الوزراء، و قدموا البلاغات المطالبة بالتحقيق في مصاريف الميزانيات.. وأسمعوا - لو نادوْا حيا- شكوى العطاش، والجياع، والمرضى، وأنين اليتامى، والأيامى الذين، واللواتي، صودرت "كزراتهم" بعد أربعين عاما من الانتظار.. ومن غُلِّظت عليهم الضرائب؟ ومن استُبعِدوا عن شغل المناصب المناسبة لمؤهلاتهم، و تخصصاتهم، وتميز سجلاتهم الوظيفيه.. لسبب وحيد، هو أنهم لم يذوقوا قط، طعم الموالاة؟..

اللهم اغفر لي و لمن اغتبت.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!