التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:09:42 غرينتش


تاريخ الإضافة : 02.09.2013 18:25:50

للغضب لله كلمة : تتعلق بمصر (الحلقة الثانية)

محمد ولد البار

محمد ولد البار

أيها العرب و المسلمون بل أيها العالم أجمع - أرجو أن تعذرونا إذا تكلمنا في هذه الأيام بكلام الغضب الممزوج بالتعجب والحيرة والإحباط تجاه دولة مصر وما يقودها حالا.

إن هذه الدولة (وكما نعلم جميعا) كانت تسمى أم دنيا حضارة و ثقافة و تاريخا , و كان العرب جميعا يعتبرونها السند القوي المعول عليه في أكل كارثة او محنة يأتي بها الزمن على غرة وهي المقر الدائم اللجامعة العربية .

و أول ذلك الاعتبار كان في ذلك الجيش (العظيم) بين قوسين حالا و أولئك الرجال المثقفون في كل مجال في الحياة و فيها أيضا ذلك المعلم الديني بين قوسين حالا (الازهر) فإذا العالم يفاجأ بأن شكل هذه الدولة المصرية التي قرأنا عن أصالة حضارتها و التي لم يترك القرأن شيئا من طبائع شعبها و طغيان قادتها إلا و سجله ضمن آياته المحكمات وكنا نظن أن جميع تلك الأوصاف غير الإنسانية في اولئك القادة الطغاة قد هدمها الإسلام و قلعها من جذورها في تلك الدولة لما أعقب دخولها للإسلام من مواقف مستميتة في الرفع من شأن الإسلام و الرفع من رؤوس العرب و المسلمين جميعا بل العالم اجمع.

فبينما الكل يعيش في نشوة من ذلك الإعجاب و الاكبار لتلك الدولة و جيشها العتيد إذا بتاريخ طغاة مصرا القرآني يعيد نفسه بالكم و الكيف بقيادة جيشها نفسه و مساندة رجال كنا نعدهم عظماء من مثقفي العالم الآن فإذاهم ينكشفون أن لهم قلوب غلف و أعين عمي و أذان صم.

فعلينا الآن إذن أن نستمع إلى الآيات التي تسجل فعل طغاة مصر في التاريخ القديم لنرى فيه صورة طبق الأصل لما فعله طغاة قادة مصر الجدد.

فالله يقول : إن فرعون علا في الأرض و جعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم و يستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين و هنا يأتي الفرق بين طغاة القدماء و الجدد فهؤلاء لم يستثنوا النساء من الذبح بل ذبحوا الرجال و النساء و الولدان في طرفة عين.

و يقول المولى عز و جل أيضا : إن فرعون و هامان و جنودهما كانوا خاطئين. و نحن نقول من جانبنا و الله لو كان ما حدث في مصر من الفضائح وقع في زمن يمكن فيه ستر الفضائح عن العالم لعمل العرب و المسلمين بكل قواهم على ستر هذه العورات التي انكشفت للعالم عن تصرف قادة ام الدنيا وقلب العرب و المسلمين جميعا.

إن العالم الان شاهد من جيش مصر و شرطة مصر و بعض المثقفين المصريين و رجال الدين المصريين من التصرف المشين تجاه شعبهم ما تخر له الجبال هدا.

و لذا فأرجو من العالم أن يسمح لي بعد ما سجل اللواء السيسي قائد الجيش المصري من الفضائح في تاريخ هذه الدولة العظيمة و أذاعه على العالم - أن أسجل أنا هذه الفضائح على الأوراق ليراها العالم مفصلة و نقول نحن و العالم بعد ذلك إنا الله و إنا إليه راجعون.

الفضيحة الأولى أن يقوم ضابط في الجيش هو وزير الدفاع و يعين رئيسا للدولة كان هو رئيس المحكمة العليا للدستور.

ثانيا : يقوم نفس الضابط بعزل رئيس منتخب و بتوقيف العمل بالدستور وحل مجلس الشورى .

إننا نعلم جميعا أن دول إفريقيا المتخلفة كانت تقوم فيها انقلابات و لكن اصغر هذه الدول مثل غينيا بيساو لم يفكروا ضباطها هذا التفكير .

ولكن ضباط إفريقيا تارة يقومون بانقلاب للأسباب مختلفة ولكن يستلمون هم أنفسهم الحكم و يمكثون فيه ما شاء الله بدعوى إصلاح اقتصادي و اجتماعي إلى أخره .

و لكن أن يقوم ضابط بتعيين رئيس مدني قاضي و يقبل القاضي هذا التعيين و يعين وزراء من بينهم وزير الدفاع الذي عينه هو .

هذه الفضيحة ما كان ينبغي للشعب أن يقبل تلويث تاريخه بهذه الفضيحة مهما كانت النتيجة ولا سيما ان تكون صادرة من أحد أبنائه و قادة جيشه .

الفضيحة الثالثة : ان يقوم نفس الضابط في زيه الرسمي و يطلب من بعض شعبه أن يفوضه لا لمواجهة عدو أجنبي ولكن لمواجهة نصف شعبه الأخر الذي لم يفوضه لقتله قتل الذباب كما حدث في الميادين .

الفضيحة الرابعة : أن يصب هذا الضابط جام غضبه أمام العالم و بوجهه المقطب و بصوته الموتور على جزء من شعبه و يملأ منهم السجون و يحاول أن يقتل و يسجن كل من لم يرض بخريطة سياسية لا دخل للجيش ولا للشرطة في تحقيقها .

لأن الخلاف السياسي تسويته كفيل بها السياسيون في ما بينهم عن طريق صناديق الاقتراع .

الفضيحة الخامسة : هو أمر هذا الضابط بفض اعتصام الميادين. و الحرس الجمهوري إلى أخر أماكن القتل بتلك الوحشية و الهمجية من طرف الشرطة و الكلاب البشرية الموجودة في مصر وحدها(البلطجية ) .

إن رؤية العالم على شاشة التلفزة لآلاف المواطنين يقتلهم مواطنوهم المدججون بالسلاح لا لشيء إلا لأنهم اعتصموا في مكان عام ليبلغوا فيه حجة اعتراضهم على الفضائح أعلاه - يندى لها جبين العالم بأسره -

و ماذا يضر السيسي و وزير داخليته أن يستمر الاعتصام شهورا و أعواما ولم يسجلوا لمصر طغيانا هكذا يقتل المصري فيه أخاه بدم بارد لا حجة للقاتل إلا أنه يملك سلاحا ومواطنه أعزل من السلاح .

الفضيحة السادسة : عندما قتلت الشرطة الآلاف من المواطنين المعتصمين صرح وزير الداخلية أمام العالم بأن الشرطة أنجزت مهمتها بمهنية عالية ، و كأن الشرطة المصرية مهمتها المسنودة إليها هي قتل مواطنيها .

وهنا يتساءل العالم هل جميع الشرطة المصرية هم من الأقباط أو من مسلمين لم يسمعوا قط قوله تعالى ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين فما قد قرأناه في التاريخ من تعذيب الشرطة المصرية لمواطنيها من الإخوان المسلمين هو نفس ما نسمعه الآن من ذلك

و من هنا يجب ان نذكر اللواء السيسي قبل فوات الاوان و نذكر لوا أته الآخرين و العدلي الذي قبل تعيين وزير له في منصبه الرئاسي و البلاوي الذي أصبح يضحك على نفسه و يتكلم للعالم باسمه رئيس وزراء بعملية سفاحيه لا أصل لها في تاريخ البشرية - نذكر الجميع بما يلي :

إنه من نواميس الله المشاهدة في هذا الكون أن الله يؤخر مواخذة الظالمين إلى يوم تشخص فيه الأبصار ولكن هؤلاء الظالمين المؤخرين من غير الطغاة و المتجبرين بالإحساس بقوتهم.

أما الطغاة و المتكبرون فإن سنن الله فيهم أن يرسل إليهم قاصمة الظهر أمام عالمهم الذي شاهد طغيانهم ، كما قال تعالى فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون

ومادام الله قال لنبيه موسى و ذكرهم بأيام الله فأنني أذكر كل طغاة فضائح الدنيا هذه أنه في سنة 1966 لم يكن المرحومان كما نرجو لهم من الله ذلك جمال عبد ناصر و عبد الحكيم عامر يفكران بأن القدر يخبئ لهم النكسة الكبرى في نفس السنة الموالية ، تلك النكسة التي شهد العالم صواعقها المدمرة لقلوب الجميع العرب و المسلمين كما شاهد ذلك الآن لقلوب العرب و المسلمين من وقع صواعق هذه الفضائح .

هل تعلم أيها اللواء السيسي أن أثناء تلك النكسة كان المرحوم جمال عبد الناصر الذي خضعت له رقاب المصريين و تفديه جميع الشعوب العربية بدمائها يطلب من الروس أن تشفع له لدى أمريكا لتطلب من إسرائيل وهي على الجانب الأخر للقنال ألا تدخل القاهرة و معلوم أن تعداد جيش مصر آنذاك أكثر من نسمات دولة إسرائيل كبارا و صغارا .

و من شاهد بعد ذلك الجيوش المصرية وهي ترفع يدها بالاستسلام والجيش الاسرائلي لا يأسرها بل يصفيها واحدا واحدا وهي رافعة يدها فمن يتذكر ذلك فعليه أن لا يبتسم في عمره فضلا أن يكون قاتلا لشعبه بدم بارد كما فعلت إسرائيل للجيش المصري .

فكان على كل فرد مصري أن لا ينسى هذا المشهد ولا سيما الضباط

فإذا كان وجه أحد الضباط يتمعر غضبا فعلى هذا التاريخ و سواده المستمر .

تلك النكسة النكراء التي وقعت و رئيس مصر و جيشه و شرطته و قضائه منهمكون في القبض و السجن و تعليق المشانق لطائفة من أمة محمد صلى الله عليه و سلم ثابتة على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذ لهم حتى يأتي وعد الله وهم صامدون

ورغم كل ما فعل بهم طغاة الدنيا فلم يحملهم ذلك على أن يكونوا إرهابيين أو مكفرين لأي أحد بل لم نقرأ أنهم في تاريخهم قتلوا مسلما أو كفروه بل هذه ميزتهم في العالم أجمع وحالهم دائما يقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وهم من وصفهم الله في قوله التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الأمرون بالمعوف والناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله

فالمشهد آنذاك يعيد نفسه ، فالإعلام المصري يشوه بالتنكيت و يستهزئ في صفحاته الأولى و على شاشة تلفزيون مصر بأولئك النبلاء ، و جميع القضاة من نيابة و تحقيق و رئيس محكمة جاهزين بتحريك أي تهمة مهما كانت سذاجتها كما هو واقع لأن .

فلو أخبر السيسي أو ابنائه الحكوميين النائب العام المصري بأن الشمس حاولت اليوم أن تصدر من مغربها و تحركت يمينا و شمالا لأجل ذلك لأمر النائب العام يحبسها 15 يوما على ذمة التحقيق و بتهمة أنها كانت تريد زعزعة الأمن العام و أن وراء تحركها هذا سلاح تريد استخدامه لإشاعة الإرهاب بين المواطنين .

إذن فليعلم الجميع أن الله قال لبني إسرائيل وإن عدتم عدنا ، فعند العزيز القادر كثير من النكسات للطغاة و الظلمة لا يعلمهم إلا هو ولكن خلق الانسان عجولا .

و الان نعلم جميعا أن شهداء الأخوان في ذلك التاريخ و من قتلهم و عذبهم في السجون وفإن من مات من الجميع الان عند ربهم يختصمون .

وأنا لا أرى أكبر رزية لمسلم في اليوم الاخر أن يقتل مسلما بأوامر أخر سيكون عدوه يوم القيامة .

و الان اصل إلى ملاحظتي على الأخوان المسلمين و الرئيس مرسي في سنة حكمه بالذات وهي أنهم تركوا مرسي في سنته الاولى يتقمص في الحكم شخصية عبيده بن الجراح بدلا من أن يبدأ بتقمص شخصية خالد بن الوليد سيف الله و سيف رسوله و يأخذ الحكم بقوة حتى يجعل الشعب المصري على الطريق المستقيم و بعد ذلك تكون شخصية عبيدة بن الجراح صالحة للتقمص .

و قبل أن أنهي هذا المقال أقول للجميع أني أشكو قناة الجزيرة إلى الله حيث فطرت أكبادنا في هذه لأيام و مازالت تفعل باستضافة شاب يدعى حسام فوده لم يعطه الله من المعرفة إلا خمس كلمات يرددها و هي جماعة الأخوان المحظورة ، جميع الشعب المصري ، الشعب المصري قال كلمته 30 يونيو، نحن الآن عندنا خطة طريق واضحة سيكون وسيكون إلى أخر تلك الترهات التي لا يفهم ماذا يريد بها .

هذا الرجل نشكو صوته إلى الله و نشكو إلى الجزيرة إلى الله استضافته . و من المخجل المبكي أن الجزيرة تستضيف معه عمالقة التاريخ و المعرفة الموضوعية وعندما يتكلمون يطلبون منه هو الرد فلا سامح الله الجزيرة على هذا الفعل كم عذبت به قلوبنا و سمعنا و أبصارنا و نرجو لها الله التوفيق في جهادها و غير ذلك من المواقف المشرفة .

و خير ما نختم به هذا المقال و نوجهه للإخوان المسلمين هو قوله تعالى ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ....إلى أخر الأية

محمدو ولد البار


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!