التاريخ: 20.09.2024 التوقيت:01:29 غرينتش
تاريخ الإضافة : 04.09.2013 16:23:30
نعي لجيل المؤسسين
عبد الرحمن ولد سيد ولد عبدالله، إداري مدني
قرأت رسالة التأبين التي خطتها أنامل استأذنا الفاضل محمدن ولد أباه ولد حامد، رئيس اللجنة الوطنية للمسابقات علي إثر رحيل أبي الوظيفة العمومية الموريتانية، أحمدو ولد محمد سلطان، تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته.
وبحكم علاقتي الوظيفية بالرجلين حيث خدمت مع الراحل عشر سنين كمعاون قبل أن أصبح مديرا مساعدا للوظيفة العمومية، فإنني أقدر هذه الشهادة.
لقد شهد حقا شاهد من أهلها، وكان كلامه حقيقة نعيا لجيل بأكمله، جيل تكون من كوكبة من رجال طيبين طاهرين، من رجال مؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا.
لقد كانت أكثر العبارات ترددا في كلام استاذنا الفاضل هي كلمة » عانى «التي وردت أكثر من خمس مرات وحرف العين الذي ورد في كافة اسطر الرسالة وهو ما يحيل سيميائيا على البكاء، وذلك دليل كاف على قوة الألم والحسرة والمعاناة والمكابدة التي رافقت ذلك الجيل من البناة والمؤسسين ولعله قدر ومآل كل جيل باشر مهمة التأسيس والنحت من لا شيء.
ولعل من يعرف خفايا مرض المرحوم ومراحل وتطور علاجه في الداخل والخارج يدرك كنه علاقته بذويه ، حيث لم تسعف الرجل كافة أواصر القربى ولا حتى وجود رئيس دولة يومئذ من قبيلته. ذلك لأن ولد محمد سلطان كما نعرفه جيدا لم يكن معنويا من قبيلة الرئيس السابق، لأنه كان يرى نفسه زعيم وشيخ ورئيس قبيلة كبيرة يعرفها الجميع: إنها قبيلة من لا قبيلة لهم، إنها قبيلة الموظفين العموميين في هذا البلد التي لا يريد عنها الراحل بديلا و لو تبدلت الأرض غير الأرض و أضحى الناس أمام كون جديد وعالم مستأنف.
واليوم، وبعد رحيل هذا الشيخ الكبير، فعلى الدولة أدبيا تحمل كافة المسؤوليات تجاهه، فهي الضامن الحقيقي لوجود واستمرار وديمومة القيم و المبادئ التي أعطاها جيل التأسيس كافة وقتهم، وعلى المؤمنين بهذه القيم أن يقوموا بواجبهم تجاه الراحل: من دعاء صالح، ومن تكريم له، ومن طلب للتوشيح بأرفع الأوسمة الجمهورية، ومن تخليد لأسمه في بعض المرافق العمومية التي عرفته أكثر من غيرها، خاصة: المديرية العامة للوظيفة العمومية والمدرسة الوطنية للإدارة و القضاء والصحافة، ومن معرفة دقيقة لحالة ذويه الأقربين،...، وعليهم و بدون تردد مواصلة مهمته النبيلة التي سردتها رسالة التأبين السالفة الذكر .
تعازينا لكافة الموظفين و الوكلاء المساعدين و العمال غير الدائمين بموريتانيا
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد الرحمن ولد سيد ولد عبدالله، إداري مدني
وبحكم علاقتي الوظيفية بالرجلين حيث خدمت مع الراحل عشر سنين كمعاون قبل أن أصبح مديرا مساعدا للوظيفة العمومية، فإنني أقدر هذه الشهادة.
لقد شهد حقا شاهد من أهلها، وكان كلامه حقيقة نعيا لجيل بأكمله، جيل تكون من كوكبة من رجال طيبين طاهرين، من رجال مؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا.
لقد كانت أكثر العبارات ترددا في كلام استاذنا الفاضل هي كلمة » عانى «التي وردت أكثر من خمس مرات وحرف العين الذي ورد في كافة اسطر الرسالة وهو ما يحيل سيميائيا على البكاء، وذلك دليل كاف على قوة الألم والحسرة والمعاناة والمكابدة التي رافقت ذلك الجيل من البناة والمؤسسين ولعله قدر ومآل كل جيل باشر مهمة التأسيس والنحت من لا شيء.
ولعل من يعرف خفايا مرض المرحوم ومراحل وتطور علاجه في الداخل والخارج يدرك كنه علاقته بذويه ، حيث لم تسعف الرجل كافة أواصر القربى ولا حتى وجود رئيس دولة يومئذ من قبيلته. ذلك لأن ولد محمد سلطان كما نعرفه جيدا لم يكن معنويا من قبيلة الرئيس السابق، لأنه كان يرى نفسه زعيم وشيخ ورئيس قبيلة كبيرة يعرفها الجميع: إنها قبيلة من لا قبيلة لهم، إنها قبيلة الموظفين العموميين في هذا البلد التي لا يريد عنها الراحل بديلا و لو تبدلت الأرض غير الأرض و أضحى الناس أمام كون جديد وعالم مستأنف.
واليوم، وبعد رحيل هذا الشيخ الكبير، فعلى الدولة أدبيا تحمل كافة المسؤوليات تجاهه، فهي الضامن الحقيقي لوجود واستمرار وديمومة القيم و المبادئ التي أعطاها جيل التأسيس كافة وقتهم، وعلى المؤمنين بهذه القيم أن يقوموا بواجبهم تجاه الراحل: من دعاء صالح، ومن تكريم له، ومن طلب للتوشيح بأرفع الأوسمة الجمهورية، ومن تخليد لأسمه في بعض المرافق العمومية التي عرفته أكثر من غيرها، خاصة: المديرية العامة للوظيفة العمومية والمدرسة الوطنية للإدارة و القضاء والصحافة، ومن معرفة دقيقة لحالة ذويه الأقربين،...، وعليهم و بدون تردد مواصلة مهمته النبيلة التي سردتها رسالة التأبين السالفة الذكر .
تعازينا لكافة الموظفين و الوكلاء المساعدين و العمال غير الدائمين بموريتانيا
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد الرحمن ولد سيد ولد عبدالله، إداري مدني