التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:07:22 غرينتش


تاريخ الإضافة : 08.09.2013 13:40:17

من يصلح عمدة لبلدية كيفه ؟

محمد محمود ولد سيد المختار

محمد محمود ولد سيد المختار

عمدة بلدية كيفه ! من هو ؟ من سيكون ؟ ما هي مواصفاته ؟ كلمات وتساؤلات تجري بلا توقف على ألسنة الوجهاء والفاعلين السياسيين والمواطنين البسطاء في أجواء التنافس الدائر على المسرح السياسي في مدينة كيفه هذه الأيام.

كيفه هي ثاني مدينة وطنية بعد العاصمة من حيث الكثافة السكانية وترامي الأطراف والجذب المستمر للسكان الجدد. تنتظر عمدتَها المرتقبَ ترسانة كاملة من المهام والمسؤوليات ليس أهونها:
ـ الإسكان والعمران
ـ المدارس وتجهيزاتها
ـ الصحة وإعادة تأهيل مراكزها
ـ النظافة والصرف الصحي
ـ مكافحة الفقر والعناية بالمعوزين
ـ التكوين والتشغيل
ـ الأسواق وتنظيمها
ـ المجازر
ـ المخابز
ـ المقابر
ـ النشاطات الثقافية والرياضية
ـ المجتمع المدني
ـ الضرائب والرسوم البلدية...الخ

وإذا كانت مهمة عمدة بلدية كيفه المرتقب، ومهمة كل عمدنا عموما ، بهذه الجسامة وهذه الأهمية ،فمن يصلح عمدة لبلدية كيفه؟ وما هي المواصفات التي يجب أن تتوفر فيه حتما ؟ وما القدرات والكفاءات التي يجب أن يتميز بها حتى يتمكن من القيام بمهمته بصدق ونزاهة وعلى أكمل وجه ؟

نحن نعتقد أن من يصلح عمدة لبلدية كيفه يجب أن تتوفر فيه المواصفات التالية :

1. أن يكون ابن كيفه : يعرف أهلها وأحياءها وحاراتها ومشاكل سكانها، تقاسم معهم في طفولته وشبابه خبزهم وماءهم ،همومهم ومشاكلهم، عانى معاناتهم، وأحس إحساسهم، وطمح معهم إلى ما يطمحون إليه .


2. أن يكون شخصية جامعة : بمعنى أن يكون ذا علاقات واسعة بمختلف الجهات والحساسيات، محببا لدى الجميع، يستطيع أن يجمع الآراء بعضها إلى بعض، وأن يؤثر ويقنع دون تحيز ، يَرضَى الجميعُ بحكمه ولا يتّهمُه .
3. أن يكون ولاؤه لتنمية المدينة : بمعنى أن يكون قد نذر حياته لخدمة سكان المدينة وسخر لذلك كل طاقاته وإمكاناته البدنية والمادية والمعنوية، بعيدا عن أية مصالح ذاتية أو أسرية أو قبلية أو جهوية أو أتنية ضيقة .

4. أن يكون ذا سعة مادية : تمكنه من تمويل حملته، واستقبال ضيوفه في مكان لائق، وحل مشاكله الذاتية دون اللجوء إلى مال البلدية، فالعمدة الحق كالقاضي في الشريعة الإسلامية من أوكد شروطه الغنى عما في أيدي خصومه حتى يستطيع العدالة بينهم، كذلك العمدة الحق من أوكد شوطه الغنى عن مال بلديته حتى يستطيع العدالة فيها .

5. أن يكون مثقفا يتكلم أكثر من لغة : حتى يكسب مهمة الاتصال وهي من أهم خصائص الموظفين السامين والعمد والساسة عموما. فالتشريع ،والتمويل ،والتوأمة، وتحرير الخطب، وإلقاؤها، ولقاء الوفود الأجنبية والمراسلات، والإعلانات، والبريد الصادر ،والبريد الوارد ،والأعمال الإدارية المختلفة ، كلها تتطلب من عمدة بلدية كيفه أن يكون مثقفا وأن يتكلم أكثر من لغة.

6. أن يكون ذا تجربة مهنية وإدارية طويلة : فعمدة كيفه لا يمكن أن يكون كغيره من العمد مبتدئا أو ذا بضاعة مزجاة من المهنية والإدارة .

7. أن يكون خبيرا بهيئات التمويل الوطنية والدولية : فبلدية عملاقة مثل بلدية كيفه بما تملكه من مقدرات بشرية واقتصادية هائلة مؤهلةٌ لأن تكون ميدانا خصبا لجلب واستقطاب أنواع الدعم والتمويلات الوطنية والدولية ،وبالتالي فهي بحاجة ماسة إلى مهندس حقيقي يجلب لها ذلك الدعم وذلك التمويل ومن كافة الجهات.
نحن نرى أن هذه المواصفات هي أقل ما يمكن أن يتصف به المرشح الذي يصلح عمدة لبلدية كيفه ثاني بلدية في بلادنا من حيث الكثافة السكانية.
وعلى المترشحين لشغل هذا المنصب أن يكونوا أوفياء مع أنفسهم وساكنة بلديتهم وأن ينظروا في أنفسهم بكل أمانة وتجرد هل تتحقق فيهم هذه المواصفات أم لا ؟

وعلى القائمين على الشأن العام وعلى اختيار عمدة كيفه أن يراعوا هذه المواصفات وأن يتوخوا وجودها في عمدتنا المنتظر .

وللمزيد من إنارة القائمين على اختيار العمد، وإنارة المواطن والقارئ عموما ننقل نتائج الاستفتاء الذي أجرته اليومية الفرنسية THAU INFO سنة 2012 عن "مواصفات العمدة الجيد " ، والتي لم تختلف كثيرا عن المواصفات التي أكدناها سابقا.
أعطى الاستفتاء اختيار المواطن الفرنسي لعمدته حسب المواصفات العشر التالية مرتبة حسب أهميتها والنسب المئوية التي حازت عليها كل صفة وهي :

1. أن يكون ابن البلدية أو يسكن بها منذ أمد بعيد : 85%
2. أن يكون قريبا من الناس ، ذا قدرة على الاستماع : 77%
3. أن يكون نافذ البصيرة ، واقعيا، متواجدا .
4. أن يكون صريحا ، شريفا، نزيها 76%
5. أن يكون مسئولا ، حريصا على المال العام 67%
6. أن يكون بعيد النظر ، محدد الأهداف ، جذابا 61%
7. أن يكون ذا تجربة وكفاءة 59%
8. أن يكون منفتحا في حالات الخلاف، والحوار الجماعي والفردي .56%
9. أن تكون لديه القدرة على العمل ،وأن يتحلى بالشجاعة 26%
10. أن يكون منتميا سياسيا 16%
ومن الطريف في هذا الاستطلاع أن أهم المعايير عندنا نحن اليوم في انتخاب العمد وهي (الانتماء السياسي) هي أدناها قيمة في بلاد الغرب منشئ الديمقراطية ومهدها الأول ، ذلك أن العمدة عندما ينتخب من طرف حزبه السياسي يصبح عمدة للجميع نظرا لتسييره لمصلحة عمومية خلافا للنائب الذي يظل مرتبطا سياسيا بحزبه السياسي وببرامجه.
وفي الختام أدعوا المشتغلين بالسياسة هذه الأيام والقائمين على اختيار عمدتنا هنا في كيفه وكافة العمد في أرجاء وطننا الحبيب أن يتحروا هذه المواصفات وأن يعملوا بمقتضاها حتى ننعم بعمد نعرفهم ويعرفوننا، عمد جاءوا من أجل الشعب وللشعب ./


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!