التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:07:29 غرينتش


تاريخ الإضافة : 21.09.2013 15:35:50

مالي: انتصار الديمقراطية على الرصاص

محمد عبد الرحمن أحمد عالي

محمد عبد الرحمن أحمد عالي

في العام الماضي لا صوت يعلو علي صوت الرصاص الحي في كل بروع مالي.. الموت، والموت فقط هو السطر الذي أتقن الجميع كتابته في تلك الأرض؛ بحور من الدماء، عويل وصراخ يمزق الجبال، عيون تائهة تسكنها الحرية وغموض المستقبل، وجوه يعلوها رعب متسع بحجم السماء والأرض.

الرصاص يغازل الرصاص ومحركات دبابات الجيش الفرنسي تعزف أرقى ألحان العنف الفرنسي المكتوب على نهر سان، والمسلحون يكتبون أجمل قصائد العنف المغناة بصوت أبى لهب، نار بعد نار وانفجار يتلو الآخر وجنازة تشيع وأخرى تقدم للذبح.

مشهد جعل المواطن المالي المسكين لا يلوى على شيء ويفر من أرضه ولسان حاله يقول: ضاعت، ضاعت؛ أمى الجميلة مالي عروس الصحراء. لكن شاءت القدرة الإلهية أن تبتسم هذه الأرض بعد طول كآبة ويعلو صوت العقل على صوت الزناد وتنام الدبابة الفرنسية وينام سلاح رجل الصحراء وينصت الجميع لذلك النداء القادم من حنجرة مالي الجريحة كفاكم حربا، الصلح خير..

هدأت الأوضاع، صاح الجميع بصوت واحد الانتخابات.. الانتخابات.. ونظمت الانتخابات فتسابق أبناء هذا البلد للترشح في هذه الحملة الانتخابية، عم الفرح والسرور وتبارى المرشحون فى مغازلة الناخب المالي بعد برهة من الزمن ليست بالطويلة طول عوج ولا القصيرة قصر جحدر جاءت نتائج الانتخابات وكان الفائز إبراهيم أبوبكر كيتا..

وفى موقع افرنس 24 نشر مقال تحت عنوان إبراهيم أبو بكر كيتا، "الرجل الصلب" الذي تعهد باستعادة السلام والأمن في مالي، ومن ما ورد فى هذا المقال ما يلى:

"رئيس مالي الجديد إبراهيم أبو بكر كيتا (68 سنة) رجل سياسي محنك في الساحة السياسية، اشتهر بأنه صاحب قبضة حديدية ويجهر بانتمائه إلى اليسار. ولد إبراهيم أبو بكر كيتا في 29 كانون الثاني/يناير 1945 في كوتيالا (جنوب) ودرس الأدب في مالي والسنغال وفرنسا، حيث عمل أيضا في قضايا متعلقة بالدول النامية. وقد ظل كيتا، والذي يلقبه الماليون بـ "اي بي كا"، متحفظا جدا عند وقوع الانقلاب العسكري في 22 آذار/مارس 2012 الذي أطاح بالرئيس أمادو توماني توري وأدى الى سقوط شمال البلاد في أيدي حركة تحرير أزواد وحلفائها المقاتلين الإسلاميين، خلافا لسومايلا سيسي الذي ندد بشدة بالانقلاب"

وفى الختام جاء مايلى: " وأكد "اي بي كا" خلال حملته الانتخابية أن هدفه الأساسي هو "المصالحة" في بلد يعاني من انقسام شديد. حصل هذا المرشح، الذي هزم مرتين في الانتخابات الرئاسية في 2002 و2007 على 39,79 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى مقابل 19,70 بالمئة لخصمه الرئيسي سومايلا سيسي (63 عاما).

كان هذا عن حياة العريس الجديد لدولة مالي، وفى خضم العرس الرئاسي وفى غمرة الفرحة والسرور مع زميلاتها من دول المنطقة تقول عروس الصحراء مالي: ترى هل هو قادر على اجتثاث شجرة الفرقة والتناحر على السلطة المنتشرة فى جسدى المنهك هل هو قادر على غرس الوردة مكان السكين هل هو قادر على إعطائي عصير الأمن والاستقرار والتنمية بد ل قهوة الدمار والتدمير التي شربتها على مضض مرات ومرات هل أنا فى حلم مستمر أم هى شطحات خيال فتاة منهكة بالجراحات هاربة من عيش واقعه.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!