التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:02:41 غرينتش


تاريخ الإضافة : 04.12.2007 12:11:12

الرئيس المصطفى ولد محمد السالك : العاشر من يوليو 1978 جاء لانقاذ البلاد

أول رئيس عسكرى لموريتانيا

أول رئيس عسكرى لموريتانيا

قال الرئيس الموريتانى الأسبق للجمهورية الاسلامية الموريتانية السيد المصطفى ولد محمد السالك بأن انقلاب العاشر من يوليو 1978 جاء لانقاذ موريتانيا واعادة التوازن لمؤسسات الدولة بعدما انهك الجيش الموريتانى وعجزت المؤسسات الكبرى عن القيام بدورها وباتت الطبقة السياسية والعسكرية عاجزة عن احتواء الموقف المتأزم.

وقال ولد محمد السالك فى مقابلة نادرة مع التلفزيون الموريتانى الرسمى بأن الرئيس المختار ولد داداه كان هو من عرض عليه دخول الجيش نهاية الخمسينيات حينما زاره فى منطقة نائية على الحدود الموريتانية المالية.
وأضاف :" لقد كنت معلما أتجول بين مدن البلاد تعليما للعلم وتربية للنشىء لكن لم أكن أجد نفسى فى يوم من الأيام داخل المؤسسة التربوية بل كان الجيش هو المفضل لمثلى من الشبان ساعتها وكنا ننتظر من حين لآخر اعلان الاستقلال بعدما بات التوجه العام يوحى بذلك.

وكشف المصطفى ولد محمد السالك عن أول لقاء بينه وبين الرئيس الراحل المختار ولد داداه فى مدينة "بوسطيل" فى ولاية الحوض الشرقى حيث اقترح الأول على الأخير تحويل المدينة الى مركز ادارى لتأليف نفوس ساكنيها المرتبطين يوميا بالادارة المالية وهو ماتم فى نفس الجلسة حيث عين الشيخ أحمد ولد سيد محمود (والد وزير الداخلية الأسبق لمرابط ولد سيد محمود) كأول رئيس مركز ادارى للمدينة.

وبعد شهر من اللقاء استدعى المصطفى ولد محمد السالك للالتحاق بالمدرسة العسكرية بروصو التابعة للجيش الفرنسى حيث خضع للتدريب مع بعض رفاقه قبل أن يحال الى فرنسا فى دورة تدريبية مع أربعة آخرين شكلوا أول نواة للجيش الموريتانى الجديد وهم :
العقيد أحمد ولد عبد الله
حمود ولد الناجى
الشيخ ولد بيده
العقيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع (رئيس سابق)
العقيد المصطفى ولد محمد السالك (رئيس سابق)

وتحدث ولد محمد السالك باسهاب عن التدريب لدى الفرنسيين والعودة الى موريتانيا حيث كانت البداية الأولى لانشاء الجيش الوطنى الذى تولى فى مابعد قيادة أركانه بعد أن أحيل أولا الى مدينة اطار لتدريب الضباط والجنود الجدد فى ما أحيل رفاقه الى بعض المهام الأخرى داخل موريتانيا.

ووصف ولد محمد السالك الوضع الحالى بأنه انتكاسة للقيم التى عاشها الشعب الموريتانى حيث كانت فكرة أداء الواجب والاعتزاز بالانتماء للدولة تسيطر على عقول الشباب المثقف وكانت الرغبة موجود لدى الجميع من أجل تحقيق انجاز لموريتانيا فى المستقبل.

وعن بوادر الخلاف بينه وبين الرئيس الراحل المختار ولد داداه قال ولد محمد السالك بأن ضعف الاهتمام بالمؤسسة العسكرية لدى الحكومة انذاك كانت احدى أوجه الصراع حيث ابلغ الرئيس رسميا بعدم رغبته فى قيادة المؤسسة العسكرية مالم تعط من الامكانيات ما يعزز دورها كحامية للوطن وكرمز من رموز السيادة وهو مارفضه الأخير الذى ابلغه بأن بناء الجيش ليس أولوية لدى الحكومة وان موريتانيا دولة مسالمة لاتنوى الدخول فى صراعات مع الجيران ولاتتوقع منهم أى اعتداء.
وأضاف :" لقد ابلغته بأن كلامه ليس مقنعا لى على الإطلاق وأن مستقبل موريتانيا لا ينبغى ربطه بأشخاص يزولون أو حكومات تذهب مهما طال وقتها وطلبت منه اعفائى من المسؤولية وهو ماتم حيث عينت واليا على ولاية "آلاك" لكن دون الفصل من المؤسسة العسكرية التى ظليت على علاقة بها الى أن عدت من جديد لقيادة الأركان".

ويواصل الرئيس الموريتانى الأسبق الذى قاد أول انقلاب فى تاريخ موريتانيا حديثه قائلا :" لقد صرت بعد ذلك عسكريا تابعا للجيش فى وظيفة ادارية الى أن دخلت فى مواجهة مع والى "أندر" بالسينغال وهو عقيد فى الجيش السينغالى بعد اجتماع شهير ضم أربعة ولاة (والى اترارز/والى كيهيدى / والى آلاك) وكنت من بينهم حيث ابلغت السلطات السينغالية بأن حالة انعدام الأمن على الحدود ينبغى أن تتوقف وأننا أمام خيارين:
حالة سلم حقيقة يشعر فيها كل طرف بأمن بلاده ومواطنيه
حالة حرب أيضا حقيقية نكون فيها على استعداد للمواجهة والتضحية
وقد ابلغت وزير الداخلية ولد محمد صالح ساعتها بنتائج الاجتماع وربما ابلغ هو الرئيس بذلك حيث تم استدعائى وتعيينى على "سونمكس" رغم أن الحرب مع الصحراء تكاد تشتعل وكان أمر عجيبا لكننى رضيت به وتابعت اصلاحاتى فى الشركة دون اهتمام بالأمور الأخرى محتفظا ببزتى العسكرية القديمة".
وعن أسباب العودة للجيش من جديد قال ولد محمد السالك مع تصاعد الحرب الموريتانية الصحراوية بات الجميع يشعر بالحنين الى المؤسسة العسكرية وخصوصا من الضباط وبعد أن نقل الصحراويون المعركة الى العاصمة نواكشوط وجدت نفسى مضطرا لفعل شيىء حيث خرجت من مكتبى بعد الاستهداف الثانى للعاصمة ولبست ثيابى العسكرية وتوجهت الى وزير الدفاع (وكان محمدن ولد باباه على ما أعتقد) وقلت له المعركة يبدو أنها دخلت طورا جديدا واذاكانت السلطات مصرة على المواجهة والتضحية ببعض ابنائها فأنا مستعد لأن أكون ممن يضحى بهم لست مستعدا لأن أجلس على مكتبى داخل "سونمكس" والمواجهة تحتدم بين الجيش والصحراويين".
ونقل عن وزير الدفاع موافقته على عودته للجيش دون الرجوع للرئيس حيث احاله الى قيادة اركان الجيش والتى وجد فيها الرئيس الأسبق العقيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع الذى كان برتبة قائد مساعد لأركان الجيش وطلبت منه القيام بتحرك لمواجهة الخطر القادم من الجبهة الصحراوية فجمع بعض الضباط وتشاورنا فى الأعمال الممكن القيام بها فى تلك الفترة ،حيث أجرت لى طائرة على حساب الجيش زيارة المواقع الأمامية وعدت بتقييم جدى للحرب وبعد أيام طلب منى الرئيس المختار ولد داداه التوجه الى الجبهة المشتعلة وكانت ساعتها محور ( اطار – افديرك ) حيث تم اختراق الدفاعات الموريتانية لأكثر من مرة من قبل المقاتلين الصحراويين قبل أن يستدعينى لتولى لقيادة الأركان من جديد.
ويضيف ولد محمد السالك .. بعد تصاعد المواجهة وتكبد الجيش الموريتانى لخسائر فادحة كان البعض يضغط للقيام بانقلاب عسكرى ولكن كنت أرفض وذهب الى المختار ولد داداه بعد تقييم للوضع القائم مع عدد من ضباط المؤسسة العسكرية وخصوصا قادة الجبهة الأمامية جدو ولد السالك والمقدم محمد خونه ولد هيداله.
وطلبت من الرئيس وقف الحرب لأن الجيش تكبد الكثير من الخسائر فى حرب عبثية والمؤسسات لم تعد قادرة على القيام بعملها حتى البنزين الذى كانت توفره شركة "أسنيم" بات توفيرا أمرا صعبا فى ظل العجز المالى الذى تعانى منه الشركة وفق ماقاله مديرها أنذاك ،لكن الرئيس رفض وأمر باستمرار الحرب وبرأى كانت تلك القشى التى قسمت ظهر البعير حيث قررنا ساعتها بعد تشاور مطول وضع حد للسلطة القائمة وانهاء الحرب واعادة الوحدات العسكرية الى داخل البلاد للحفاظ على كيان الدولة الموريتانية المهدد.
وشدد ولد محمد السالك على أن التحرك لاسقاط النظام لم يكن يستهدف شخص الرئيس الذى وصفه بالمقدس ولكن كان لتصحيح اختلال قائم وبتشاور واسع بين قادة المؤسسة العسكرية ومن أبرزهم ساعتها :
محمد خونه ولد هيداله
جدو ولد السالك
أحمد ولد عبد الله
مولاى ولد بوخريص
بينما التحق العقيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع ورئيس البرلمان الأسبق الشيخ سيد أحمد ولد باب بالحركة الانقلابية فى وقت لاحق مع مجموعة من الضباط الآخرين.
وتحدث عن تحمس عدد من الضباط للمشاركة فى العملية بنفسه لكن الظروف الأمنية كانت تقتضى أن ينفذ الانقلاب وقادة الوحدات الرئيسية خارج المدينة وخصوصا قادة الجبهة الأمامية للحرب.
وعن المدنيين تحدث عن مشاركة :
شيخنا ولد محمد لغظف
2- سيد أحمد ولد ابنيجاره
3- محمد يحظيه ولد ابريد الليل
4- أحمد ولد الوافى
حيث تمكن الجميع من الاطاحة بالحكم القائم وانهاء الحرب وتوسيع قاعدة المشاركة فى ادارة البلد قبل حدوث الخلافات البينية والتى دفتعه الى الاستقالة لأنه وكما يقول لن يكون واجهة لصراعات لايعرف أين ستنتهى.



Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!