التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:17:26 غرينتش


تاريخ الإضافة : 23.10.2008 18:18:54

موريتانيا: أحياء نواكشوط عطش في الشتاء وفي الصيف

الحافظ ولد الغابد _ نواكشوط

يعلف الشاب العشريني محمود ولد اسغير دوابه ليلا ويتجه في الصباح الباكر إلى نقطة الماء التي تبعد عن سكنه أكثر من ثلاثة كيلوا مترات يأخذ الماء في حاويتين في الصباح الباكر وينطلق في اتجاه الأحياء التي تنعدم فيها المياه فهو أصبح خبيرا بالمناطق التي لا يوجد فيها ماء وله زبناؤه الذين يعتمدون عليه بشكل دائم في جلب المياه لمنازلهم.
ولكنه يشكو من تذبذب سعر الماء مع ثبات الأسعار الأخرى واليوم الذي يكون فيه الطابور طويلا يصر على أن يكون السعر مرتفعا تبعا لندرة المياه ولكن الزبناء لا يسلمون بسهولة بالسعر الجديد وربما وقعت المشاجرة التي لامناص منها حيث يكون محمود قد أفرغ حمولته لزبنائه دون اتفاق مسبق على السعر حيث يصر الزبون على السعر السابق بينما يصر محمود على أن السعر اليوم مرتفع لأسباب ربما لا يتفهمها الزبون بسهولة.

يساعد ولد اسغير والده في إعالة أسرته التي تتكون من ثلاثة إخوة ووالديه حيث يعمل الوالد حمالا بالسوق وتعيش الأسرة التي هاجرت من الوسط الريفي الزراعي في لبراكنة منذ عدة سنوات رجاء تحسين ظروفها المعيشية بصورة أفضل غير أن صعوبات كبيرة تقف دون ذلك ولا تفتأ والدة اسغير تعلن حنينها للريف حيث مرابع الأهل والأصدقاء وذكريات الأهل والصديقات لكن الحال لا تسعفها لمغادرة نواكشوط لزيارة والديها وإخوتها.

تلك ليست هي حال آل اسغير وحدهم بل هي حال عشرات الأسر الموريتانية المنحدرة من أوساط الريف في أدوابه والتي تشكل اليوم نسبة معتبرة من سكان نواكشوط الذين يعيشون على مهنة جلب الماء والتي تتحول في الصيف ومع اشتداد الحر إلى مهنة تدر دخلا معقولا يعوض من التعب المضني ولكنها تشهد كسادا في الشتاء. ويقول العديد من سكان الأحياء الشعبية إنهم يدفعون فواتير الماء دوريا مع أن المياه تكون مقطوعة باستمرار مما يعني أنهم يدفعون ثمن المياه مرتين.

الرجل المسن البشير الذي يعيل أسرة من خمسة أشخاص من مردود بيع المياه التي يربح منها أقل من خمس مئة أوقية في اليوم وعندما سألناه عن مطالبه أضاف:"إن الدولة مطلعة على حالنا فهو غير خاف على أحد".
أما مسير نقطة المياه عند "الربينة9" فيعتبر أن المياه في الوقت الحالي متوفرة وبالتالي لا توجد زحمة لكن انقطاع الماء لمدة ثلاث ساعات متتالية كفيل بخلق طابور وعطش في الأحياء المجاورة ويشدد على أن سعر الماء منخفض لأنه يبيعه 15أوقية لكل 20لتر.

وتسعى السلطات الموريتانية منذ عدة سنوات إلى تجاوز مشكلة العطش في العاصمة نواكشوط عبر مشروع آفطوط الساحلي الذي تعثر بفعل عوامل الفساد كما يرى العديد من المراقبين وفي تقرير نشرته وسائل الإعلام الرسمية بعد الزيارة التي قام بها رئيس المجلس الأعلى للدولة لشركة المياه 20-10-2008 فإن "مشروع آفطوط الساحلي سيوفر الماء الشروب لمدينة نواكشوط بحلول 2010، بغلاف مالي قدره 450 مليون دولار أمريكي ومشروع "أظهر" لتوفير المياه في الحوض الشرقي ومشاريع أخرى لصالح مدن روصو و نواذيبو وامبو".

وتؤكد سلطات نواكشوط الجديدة أنها ستسعى لإيجاد حلول في أسرع وقت لمشكلة المياه في أحياء العاصمة نواكشوط التي تعاني من مشكلات بنيوية في هذا الصدد غير أن العديد من السكان أكدوا للأخبار أنهم سمعوا مثل هذا الكلام في وسائل الإعلام لعدة سنوات ولحد الساعة لا تزال نفس المشكلات قائمة بل إنها تفاقمت في بعض الأحيان وتطورت للأسوء.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!