التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:17:29 غرينتش


تاريخ الإضافة : 25.10.2008 11:19:17

قطاع الصيدلة في موريتانيا...تحسن في الحضر ..وعشوائية في الريف...وأسعار تثقل كاهل المواطن

نواكشوط:أمحمد ولد البكاي


يعتبر قطاع الصيدلة من أهم القطاعات التي يعول عليها في صحة وسلامة المواطن فهو الذي يقدم خدمات بيع الأدوية، وقد ظلت هذه المهنة محصورة على فئة قليلة من الموريتانيين لعدة أسباب أهمها حداثة الدولة الموريتانية وبداوة المجتمع وعدم استقراره ولذا لم تكن هذه المهنة من المهن الشائعة، ومع تزايد أعداد سكان المدن والانفتاح على الحياة الحضرية، تزايد الاهتمام بالعمل الصيدلي ولم تمض سنوات قليلة حتى انتشرت الصيدليات في مختلف شوارع العاصمة نواكشوط واتخذت من الأشجار والأزقة مقرات لها دون مراعاة لأبسط المعايير الضرورية للحفاظ على الأدوية،للتحول من دواء إلى داء يزهق أرواح المواطنين ويخلف العاهات والعلل التي ربما تلازم صاحبها حتى النهاية، وذلك بفعل تعرضها للحرارة الشمس الحارقة التى تميز المناخ لعام للبلاد الموريتانية

وأخيرا اتخذت وزارة الصحة الموريتانية جملة إجراءات للحد من الصيدليات المتنقلة، لكن هذا الإجراء ظل محصورا على العاصمة نواكشوط وبعض المدن الكبرى، ليتحمل السكان في الريف المعاناة كاملة ففي القرى والأرياف الموريتانية لا تفرق بين الصيدلة ومحل بيع الفحم خصوصا في الأسواق الأسبوعية،حيث تعرض الأدوية على قارعة الطريق إلى جانب الملابس والمواد الغذائية.
الأدهى من ذلك والأمر أن من يمارسون مهنة الصيدلة في موريتانيا يكتفون دائما بتعلم النزر اليسير من أبجديات الطب تتمثل أساسا في قراءة أسم الدواء وإن بصعوبة غير مكترثين لمعرفة جودة الدواء وتأثيره وحتى مدة صلاحيته الزمنية .

الأخبار حاولت فتح هذا الملف والتقت الصيادلة وحاورتهم عن المشاكل التي يتعرض لها القطاع وعن الآفاق المفتوح أمامه،كما تحدثت مع المواطنين ورصدت آرائهم وحملت شكاواهم. دون تجاوز رئي الإدارة المعنية.

غياب التكوين..وسوء التوزيع

يعقوب ولد أحماد متحدث بسم رابطة المهنيين العاملين في قطاع الصيدلة تحدث للأخبار عن رابطة الصيادلة التي تعمل من أجل الدفاع عن حقوق الصيادلة قائلا: هذه الرابطة تشكلت للدفاع عن حقوق شريحة واسعة تقدم خدماتها للمواطنين وهي تعاني ظروف صعبة فلا اعتراف من طرف الوزارة المعنية ولا ضمانات صحية ولا رواتب كافية .وأضاف أطالب وزارة الصحة أن تقوم بتكوين مختلف الصيادلة فمعظمهم لا يملك أي خبرات في هذا المجال،كما تحدث عن غياب تام للصيادلة المدربين عن العمل عازيا الأمر إلى الدولة التي لم تفرض رقابة كافية بل استدعت الكثير منهم للعمل داخل المستشفيات الوطنية لتبقي الصيدليات في يد متدربين.لكنه لم ينكر وجود تحسن طفيف في هذا المجال مؤكدا أنه يعود إلى وعي المواطن وضمير الصيادلة وكذا الإجراءات المتخذة من طرف الدولة بهذا المجال

يحي ولد الزين بائع صيدلي هو الآخر تحدث عن نقص في التكوين لكثير من العاملين في هذا الحقل الصحي،وطالب الوزارة بوضع إستراتيجية جديدة لتنظيم العمل الصيدلي وتكوين الصيادلة حتى يتمكنوا من أداء وظيفة دون خطر.
كما تحدث عن ظروف نقل الدواء من المخازن إلى الصيدليات قائلا إنها ظروف صعبة حيث تنقل الأدوية عبر سيارات مكشوفة تظل تجوب شوارع العاصمة وهي توزعها تحت أشعة الشمس الحارقة ورياح الصحراء الحارة،مما يعرضها للتلف يضيف ولد الزين.

التكوين ...أو الطرد

داهنه ولد المامى : بائع في أحدي الصيدليات في مدينة نواكشوط يتحدث عن تهميش لفئة البائعين في الصيدليات التي يقول إنها من تقوم بالعمل كله دخل الصيدليات بما في ذلك الخوض في تفاصيل الأدوية الجيدة والرديئة،كما قال إن وسائل الإعلام الرسمية تهاجمهم كل لحظة وتجد في الصيادلة والأطباء سندا لها وتحمل المسؤولية للبائع كاملة،ودعي الوزارة إلى النظر في وضعيتهم وتكوينهم أو طردهم من هذا المجال وحتى لا يظلوا عبئا على العمل الصيدلي .

الغلاء..والفقر

المواطنون بدورهم تحدثون عن وضع مأساوي طابعه الأبرز ثنائية الفقر والمرض وطالبوا الحكومة بالعمل من اجل تخفيض أسعار الأدوية التي تثقل كواهلهم المحملة أصلا بما لا تطيق سواء تعلق الأمر بأسعار المواد الغذائية أو أسعار الأدوية وتسائلوا لماذا لم تشملها التخفيضات التى أعلنت عنها الحكومة .
السالمة بنت العيد أم لأسرة كبيرة من خمسة أبناء وأقارب عدة تحدثت لنا وبصوت خافت وقد بدي على وجهها التعب بعد طول انتظار أمام باب الحالات المستعجلة بالمستشفي الوطني حيث أحد أفراد أسرتها يعاني غيبوبة.قائلة (أعاني صعوبة في شراء الأدوية الأولاد يمرضون ويموتون ونحن عاجزون عن شراء الأدوية ونطالب الحكومة الموريتانية بمساعدتنا فالصحة هي أولى الأولويات،كما نطالبها برقابة على الأدوية التي تكلفنا جهدا جهيدا ثم يعلن الطبيب عن نهاية صلاحيتها أو تزويرها

معاناة بدت واضحة أيضا على وجه أنتاج ولد إبراهيم 25سنة تحدث عن تزوير في الأدوية وعن ارتفاع جنوني ومتواصل لأسعار الأدوية وأضاف( الأطباء غير معنيين بالمرضي والأدوية مزورة والأسعار باهظة والمواطن هو الضحية،الأدوية التي تزودنا بها الصيدليات هنا دائما ما يعكسها الطبيب إما لنهاية تاريخها اوتزويرها.هذه الأدوية سببت لنا الأمراض غير المعروف وتضررنا منها أشد الضرر

تشخيص الوضعية...والبحث عن الحلول

د.حمود فاضل محمد

د.حمود فاضل محمد


وزارة الصحة الموريتانية تشخص الوضعية وتبحث عن الحلول كما أكد ذلك مدير الصيدلة والمختبرات في الوزارة الدكتور حمود فاضل محمد الذي قال في تصريح للأخبار إن الوزارة قضت نهائيا على صيدليات الشوارع من خلال مطاردتهم أين ماحلوا وحيث ماوجدوا وأن الوزارة تقوم بجولات يومية بحثا عن بائعي أدوية على قارعة الطريق،كما يتم البحث داخل الحوانيت للتفتيش عن الأدوية هناك وتحدث عن لجنة وزارية تضم عدة وزارات وتضم لجنة فنية ترأسها وزارة الصحة للبحث والتفتيش عن الأدوية المزورة والمنتهية الصلاحية،وبخصوص الأسعار التي ترهق كواهل المواطنين ولد محمد إن الوزارة سعت وتسعي للحد من تأثير الأسعار على المواطنين من خلال العمل على توحيد الأسعار وممارسة الرقابة على المختبرات المنافسة التي تسعي لزيادة الأسعار،كما تحدث تخفيضات قريبة.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!