التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:17:44 غرينتش


تاريخ الإضافة : 29.10.2008 15:00:56

زحمة المرور .. إرباك للسائقين .. وتأخير للموظفين ..

احد شوارع  العاصمة وقد وتوقفت السارات نهائيا بسبب الزحمة

احد شوارع العاصمة وقد وتوقفت السارات نهائيا بسبب الزحمة

لا يحتاج المرء كثير عناء ليكتشف زحمة المرور الخانقة التي تعاني منها شوارع نواكشوط، العاصمة الفتية التي عرفت زيادة سكانية كبيرة في السنوات الأخيرة توسعت المدينة على إثرها و شهدت زيادة معتبرة في السيارات. مما وضع أمام ساكنتها الكثير من العراقيل، وأصبح لزاما على كل من تخول له نفسه النزول إلى مركز العاصمة التفكير مليا في الطريقة المثلى للوصول إلى مبتغاه. فالزحمة التي تتميز بها شوارع نواكشوط من الرياض جنوبا إلى تيارت شمالا ومن الميناء غربا إلى توجنين شرقا قل أن تجد لها مثيلا، وإذا كتب لك الوصول إلى مركز العاصمة رأيت بأم عينك نقاطا يصعب على السيارات الخروج منها إلى بشق الأنفس وإذا تعديت إحداها باغتتك الأخرى، نقاط يصعب عدها فمن نادي الضباط إلى وقفة المشاكل ومن تقاطع BMD إلى ملتقى الطرق الذي قرب "مسجد المغرب " مرورا بالعيادة المجمعة (كلنيك).

وقف في وجه سيارته واغلق الطريق فكانت المشاجرة وأنتهي المطاف إلى تصالح بوساطة الركاب

وقف في وجه سيارته واغلق الطريق فكانت المشاجرة وأنتهي المطاف إلى تصالح بوساطة الركاب

وتتسب هذه الزحمة في تأخير الموظفين عن الوصول إلى عملهم بداية الدوام، وتأخير التلاميذ والطلاب عن الحضور إلى فصولهم قبل بدء الدروس، كما تسبب عطبا في بعض السيارات المنهكة و المتهالكة لتزيد بأجسامها وهياكلها الأمر تعقيدا كما تختفي الأرصفة الموازية للشوارع، والساحات العمومية -إن وجدت- وتصدح منبهات السيارات بأعلى صوتها وباختلاف أشكالها معبرة عن سخط أصحابها وامتعاضهم من سلب أوقاتهم وتصل الاختناقات المرورية أحيانا ببعض من اكتووا بحرها إلى التلاسن والشجار ومما يزيد الطين بلة أن معظم شوارع العاصمة تعاني ضيقا في المساحة وغيابا للصيانة وزيادة كبيرة في السيارات وعدم احترام أصحابها لإشارات المرور -إن وجدت-.

محمد المعلوم ولد جعفر سائق أجرة يتحدث لموفد الأخبار عن زحمة المرور

محمد المعلوم ولد جعفر سائق أجرة يتحدث لموفد الأخبار عن زحمة المرور

محمد المعلوم ولد جعفر الذي خدم أكثر من عقد من الزمن في مهنة سياقة الأجرة يرى أن زحمة المرور في الحقيقة أمر واقع.
وفي بعض الأوقات تغلق الطريق بشكل لا نظير له وبالطبع يرجع ذلك إلى عدم احترام قوانين السياقة، والسائقين ليسو سواسية منهم من يعرف الواجب عليه اتجاه الطريق وحق الأسبقية في المرور وكيفية التوقف والأماكن التي فيها خطر والمسافة التي ينبغي للسائق تركها كحد فاصل بين سيارته والسيارات الأخرى. وأنا بالنسبة لي كمواطن يحب وطنه ويغار عليه من مصلحتي إصلاح المرور في العاصمة التي أعمل فيها وأعيش أعتقد أنه على الشخص الذي يقود سيارته في العاصمة أوفي أي مدينة أخرى أن تتوفر فيه ثلاثة أمور- يضيف ولد جعفر- أولها الصبر وثانيها الرؤية من بعيد لكل قادم ومن كل الاتجاهات وثالثها التأني وخدمة الآخرين -إذا كان ثمة من هو مستعجل- حتى لا يسبب زحمة أو يربك الآخرين.
الشوارع هي الأخرى في الحقيقة تحتاج إلى توسعة ونحن نلح في ذلك وإذا لم توسع فليبادر كل منا لترك مسافة 20م احتياطا.
ولو حدث عطل في السيارة التي أمامك -يضيف ولد جعفر- بالإمكان أن تنعطف عنها يمنة أو يسرة.
سائق آخر: "أعتبر زحمة المرور عائقا حقيقيا في وجه التطور الحضاري لمدينة نواكشوط وتسلب مستخدمي السيارات الكثير من أوقاتهم مع زيادة استهلاك السيارات للبنزين"
وأبدى تشاؤمه اتجاه الإصلاحات التي تنوي السلطات العمومية استحداثها في مجال الطرق

السيارات المتهالكة المتضرر الأول من زحمة المرور

السيارات المتهالكة المتضرر الأول من زحمة المرور

وجهة نظر المختصين ..
يرجع المهندس إبراهيم ولد عينينَ زحمة المرور إلى ثلاثة عوامل أساسية أولها : النظر إلى العمر الافتراضي لمادة الإسفلت المكون الأساسي للشوارع الذي لا يزيد على 28 سنة وبعد هذا العمر لا بد من مؤسسة للصيانة تعمل على صيانة الطريق وإعداد دراسة جديدة تأخذ بعين الاعتبار عدد السيارات المارة على الطريق وما يستوجبه ذلك من زيادة في سعة الطريق وتحملها للزيادة الملحوظة في السيارات، فالطرق في بلدنا تأخذ نسقا واحدا منذ السبعينات، والذي قامت الجهات المعنية بتوسيعه لم يتم ذلك على أساس علمي مدروس كما أنه على الطرق أن تستوعب السيارات التي تمر عليها قبل بناء الجسور، لأن الجسور تكلف الكثير.
العامل الثاني: عقلية السائقين وعدم احترامهم لقانون السير نظرا لضعف الرقابة على الشوارع وعدم تطبيق العقوبة اللازمة على المخالفين لنظم السير المعمول بها في البلد.
العامل الثالث: إشارات المرور التي تقسم إلى قسمين الإشارات الضوئية وإشارات الجسور فالأولى لا يتم احترامها إن كانت صالحة والثانية غير موجودة في البلد لأنه لا جسور عندنا حتى الآن.
ويري المهندس أن تخفيف زحمة المرور وتخفيف الضغط على الشوارع الرئيسية يكون بتوسيع تلك الشوارع لتتلاءم مع الزيادة الملحوظة في السيارات واستحداث طرق سريعة نموذج (شارع صكوك) ومراجعة قانون المرور واحترام الإشارات.
وفي الأخير يبقى ما تسببه زحمة المرور من خسارة في الوقت والمال عبئا ثقيلا على عاتق مستقلى هذه الطرق


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!