التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:21:48 غرينتش


تاريخ الإضافة : 31.10.2008 20:53:16

ولد حننا: موريتانيا أهم من الديمقراطية

السيد صالح ولد حننا

السيد صالح ولد حننا

يتحدث السيد صالح ولد حننارئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني – حاتم- خلال هذا اللقاء مع وكالة أنباء الأخبار المستقلة عن العديد من القضايا المطروحة على الساحة السياسية في موريتانيا بعد انقلاب السادس من أغسطس، ويبين موقف حزبه من المبادرة القطرية، وأسباب دعمه للانقلاب، للمجلس الأعلى للدولة ولمؤسسة زعيم المعارضة، وموقف حزبه من العلاقات مع إسرائيل وقمع المناهضين للانقلاب.
كما يعلق على ما يثار عن خلاف داخل حاتم بسبب حرمانه من التعيينات الأخيرة،ويلخص في خاتمة الحديث رؤيته لحل الأزمة القائمة في موريتانيا.
وهذا نص المقابلة.

حاوره من نواكشوط: أحمد ولد إسلم
الأخبار: لنبدأ من آخر المستجدات، وهو المبادرة القطرية لحل الأزمة، كيف ترونها؟
صالح ولد حننا:أشكر موقع الأخبار على إتاحة هذه الفرصة لكي أطلع الرأي العام الوطني على مواقفنا من التطورات السياسية الأخيرة.
نحن من حيث المبدأ نرحب بكل المبادرات التي تعمل من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف، ونعتبر أن مبادرة قطرة مشكورة تصب في هذا الاتجاه، كما أوضحنا للإخوة الذين أتو هنا أننا نشجع هذه المبادرة،وسنعمل ما في وسعنا لإنجاحها،وغيرها من المبادرات التي تعمل على فتح الباب واسعا أمام السياسيين ، لأن قناعتنا ثابتة بأنه لا حل إلا بالحوار.
الأخبار: حزب حاتم أعلن في الأيام الأولى مساندته للانقلاب، ألا ترون أن هذا يتناقض مع الديمقراطية، أن تدعموا انقلابا عسكريا يطيح برئيس ممتخب، أم أنه حنين لمرحلة ما؟
صالح ولد حننا:بداية نحن ديمقراطيون في الصميم، والتغيير الذي حصل في السادس من أغسطس كان في قمة أزمة حقيقية، وكان لا بد من التعامل معها،فهناك محاولة من مؤسسة الرئاسة لتعطيل المؤسسة البرلمانية التي يعتبر دورها اساسيا في العملية الديمقراطية، وطبعا وبخصول هذا الخلل ومع إصرار معظم الفرقاء السياسيين على أن يتم حل المعضلة بطريقة ديمقراطية،وإصرار الرئيس السابق على الوقوف في وجه ذلك الحل،والوقوف أيضا في سبيل البرلمان ومنعه من أداء مهمته طبعا لم يكن هناك بد مما حصل.
نحن لم نؤيد الانقلاب من حيث المبدأ، نحن نؤيد تجاوز المشكلة،وبالتالي ليس هناك أسلوب متاح حينها،- خاصة بعد تعصب المؤسسة الرئاسية والتي تمتلك صلاحيات واسعة دستوريا، لم يكن هناك حسب ما يظهر لنا بد مما حصل يوم السادس من أغسطس.
الأهم بالنسبة لنا هو موريتانيا وليس الديمقراطية، الديمقراطية مهمة جدا، لكن الأهم هو موريتانيا، والإستقرار في موريتانيا، والتوزان في موريتانيا ،الديمقراطية ستأتي إن عاجلا أوآجلا، لكن الأهم هو المحافظة على موريتانيا، أما إذا ضاعت موريتانيا، فلن تكون هناك ديمقراطية.
الأخبار: هل ترون أن المجلس الأعلى للدولة قادر على تسيير المرحلة الراهنة، والوفاء بالالتزامات، خاصة أن أغلب أعضائه من رفاقكم أيام كنتم في المؤسسة العسكرية؟
صالح ولد حننا:لا شك أن معرفتنا لهؤلاء العسكريين من خلال الخدمة وثقتنا الكبيرة فيهم،من الأسباب التي جعلتنا نثق فيهم في هذه المرحلة وفي قيادتهم للبلد في المرحلة الحالية، مع ان هذه الثقة طبعا لن تجعلنا نثق ثقة عمياء، أو نترك الحبل على الغارب لأي كان، بل سنظل ننصح ونحاسب ونقوم إن شاء الله، هناك أمل حقيقي لإنجاز تقدم حقيقي يفيد الشعب الموريتاني، وإذا ما ظهر لنا العكس فسنكون مع مصلحة الشعب الموريتاني.
الأخبار:ما ذا لو أعلن العسكريون الحاكمون نيتهم للترشح للانتخابات، هل ستكونون من الداعمين لهذا القرار؟.
صالح ولد حننا: هذا سابق لأوانه، عندها سنأخذ الوقت لنتخذ الموقف المناسب إن شاء الله.
الأخبار: يقال إن القائمة الآمريكية المهددة بالعقوبات كان من ضمنها اسمكم، كيف كان وقع هذا القرار عليكم؟
صالح ولد حننا:من حيث المبدأ لا يزعجني أبدا أن أكون على رأس قائمة أمريكية،وأعتبر أن ذلك وساما قبل أن يكون شيئا آخر،وبالتالي لم أشعر بأي انزعاج منها لأني لست من المتباكين على العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية،والكيان الصهيون بل أعتبر أن رضا الأمريكان عن أي شخص كان،أنه على حسابه وليس لصالحه.
الأخبار:على ذكر الكيان الصهيوني تشاع أنباء هذه الأيام عن نية الحكام العسكريين قطع العلاقات مع إسرائيل، هل أبلغتم كحزب مشارك في الحكومة بهذه النية؟
صالح ولد حننا:حتى الآن لم نطلع على هذا الموقف، ولا شك أننا من المتحمسين لهذا الموقف، وعبرنا عن ذللك صراحة للإخوة في المجلس الأعلى للدولة، وأعتقد أن هذا الموقف ينتظره كل الشعب الموريتاني من هؤلاء، وأرجو أن يوفقوا للقيام به.
الأخبار: بعد مشاركتم في الحكومة، وإعلان AJD/MR فك الإرتباط مع التكتل، ما هو مصير مؤسسة المعارضة؟
صالح ولد حننا: أعتقد ان مؤسسة المعارضة، وضعها غير طبيعي بأي شكل من الأشكال،لأن المعارضة أين هي؟ لا أعتقد أن التكتل الآن يمثل معارضة، بحكم وجود معظم أطره في الحكومة وفي وظائف الدولة الرئيسية،وبالتالي أعتقد أنه على المحكمة الدستورية، والمجلس الدستوري الأعلى أن يراجع وضع مؤسسة المعارضة، حتى تكون فعلا تعبيرا حقيقيا عن معارضة حقيقية.
الأخبار:ماهو موقف حزب حاتم من عمليات القمع التي تعرض لها مناهضوا الانقلاب، وآخرها اعتقال الوزير السابق إسلم ولد عبد القادر؟
صالح ولد حننا: نحن من حيث المبدأ وهذه قناعتنا نؤمن بالممارسة الديمقراطية،و إعطاء كل ذي حق ما يمكن أن لا يتعارض مع المصالح العامة،بالأسلوب الذي يراه مناسبا،ولكن ذلك لا يعني أبدا أن تكون هناك فوضى عارمة، هناك أساليب إدارية معروفة،وهناك أعتقد مساحة كبيرة من الحرية، لم تتأثر بالأحداث الأخيرة،رغم محاولة البعض التأثير عليها بشكل أو بآخر،وأعتقد أن المساحة ما زالت في الحدود المقبولة، واعتقد أن المطلوب من كل الفرقاء، أن يحافظوا على المكاسب التي تم الحصول عليها،وعلى تعزيزها، وفي هذا الإطار طبعا لا شك أن القيام بمسيرة غير مرخصة أمر مرفوض قانونا،وعلى هؤلاء، وعلى السلطة الإدارية أن تتخذ جيمع الإجراءات المناسبة، لإعطاء السياسيين فرصة التعبير عن آرائهم بالطرق المناسبة،وأيضا على السياسيين ان يتفهموا الوضع الأمني إذا ما بينت أو أظهرت السلطات الإدارية أنها تمنع نشاطا ما مهما كان هذا النشاط، هذا ما نرجوه، ونرجوا أن يكون صوت العقل والحكمة فوق صوت العواطف،والقضايا السياسية.
الأخبار: تحدث البعض في الآونة الأخيرة عن خلافات داخل الحزب بسبب حرمان حاتم من تعيينات الأمناء العامين، ما حقيقة ذلك، وما هو موقفكم من عدم إشراككم في التعيين رغم مشاركتكم بوزيرين في الحكومة.؟
صالح ولد حننا:ليس هناك أي خلاف داخل حزب حاتم، سواء من حيث الموقف المبدئي أو من التطورات الأخيرة، ما يحصل أن هناك للأسف بعض وسائل الإعلام التي أثبتت الأيام عدم جديتها، وهي تحاول دائما إلصاق التهم بهذه الجهة أو تلك،وما حاتم إلا إحدى هذه الجهات المستهدفة من تلك الوسائل،ونرجوا لإعلامنا مهما كان مكتوبا أو مسموعا أو ألكترونيا، أن يربأ بنفسه عن إلصاق التهم والدعاية الكاذبة ضد هذا الطرف أو لهذا الطرف.
الأخبار: بخصوص التعيينات الأخيرة لماذا لم يشرك حاتم في الأمناء العاميين رغم مشاركته في الحكومة بوزيرين؟
صالح ولد حننا:حاتم لم يشارك في الحكومة، ولم يمض في هذا التوجه من أجل تعيينات،ولم يشترط هذا الشرط على أي جهة كانت، وقناعتنا أننا حتى ولو لم يعن منا أي شخص نحن ماضون في هذا الاتجاه،هناك أمور تجري في البلد وقيادة البلد أدرى بمن تعين وفي أي مكان تعينه، ونحن نثق بها حتى الآن على الأقل، ونرجوا أن تستمر هذه الثقة،ولا يثنينا بأي شكل من الأشكال أن يعين أمين عام أو لا يعين أمين عام، هذا ليس هو المهم بحد ذاته، المهم هو توجه سياسي وقضايا مبدأية تهم البلد بشكل عام
الأخبار: ماهي الرؤية الشاملة لحزب حاتم للخروج من الأزمة التي تعيشها موريتانيا؟
صالح ولد حننا: الرؤية التي عبرنا عنها حتى قبل الانقلاب، هي أن الموريتانيين مطالبون في هذه اللحظة، بتنظيم حوار يقيم الماضي القريب، ويضع الأصبع على الأخطاء، وأين حصلت هذه الأخطاء، ويعمل على تشخيص هذه الحال، وتقديم الحلول المتفق عليها من خلال الحوار.
وهذا هو أفضل طريق للخروج من هذه الأزمة، وقد طالبنا بهذا الحوار حتى قبل تغيير السادس من أغسطس لأن بوادر الأزمة كانت بينة, والأمور وصلت إلى درجة كبيرة من الاحتقان وكان ينبغي أن ينظم هذا الحوار،وطالبنا الرئيس السابق بتنظيم هذا الحوار وهو في السلطة لأننا نرى أن هناك ضرورة ملحة لهذا الحوار، وما زال هذا الحوار هو مطلبنا لأننا نرى أنه هو المخرج الوحيد الممكن من الوضعية التي تعيشها موريتانيا.
الأخبار: شكرا جزيلا لكم.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!