التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:13:46 غرينتش


تاريخ الإضافة : 03.11.2008 08:31:51

الكونغو الديمقراطية و نذر الحرب الاهلية من جديد

sidimalik@maktoob.com  سيدي ولد عبد المالك

[email protected] سيدي ولد عبد المالك

ظلت الكونغو الديمقراطية زائير سابقا حاضرة في الاعلام الدولي منذ استقلالها الي اليوم ، وذلك باحداثها السياسية الملتهبة و اواضعها الامنية المتوترة . الاضطراب السياسي رافق عمر الدولة فبعد استقلالها عن بلجيكا عام 1960 دخلت في اتون من الصراعات الاهلية اشعلتها حادثة اغتيال الزعيم الوطني الافريقي و اول رئيس للوزراء باتريس لومبامبا الذي اشرفت بلجيكا و الولايات المتحدة الامريكية علي تصفيته الجسدية بسبب مواقفه الوطنية ، و وقوفه الحازم امام استمرار استنزاف ثروات بلاده من طرف الغربين. وظلت البلاد علي هذه الحال حتي جاء انقلاب الديكتاتور موبوتو سيسوكو عام 1965 ، ليفرض استقرار نسبيا بالقوة ، لم يمنع من ظهور تمرد عسكري او مدني بين الفينة و الاخري . سقوط الديكتارور موبوتو علي يد تحالف القوي الديمقراطية من اجل تحرير الكونغو بزعامة الرئيس الراحل لوران ديزيري كابيلا المدعوم عسكريا من طرف انغولا و اوغندا سنة 1997 لم يأتي ايضا بجديد بخصوص استقرار و سلم البلد، فسنة واحدة او تنقص من حكم كابيلا كانت كافية للمتبقيين من محاربي موبوتوا للاستراحة ، و تنظيم الصفوف ليطلقوا سنة 1998 ما عرف ساعتها بالحرب الثانية ، و هي عبارة عن تمرد في شمال البلاد تزعمته حركة تحرير الكونغو المحتضنة من قبل اوغندا.

هل يملأ لوران كوندا فراغ جيان بير بمبا السياسي و العسكري ؟

وقعت الحكومة المركزية بكينشاسا في السنوات الاخيرة عدة اتفاقيات للمصالحة مع مختلف الفصائل المتمردة في البلاد ، و قد مكنت هذه الاتفاقيات من تحقيق اسقترار نسبي كانت تعصف به من حين للآخر هزات الانتهاكات و التجاورات من طرف الفرقاءء ، و كان الاتفاق المبرم عام 2003 في اطار مسلسل المصالحة الوطنية من ابرز محطات التقارب بين فرقاء الازمة السياسية في الكونغو ، اذ مكن هذا الاتفاق من تخفيف نزيف الاقتتال ، و دفع اهم حركات التمرد و هي حركة تحريرا لكونغو الي الانخراظ في العملية السياسية ، و القبول بالمشاركة في في السلطة عن طريق دخول كوادها في حكومة المصالحة الوطنية المنبثقة عن اتفاق 2003 .مسلسل المصالحة الكنغولية عزز من دور حركة تحرير الكونغو فاصبح زعيمها السيد جان بير بمبا نائب للرئيس في تسيير السلطة ، ومنافسا قويا له في الحلبة السياسية، و قد اظهرت الانتخابات الرئاسية لعام 2006 قوة اجيان بيير بمبا الشعبية فقد تمكن من الذهاب الي الشوط الثاني مع الرئيس جوزيف كابيلا و حصد نسبة42% من اجمالي الاصوات مع تقدمه الكبير علي الرئيس في العاصمة كينشاسا و بعض كبريات مدن البلاد الاخري.
خروج بمبا عن المسرح السياسي بعد وقعوعه في شراك الملاحقات القضائية الدولية ببلجيكا في مايو الماضي بتهم منها الابادة الجماعية و الاغتصاب ، لم يعد للبلاد عافيتها فعودة المتمرد لوران كوندا الي حمل السلاح من جديد و سيطرته علي مناطق شاسعة من شرق البلاد و تقدمه الي مدينة كوما عاصمة اقليم كيفو بعد فشل و عجز القوات الحكومية عن التصدي له مؤشر قوي علي ان لعبة التوازن العسكري و السياسي اضحت لعبة حتمية بين فرقاء المشهد السياسي الكونغولي .

كوما بين الاطماع التوسعية الاقليمية و الجشع الغربي

مدينة كوما الواقعة في شرق البلاد و التي باتت قاب قوسين او ادني من السقوط بايدي متمردي لورران كوندا تحتل اهمية استراتيجية كبيري محليا و اقليميا و دوليا ، فالمنطقة غنية بالكثير من المواد الاولية النفيسة كالماس و النفط و الذهب و النحاس .و تبرز اهمية المنطقة بشكل لافت عند الغربيين في الحركة النشطة الحالية للدبلوماسية الامريكية و الاروبية التي يراد منها في الظاهر حقن الدماء و تقديم المساعدات للنازحين و المشردين ، في حين ان حقيقة الامر، تقوم هذه الحقيقة علي سياسية ممنهجة رسمتها الولايات المتحدة الامريكية هدفها ابعاد نفوذ السلطة المركزية عن خيرات الاقليم ليتسني للمؤسسات "الاستثمارية" الامريكية استنزاف موارد الاقليم بعيدا عن الرقابة و المحاسبة ،و من جهة أخري تسعي واشنطون الي الاستفراد بالمنطقة خوفا من شبح دخول الصين اليها ، حيث تمكنت الاخيرة من توقيع عدة اتفاقيات العام الماضي مع نظام كينشاسا للتنقيب عن النغط و المعادن الثمينية في مناطق من البلاد منها كوما. و لا تجد واشنطون صعوبة كبيرة في تنفيذ مخططها في هذا الاقليم ، فهي تحظي بحلفاء اقليميين كانوا و لا زالوا يشكلون السند الاهم لكل حركات التمرد ضد نظام كينشاسا ، و من بين حلفاء امريكا المتهميين بالوقوف وراء الازمة الحالية روندا المجاورة لاقليم الصراع ، اذ يتهم الرئيس الكونغولي صراحة و علنا نظيره الروندي ابول كاكامي بتأجيج الفتن في الاقليم مستندا بذلك علي مجموعته الاثنية التوتسي التي تشكل غالبية سكان المنطقة ، و التي غالبا ما تتحرك بالقوة ضد السلطة المركزية في كينشاسا كلما ساءت العلاقة بين الجارتين و يساعد وضع مجموعة التوتسي الصعب و المزري في تحريكها كلما دعت الضرورة الي ذلك ، و يعتبر طموح التوسع في هذا الاقليم الغني الدافع الرئيسي لروندالدرجة ان بعض صقور النظام الروندي اصبحوا يرون ان منطقة كوماهي امتداد طبيعي لاقليم كيسنغاني الروندي.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!