عكسا لكل البرامج الحوارية التي دأب التلفزيون الرسمي في نواكشوط على بثها خلال السنوات الماضية، كان برنامج تحت الضوء الذي بثته القناة الموريتانية قبل فترة ذا تأثير كبير جدا ليس على الساحة الإعلامية التي وجدت ما تكتبه عن نتائج هذا البرنامج الذي كان يمكن أن لا يكون نشازا في كل ما تبثه الإذاعة والتلفزيون.

ضيوف البرنامج المذكور والمعنيون به نالوا نصيبهم جميعا من آثار البرنامج الذي لم يعجب العسكر الحاكم في نواكشوط، صحيح أن جميع المشاركين في البرنامج إضافة إلى مدير التلفزيون وفني التصوير تم استجوابهم على خلفية ذلك البرنامج الذي رأى فيه قادة الجيش الموريتاني إساءة بالغة لسمعته، إلا أن النتائج الإضافية لذلك البرنامج حملت تباينا مختلفا.
الإمام الشيخ ولد اعل المدير العام للتفلزيون الرسمي تمت إقالته من منصبه رغم علاقته الوطيدة بالجنرال محمد ولد عبد العزيز ورغم أنه أيضا أول من خضع لتجربة التعيين في ظل الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المنتخب ولد الشيخ عبد الله.
أما " نجم البرنامج " و الشخصية التي اختطفت الضوء لحظة بث البرنامج الوزير السابق في أول حكومة لود الطايع بعد انقلاب الثامن يونيو اسلم ولد عبد القادر فلا يزال ينتظر حكم المحكمة وفي انتظار ذلك عليه أن يواصل الإقامة في السجن المركزي في دار النعيم حيث يتواجد سجناء الحق العام.
ومن جانب آخر فإن الضيف الثالث في البرنامج شيخنا ولد النني وجد بعد طول انتظار فرصة لدخول السلك الدبلوماسي عندما حملته رياح العسكر إلى الجار الجنوبي قنصلا للجمهورية، الإسلامية الموريتانية، أما أبو مدين ولد أبات و- بعد مطالبات عديدة بضرورة إنصافه وتقدير الجهود المهمة التي بذلها في التبشير بالمجلس العسكري – فقد تم تعيينه في منصب سام في وزارة المالية.
الوحيد الذي لم ينل لحد الآن غير الاستجواب هو أستاذ الفلسفة الكاتب و الإعلامي المصطفى ولد اكليب،حيث قعدت به موضوعيته- حسب ما يعتقد طلابه - عن الحصول على مكافأة أو تعيين من أي نوع - كما مكنه حياده – كما يعتقد هو – من النجاة من مصير مشابه لما يواجهه الوزير السابق اسلم ولد عبد القادر.
ورغم أن أضواء البرامج لاتزال مرشحة لكثير من الاهتزاز والتوهج تارة والخفوت تارة أخرى فإن العديد لا يزال يتساءل عن أي مصير ينتظر ولد أكليب ولعله من حقه أيضا المطالبة بإنصافه على الأقل من باب التسوية مع زملائه، فهل سيتم تخييره بين الفريقين.