حصلت وكالة أنباء الأخبار المستقلة على بعض الوثائق المتعلقة بصفقة جهاز الكشف الباطني (اسكانير) الذي تم شراء اثنين منه لصالح المستشفى الوطني والمستشفى الجهوي بمدينة كيفة، عاصمة ولاية لعصابه، بأمر من رئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، وفازت بصفقته مؤسسة "العالمية للخدمات الطبية" ( S.M.MEDIC) التي يمتلكها أحد النواب البرلمانيين الموالين للمجلس الأعلى للدولة قبل حوالي شهر ونصف من الآن.
الوثائق الجديدة التي حصلت عليها وكالة أنباء الأخبار المستقلة توضح أن خللا وقع في التحقق من العقد الموقع بين مؤسسة "العالمية للخدمات الطبية" واللجنة الوطنية للصفقات

إذ ينص هذا العقد على شراء جهازي تصوير باطني (سكانير) قادر على تصوير ستة عشر مقطعا في الثانية كحد أدنى (service de deux scanners 16 barrettes (minimum)) مقابل مبلغ أربعة ملايين ومائتي مليون أوقية (204.000.000 ) أحدهما لصالح مركز الاستطباب الوطني بنواكشوط والثاني لصالح المستشفى الجهوي بمدينة كيفه وقد نص على هذه المعطيات في أكثر من موضع (حوالي أربعة مواضع تقريبا) من الاتفاقية ، بينما يقدم نص الاتفاقية هذه المعطيات نجد في ورقة مرفقة المعطيات المتعلقة بالجهاز على النحو التالي:
- 2 جهاز سكانير (قادر على تصوير ستة عشر مقطعا في الثانية)
- نوعية: جنارل ألكتريك.
- فئة: سكانير بريجت سبيد أكسل.
-2 scanmers 16 barrettes
- marquee: general electric
- modele: scanner brightspeed excel
لكن العودة إلى وثائق الشركة المصنعة (general electric) والمنشورة على موقعها الألكتروني، تبين أن هذه المعطيات متناقضة، إذ تعطينا تفصيلا لثلاث فئات من أجهزة سكانير المصنعة من طرفها على النحو التالي:
- النوع الأول: قادر على تصوير ستة عشر مقطعا في الثانية ويحمل الاسم: أليت (elite) .
- النوع الثاني: قادر على تصوير ثمانية مقاطع في الثانية، ويحمل التسمية أيدج (edge).
- النوع الثالث والأخير: يصور أربعة مقاطع في الثانية ويحمل الرمز أكسل (excel).
من هذا نتبين أن أجهزة أكسل غير قادرة بالمرة على تصوير ستة عشر مقطعا في الثانية، ومن هنا ورد احتمال الخطأ في واحدة من الفقرتين (المتضمنة للتسمية أو المواصفات).

ووفقا للمعلومات التي استقيناها في وكالة أنباء الأخبار المستقلة من مصادر ذات صلة بالملف، فإن الجهازين الذين تم جلبهما ينتميان لفئة "أكسل" (القادرة على تصوير أربعة مقاطع فقط في الثانية)، وهو ما حاولنا التثبت منه لكننا لم نصل إلى معطيات قطعية، إذ تظهر الصور التي التقطناها للجهاز في مستودعه بمركز الاستطباب الوطني عبارة excel مكتوبة على إحدى الورقات المثبتة على الصندوق الخشبي الذي يغلف الجهاز (تأمل الصورة).
- وفيما نصت الاتفاقية الموقعة بين مؤسسة "العالمية للخدمات الطبية" واللجنة الوطنية للصفقات (الموقعة في السادس عشر من شهر أكتوبر الماضي) في مادتها الثالثة على وجوب تسليم الجهازين في مدة لا تتجاوز الثلاثين يوما كحد أعلى من يوم كتابة الاتفاق، تسلمت إدارة المستشفى الوطني تسلمت الجهازين قبل يومين من الآن، أي بعد ثمانية أيام من انتهاء المهلة المحددة.

- تشير بعض المصادر إلى أن الثمن الحقيقي للأجهزة التي تم جلبها بموجب هذه الصفقة هو حوالي ثلاثين مليون أوقية للجهاز الواحد أي حوالي ثلاثين في المائة (30%) من الثمن الذي دفعته الخزينة الموريتانية. وتستند هذه المصادر إلى أن إحدى العيادات الموريتانية الخاصة اشترت جهازا بهذه المواصفات عام 2001 يبملغ مقارب للمبلغ المذكور (مليون فرنك فرنسي ، أي بما مقداره 32 مبيون أوقية، حينها). ومن المفترض أن تنزل قيمة الجهاو بعد بحوالي خمسة وعشرين بالمائة نظرا إلى تطور السوق

- المصادر ذاتها قالت للأخبار إن الصفقة الحالية وقعت على حين عجل وبتدخلات من جهات عليا في الدولة، وإن الفترة الزمنية التي حددت من طرف رئاسة المجلس الأعلى للدولة (حوالي خمسة وأربعين يوما) لم تكن كافية وأن مؤسسة "العالمية للخدمات الطبية" اشترت جهازين كانا في طريقهما إلى إحدى العيادات الخاصة في مدينة الدار البيضاء المغربية مدللة على ذلك بالعنوان المثبت على الصندوق الخشبي الذي يحوي الجهاز، والتي ظهر عليها العنوان التالي: تقنيات علوم الصحة SARL\T2S زنقة عبد الرحيم بوعبيد رقم: 59 الدار البيضاء المغرب. المصدر: الصين (انظر الصورة).

الأخبار نقلت هذه المعلومات إلى مصدر مأذون في اللجنة الوطنية للصفقات، فرفض التعليق على بعض المعلومات واعترف بجزئها المتعلق بنوعية وفئة الجهاز، وأبدى تصميم اللجنة على مواصلة الشفاية التي قال إنها بدأت بها هذه الصفقة مستبعدأ أن يتم تدشين الجهازين قبل استلامهما رسميا من طرف اللجنة المركزية للصفقات التي قال إنها لن تتردد في رفض استلامهما ما لم يكونا مطابقين للمواصفات المتفق عليها مع الشركة الموردة.
وتجري هذه الأثناء استعدادات لتدشين عمل الجهاز الخاص بمركز الاستطباب الوطني من طرف رئيس المجلس الأعلى للدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، ومن المنتظر أن يكون موعدها النهائي يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر نوفمبر الجاري (27/11/08).

"العالمية للخدمات الطبية" ردت في اتصال مع وكالة أنباء الأخبار المستقلة بأن المواصفات التي تم الاتفاق عليها تم جلبها كما ينص عليه الاتفاق، موضحين أن كلمة "مقطع"( barrettes) المنصوص عليها التبست على مصادر "الأخبار" بخاصية coup" (الجهاز الذي تم جلبه موافق لمواصفات ( 16barrettes) المطلوبة في الصفقة، ويصور أربعة مقاطع في الثانية )، وتحدى المتحدث من مؤسسة العالمية الأطباء الموريتانيين أن يستخدموا عشرة بالمائة (10%) من خدمات الجهاز في أقل من سنتين نظرا للجودة العالية، وحداثة الجهاز.
وحول موضوع المدة الزمنية قال مسؤول "العالمية" إن المهلة الزمنية تبدأ من يوم استلام أول دفعة من المبلغ الإجمالي، وهو ما تم يوم الثالث والعشرين من شهر أكتوبر (23/10/08) وأن الشركة أو صلت الجهاز في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر (22/11/08) أي بعد تسعة وعشرين يوما فقط، متحديا في ذات الوقت من يأتيه بمورد احترم الأجل القانوني لصفقة من الصفقات في موريتانيا، ويعود السبب في ذلك - دائما حسب المصدر- إلى المدة التي تأخذها الشحنات في المسافة بين مورريتانيا والبلد المصنع.
وفيما يتعلق بمصدر الجهازين قال المصدر إن ممثلية الشركة المصنعة (general electric) في شمال إفريقيا توجد بالمملكة المغربية، كما أن الاتفاقية تنص على مواصفات الأجهزة المطلوبة ولا تنص على جهة محددة للاستيراد.