التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:10:49 غرينتش


تاريخ الإضافة : 28.12.2008 16:00:48

ماذا لو قطع الجنرال العلاقات مع إسرائل؟

أوفى ولد عبد الله ولد أوفى            awvaabdl@yahoo.fr

أوفى ولد عبد الله ولد أوفى [email protected]

بدأت صباح اليوم القوات الإسرائيلية الغاشمة في استهداف أهالي غزة بطيارات f16 ومروحيات الأباتشي ، مما أدى إلى ارتكاب مجزرة راح ضحيتها حتى الآن 205 شهيدا و400 جريح ، والصمت العربي والتواطؤ الدولي مع الجناة لا يزال الغالب على المشهد الإعلامي حتى الآن.
وهنا في موريتانيا لا تختلف الصورة كثيرا عما هي عليه في باقي الدول العربية والإسلامية ، حيث لا يزال الصمت المطبق هو الغالب على الرأي الرسمي ، فلا تعليق ، ولا شجب ، ولا إدانة .
فلم تصرح الحكومة الموريتانية ، ولا المجلس الأعلى للدولة ولا رئيسه الجنرال محمد ولد عبد العزيز، حتى الآن عن موقفهم مما يجري في غزة ، لماذا ؟ ، أليست موريتانيا مسؤولة ، ولو أخلاقيا عما جرى ويجري لأهالينا في غزة ؟ ألسنا نحتضن سفارة الكيان الغاصب على أرضنا أرض المرابطين أرض المنارة والرباط ، ونوفر لها الحماية؟ ، ألسنا تربطنا مع أحفاد القردة والخنازير،علاقات دبلوماسية توصف بأنها متميزة.
اللهم فاشهد أنا برآء من تلك العلاقة ، وأن قد بدت بيننا وبين من دعا إليها العداوة والبغضاء أبدا ، حتى يعودوا عن فعلتهم الشنيعة ، التي يأباها العقل والدين.
إن هذه السفارة ورم سرطاني في جسم الأمة الموريتانية حان الوقت لاستئصاله واجتثاثه ، فلا يعقل أن تتكرر الغارات والمجازر على شعبنا الفلسطيني المقاوم في غزة ، ونحن نتفرج وكأن الأمر لا يعنينا ، وكأننا غير مسؤولين عن تلك الجريمة التي دبرت بليل ضد شعب أعزل ، معزول لا يمتلك السلاح للدفاع عن نفسه ، ولا يملك قوت يومه ، وبالكاد يجد حبة دواء.
أين النخوة والغيرة أين الحمية للدين وللعروبة؟ أين الإباء والكرم والضيم ؟ ، أين عزة النفس أين الغيرة لله ورسوله؟
إن المجلس الأعلى للدولة الحاكم في موريتانيا ورئيسه الجنرال محمد ولد عبد العزيز، يجب أن يقوم باستدعاء السفير الإسرائيلي على وجه السرعة وإبلاغه أنه شخص غير مرغوب فيه ، وأن العلاقات مع دولته قد تم تجميدها إلى أجل غير مسمى ، في انتظار أن تعرض على البرلمان كي يتم التصويت على استمرارها أو قطعها.
فإذا فعل الجنرال ذلك فسيدخل التاريخ من بابه الواسع ، وسيكون أول رئيس دولة عربية يستجيب لرغبات شعبه ، ويحكم عقله ودينه ، وينهي علاقة غير شرعية ربطت بين شعب تقي عفيف مع شعب ظالم مغتصب .
لقد أتت هذه العلاقات بناء على سياسات فاسدة ، وآمال خائبة ، توقعت أن تكون من وراء تلك العلاقة حوافز اقتصادية وميزات دبلوماسية يتبرع بها الكيان الصهيوني ـ الذي لم يشتهر إلا بالبخل والقمار والخمر والرذيلة ـ تسهم في بناء الاقتصاد الوطني ، وتعطي لموريتانيا مقعدا في المفاوضات بين العرب وإسرائيل ، فلم يتحقق شيء من ذلك ، ثم إن هذه العلاقات لم تستثمر في رفع الحصار عن أهالينا في غزة ، ولم تستطع دبلوماسيتنا أن تستفيد منها لا داخليا ولا خارجيا ، فأي جدوائية لهذه العلاقة المشينة ؟
وعلى النخبة السياسية والمثقفة أن تطالب بإدراج قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني على جدول أعمال الأيام التشاورية التي افتتحت اليوم ، ويجب أن يتم إنهاء هذه العلاقة غير الشرعية بأقصى سرعة ، وأن يتم دعم الشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا بكل الوسائل والطرق المتاحة ، حتى لا نكون جزء من المؤامرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!