قال رئيس اللجنة الشعبية لدعم المقاومة في العراق وفلسطين والدفاع عن سوريا والأمين العام لحزب الصواب:أحمد ولد عبيد "إن كل الاحتجاجات التي تم تنظمها للوقوف إلى جانب غزة كانت سلمية ومحددة الأهداف بما فيها مسير ة الجمعة"، وقال ولد عبيدي إن على وزير الداخلية أن ينتبه للاتهامات التي وجهها، مؤكدا أن الجهات التي نظمت المسيرة لم ترد بها إحداث شغب ولا تهديد أمن، مؤكدا أن القضية أكبر عند جميع الطيف السياسي من إحداث شغب .
من جهة أخرى، اعتبر ولد عبيد أن استدعاء السفير الموريتاني في "تل آبيب "خطوة جريئة لكن لن تحقق الهدف إلا إذا أتبعت بقطع نهائي وفوري للعلاقات مع إسرائيل على حد وصفه. وقال إن الفرصة مواتية للحكومة من أجل قطع هذه العلاقات، التي اعتبرها مرفوضة شكلا ومضمونا.
كما أشاد ولد عبيد بمواقف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي اعتبره رافدا من روافد المقاومة، مضيفا أن غياب الرئيس صدام حسين كان خسارة للتيار القومي وللقضية العربية.
وقد جاءت هذه التصريحات في مقابلة مع وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة أكد فيها أن المقاومة في العراق والبنان وفلسطين تشكل العقبة الكبرى في وجه أمريكا وإسرائيل.
وهذا نص المقابلة :

الأخبار: كيف تابعتم أحداث غزة؟
أحمد ولد عبيد: في البداية أشكر موقع "الأخبار" المتنور على استقلاليته ومتابعته للأحداث الوطنية. بالنسبة للأحداث المؤلمة التي وقعة في غزة تابعتها من بدايتها وكنا في استعداد على أساس أننا ندرك أنها طريق للمقاومة وليست لها طريق سوى ذلك لمكافحة العدو، وبالتالي نعرف أن العدو لم يبق أمامه لتصفية قضية فلسطين إلا القضاء والإجهاز على المقاومة، المقاومة بجميع فصائلها في غزة، لكن فصيلها الكبير المتمثل في حركة حماس والذي يحمل حاليا اللواء، ومن حمل اللواء ستتكالب عليه جميع الأعداء، ولكن في الأخير المنتصر هو إرادة الشعب وإرادة المقاومة حتى تحرير البلاد.

الأخبار: ما هو الموقف المنتظر من الحكومة الموريتانية؟ وهل ستكتفي باستدعاء السفير؟
أحمد ولد عبيد: مبدئيا لا بد أن أسجل للحكومة الموريتانية أن استدعاء السفير في إسرائيل عن طريق العلاقة التي أعتبرها علاقة مشينة ودخيلة على الشعب الموريتاني ولا تمتلك أي مصداقية ولا يمكن أن تحقق للشعب الموريتاني أي مصلحة، أن أسجل ارتياحي حول هذه الخطوة الإيجابية، لأن الحكومات المتعاقبة بعد حكومة ولد الطايع الذي هو صاحب العلاقة المشينة كانوا يتخوفون من الحديث عن قضية السفارة الإسرائيلية، وبالتالي كون الحكومة استدعت السفير الإسرائيلي هذا بالنسبة لنا خطوة أساسية وإيجابية، لكن أعتقد أن هذه الخطوة الأساسية والإيجابية لا يمكن أن تعطي نتيجة إلا إذا تم قطع فوري ونهائي وشامل مع الكيان الصهيوني، وأعتقد أيضا أن من يريد أن يدخل التاريخ من بابه الواسع لا توجد لحظة أشرف ولا أفضل من هذه اللحظة لقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وهذا هو أعظم شيء يمكن تقديمه حاليا للشعب الموريتاني.
الأخبار: اتهمتم الحكام العرب مؤخرا بأنهم ضحوا بصدام والآن غزة.. على أي أساس بنيتم هذا الاتهام؟
أعتقد أنه واضح، نحن قلنا إن الحرب التي حدثت في العراق من 1991 إلى الآن قلنا إن كل ما كانت تتذرع به أمريكا ويتذرع به الغرب غير صحيح وغير واقعي أن الشهيد صدام حسين كان في العراق شوكة حقيقية، وكان داعما ورافدا حقيقيا من روافد المقاومة في فلسطين وفي لبنان، وكان داعما للقضايا القومية على المستوي العربي والقضايا الإسلامية على المستوي الإسلامي، وأعتقد أن الطريقة التي تمت بها تصفية النظام في العراق والتي تم بها احتلال دولة العراق كانت تسهيلا لما يسمى الشرق الأوسط الكبير بالمفهوم المتداول لدى القوي الغربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، أي أنه لا يمكن أن تكون فيه قوة حقيقية، وبالتالي بدأت هذه القوى الغربية تطبق برامجها في ما سمته الشرق الأوسط الكبير.
والمشاكل المطروحة حاليا أمام أمريكا وإسرائيل أربع مسائل كبيرة: المسألة الأولى هي المقاومة في العراق، وهي التي لم تترك الولايات المتحدة تتقدم إلى الأمام، حيث أصدمت بما يسمى الانتحار على أسوار بغداد الذي ذكره الشهيد في خطابه الشهير.
النقطة الثانية هو ما يسمى بالممانعة للشعب السوري والقيادة السورية التي لا تزال رافدا من روافد دعم المقاومة في لبنان وفلسطين.
والمسالة الثالثة هي المقاومة اللبنانية القوية التي لعبت هي الأخرى دورا كبيرا 2006.
والمسألة الرابعة هي مقاومة الشعب الفلسطيني بجميع فصائله كما قلت سابقا وأساسا فصيل حماس.
الأخبار:ما الذي يعنيه غياب "صدام" للتيار القومي خصوصا، وللأمة العربية عموما.

أحمد ولد عبيد: بالنسبة لغياب الشهيد صدام حسين أظن أنه خسارة كبيرة للأمة العربية والاتجاه القومي، لكني أظن أن الطريقة التي وجد بها صدام حسين والطريقة التي وجد بها حزبه، والطريقة الموجودة بها المقاومة في العراق تعوضان كل ذلك، وأن الاتجاه القومي يعيش حاليا مرحلة قوة ومرحلة وجدان تحقيقي، وبالتالي الطريقة التي ضحى بها صدام حسين واستشهد بها تجعلنا في تقدم إلى الأمام، ونرفض الرجوع إلى الوراء، وهذا واضح في الساحات العربية التي أنتم تتابعونها وتلاحظونها.
الأخبار: وزارة الداخلية أصدرت أمس بيانا اتهمت فيه جهات سياسية بالوقوف وراء عمليات شغب من خلال مسيرة الجمعة .. كيف تنظرون إلى ذلك؟
أحمد ولد عبيد: أنا أعتقد موضوعيا أن الذي حدث من مسيرات واحتجاجات على مستوى العاصمة نواكشوط، وعلى مستوى جميع أراضي موريتانيا كانت مسيرات احتجاج سلمية، وأن الهدف منها هو نصرة الشعب الفلسطيني المؤمن ونصرة أهلنا في غزة خصوصا، وأظن أن هذا هو التوجه العام، وإذا كان تخللها شغب لم يكن صادرا من الجهات التي نظمته، وبالتالي نطلب من وزير الداخلية أن ينتبه لتلك الاتهامات التي قدم، خصوصا أننا لا نحب أن تذهب في اتجاه غير صحيح لأن جميع الأطراف التي تهمها هذه القضية وجميع الفصائل السياسية، سواء منها ما هو في الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية أو الذي يسير مع النظام الحالي، فالاحتجاجات طبعا كانت احتجاجات سلمية والقضية بالنسبة لها أكبر من أن تكون فيها شغب، وبالتالي إذا كان حدث شغب فهو صادر من جهات أخرى سيئة ليست هي الجهات الحقيقة التي تسير في هذا الاتجاه في دعم القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية والإسلامية.
الأخبار :هل من كلمة أخيرة؟
أحمد ولد عبيد: أخيرا اشكر موقع "الأخبار" على متابعته للساحة الوطنية وأتمنى لهم النجاح والتوفيق.
الأخبار: شكرا جزيلا.