التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:11:02 غرينتش


تاريخ الإضافة : 26.01.2009 11:13:07

في ظل أزمة الصيد: رجال الإعمال يماطلون... والبحارة صابرون


انواذيبو : االحسين ولد الطالب عثمان
ربما يكون من البداهة الحديث عن المكانة الإقتصادية المهمة التي تحتلها مدينة انواذيبو " ثغر الشمال الباسم " الذي يعتبر بحكم الموقع الجغرافي المتميز بوابة إلى العالم الآخر ، ولأنها بشواطئها ومناجمهاالدفينة و التي ان استغلت كما ينبغي تكون شريانا يغذي سكان البلاد الغنية ذات الشعب الفقير .لكن الرياح في هذه المدينة جرت بما لم تكن تشتهيه سفنها الراسية على خليج" الراحة" حاملة معها تعب المبحرين و شباكا خالية الوفاض ،

: مماطلة ...ثم ...انتهازية ...ثم احتكار
قد تكون الرياح السياسية أصبحت أقوى من أي تيار آخر ، فهي تعصف بكل ما يعترضها وتدمر كل شيئ أن أرادت ذلك، ذلك أننا شعب لم يتعود حتى الساعة أن يخضع أحدا للعقوبة التي رسمتها ريشة القانون " العادل " بخط كبير ، وتضمنتها دفة الدستور ، ولم نر حتى الآن بأم أعيننا توقيع الجزاء على من يتلاعب بحقوق المواطنين ويعبث بخيرات البلد الزاخرة ، بل حسبنا "تعزيرا " أن يزاح عنا فلان أو علان ، ثم يخلف من بعده خلف يضيع الصلاة ويتبع الشهوات وبينهب الثورات لتتكرر معه الأزمة ، ونعود نحن لأحلامنا" الفقيرة " بالعدل والمساواة ، أومة الصيد أو أزمة المبيعات بدأت مع الحكومات المتعاقبة التي لم تعرف استيراتيجياتها الاستقرار ، ولم تحظ برامجها بالتنفيذ ، فكانت كما يقول لنا –رجال البحر – "حبرا على ورق ، ونارا صبت على الزيت فزادته اشتعالا " وهكذا ظل قطاع الصيد يصارع الأزمات ، ويتعثر مرات وينتفض مرة ، وظلت الأزمة تدور رحاها بين البحارة وباعة الأسماك والمسوقين ، ممثلين في الشركة الموريتانية لتسويق الأسماك s.m.c.p، فالبحارة يقدمون ما تجود به الشباك إلى التجار وترعى الشركة تسويق الاسماك التي تقدمها إلى التجار الأجانب ، ومن تبدأ الأزمة ذلك أن الوساطة أو " السمسرة " في عملية تعقدها أحيانا وهو ما حدث فعلا في الآونة الأخيرة ، في ظل هذه الظروف الإقتصادية الصعبة ، التي تشهد فيها البلاد تضييقا للخناق وتجميدا لبعض المنح والمساعدات الأجنبية ..، يزداد الوضع حدة وصعوبة بل إن بعض البحارة من أرباب الأسر دفعته الظروف إلى التلويح باللجوء إلى القوة –" طالما عجزت الدولة عن منحه حقوقه، أو التدخل بأبسط شيئ ممكن مكتفية –على حد تعبير هؤلاء- بالتفجر على بطش الأقوياء " .(سلم أخواله ) رجل في الثانية والأربعين من عمره حدثنا –والحسرة تكسو وجهه –فقال: " أنا الآن في ورطة كبيرة ، فسمعتني كانت طيبة ، أتعامل مع بعض البحارة فيعطونني السمك ، وأتولى بيعه للتجار الأجانب لكن رجال أعمالنا الذين هم يتولون عملية التسويق والبيع أصبحوا يماطلوننا وبالتالي نعطي نحن التزاماتنا للبحارة على أساس ذلك ، فيخلفون هم الوعود ، ونكون نحن أيضا كأننا نخادع أو نماطل ، ونكاد نفقد الثقة التي كان نحظى وهو يعنى الخسارة بالنسبة لمن رأس ماله ثقة الناس " آلاسن جو (أب لأسرة مجموع أفرادها تسعة أفراد ) تحدث بعنف و تشنج فقال : (الحقيقة أننا لم نرزق برجال أعمال وطنيين فكلهم انتهازيون ومماطلون ، فكيف تتصور ممن أدنى روح من الوطنية ،أن يساوم على سعر معين فان لم يحصل عليه يطلب من التجار الأجانب أن يعرضوا عن شراء " الأسماك الموريتانية " حتى تتعرض للتلف فيذعن أصحابها لطلباته ، وتأتي بعد ذلك الطامة الكبرى وهو أن يلتفت إلينا بعض رجال الأعمال فيقول : سوف نعطي من مليون أوقية مائتي ألف من أحب هذا فليتفضل ومن رفض فليضرب برأسه عرض الحائط ، واذهبوا إلى حيث شئتم ...) ويضيف "ألاسن ( لا شك أن هؤلاء ورائهم من يحمي ظهورهم) وغير هذين المثالين كثر صرعتهم الازمة ودفعتهم الظروف الصعبة إلى طرق كل الأبواب عساهم يلفوا من يسمع أصواتهم العالية أو يتفهم حالهم ، الذي يزداد صعوبة مع الراحة البيولوجية وحلول الشهر الكريم .
هل إلى خروج من سبيل ؟
هذه الأزمة لم تعد تختص تأثيراتها بمدينة انواذيبو فحسب ، بل تتعداها إلى داخل الوطن ، ذلك أن قطاع الصيد التقليدي هو القلب النابض للمدينةو يعود بالنفع أيضا إلى المدن الداخلية سيما في فترة الراحة البيولوجية أو مايعرف محليا ب" التوقيف " لكن ظلال هذه الأزمة الخانقة خطيرة ن فإذا علمنا أن اليد العاملة الوطنية في هذه المدينة ، تشهد مضايقة أجنبية كبيرة ،سواء في مجال " المرتنة " في الصيد الصناعي ، أو في العمل داخل مصانع التبريد أو التفريغ أو الشحن ، أو حتى في قيادة السفن ناهيك عن نقل البضائع من وإلى السفن ، فكيف سيكون الحال إذا كانت أسماكنا الجميلة"الطرية " ستشهد كسادا وتكدسا ، إذا لم تلب مطالب البعض ، وهو ما يعني نشوب حرب ضروس يدفع ثمنهاالمواطن المسكين الذي هو الحلقة الأضعف ، وستظل قائمة مادام الجشع فى نفوس هؤلاء " التجار "
، فالأمر حقيقة يستدعي أن يتدخل طرف ثالث يخفف من حدة الوضع ، تكون له درة يهش بها على غنمه ويحفظ لرعيته حقوقها ،فلعله بذلك يعيد إلى شفاه "رجال البحر " بسمة كادت تختفي .فهل يفلح "الجنرالات " وأصحاب النياشين في حل أزمة الصيد ،؟ حتى الآن لا جديد يستحق الإشادة أو حتى التلميح ..فهل ننتظر تصحيحا جديدا وحركة أخرى ؟


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!