التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:11:04 غرينتش


تاريخ الإضافة : 30.01.2009 16:25:05

أردوغان : يثير في الأمة أشواق الخلافة والقيادة الراشدة

بقلم: الحافظ ولد الغابد

بقلم: الحافظ ولد الغابد

بقلم: الحافظ ولد الغابد
أثارت مواقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة في منتدى دافوس الاقتصادي إعجاب الشعوب العربية والإسلامية التي فاجأها الموقف التركي هذه المرة من إسرائيل حيث انتقد أردوغان بشدة الحرب الإسرائيلية على غزة، جاء موقف أردوغان مفاجئا وهو الذي انتقدته التيارات القومية في العالم العربي نظرا لوجود حساسية متأصلة لدى القوميين العرب تجاه تركيا، البلاد التي حكم منها غير العرب "بلاد العرب" لعدة قرون في ظل السلطنة العثمانية التي نهضت
بدور "الخلافة الإسلامية" لعدة قرون.

بل ولم يسلم أردوغان من انتقاد التيارات الإسلامية أيضا التي لاحظت عليه انسياقه في المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة بـــ"اعتباره أداة وظيفية" في يد الأعداء قدمت غربيا نموذجا لما عرف منذو سنوات بــــ"مشروع الإسلام المدني الديمقراطي"، الذي كانت ترعاه زوجة الآمريكي من أصل أفغاني زلماي خليل زاد بيلر شيلر.

أردوغان ذي الخلفية الإسلامية، التي لا تغتفرها له العلمانية التركية، رغم نجاحه الكبير في إدارة الشأن الاقتصادي والسياسي التركي بصورة مبهرة يبدو أنه من ذلك النوع من الشخصيات القليلة في التاريخ التي لا يلحظ فضلها على الوطن والأمة إلا بعد فترة غير يسيرة نظرا لصعوبة النقلة ومستوى التحول الذي ستصنعه عبقريتها الفذة ليس على مستوى التنمية والإدارة فقط، وإنما على مستوى الشعور والوعي لدى الجماهير والرأي العام الغارق في وحل"غسيل المخ" و"تزييف الوعي" لمدة عقود ليس في تركيا وحدها، وإنما في العالم الإسلامي كله، الذي يرزح اليوم تحت وطأة حكم نخب يكمن في وعيها جزء كبير من الخلل الذي تعيشه الأمة ويعوق فاعليتها في التاريخ والوجود.
وسنحاول أن نلقي الضوء بشكل تفصيلي بعض الشيئ على هذه الشخصية الكارزمية التي تشغل اليوم الإعلام العربي بمواقفها الجسورة عل ذلك يساعد في فهم مسار تحولات الأحداث الهامة الجارية في المنطقة والعالم.
أولا أبعاد الشخصية السياسية لأردوغان:
1- أردوغان ربان ماهر بالسباحة ضد التيار
2- تركيا أردوغان تحول جديد في السياسة الدولية
3- العرب في سجال دافوس الحاضر الغائب
ثانيا: الأبعاد الشخصية لأردوغان:
1- أردغان اسلامي قدم نموذجا جديدا للقيادة
2- قصة زواج طريفة عاشها أردوغان
3- خروج: نموذج جديد في صناعة التحول

أولا أبعاد الشخصية السياسية لأردوغان:
1- أردوغان ربان ماهر بالسباحة ضد التيار:
مسارات الحياة الشخصية والسياسية لأردوغان تظهر انسجاما كبيرا لشخصيته مع المرحلة التاريخية المضطربة التي يعيشها اليوم مغالبا تحولات السياسة الدولية، محاولا أن يختط لتركيا مكانا يتناسب مع تاريخها الإمبراطوري وينسجم مع تطلعات وقيم الشعب التركي المعروف بأنفته وعزته القومية، التي تكونت عبر العصور من خلال استجابته الفاعلة لتحديات الفتوح والمساهمة في صناعة التحولات التاريخية الكبرى في العالم.

يقول إبراهيم بوعزّي أحد الذين رصدوا ترجمة أردوغان الشخصية والسياسية إنه ولد عام 1954م، في حي شعبي فقير بالجزء الأوروبي من اسطنبول. كان أبوه عاملاً على ظهر سفينة تعمل في سواحل مدينة "ريزه" على البحر الأسود فـ"علّم ابنه الصبر ومكابدة الأمواج العاتية". تلقّى رجب طيب تعليمه الابتدائي في مدرسة حكومية مع أبناء حارته في إسطنبول، فعلقت به من هناك اللهجة القاسية التي تظهر في تصريحاته وخطاباته الرسمية، ثم التحق بعد ذلك ب"معهد الأئمة والخطباء" لينهي المرحلة الثانوية بتفوق، وتعلم هناك الفقه والعقيدة والتجويد فتهذّب أسلوبه في الكلام والتفكير أكثر فأكثر.
انخرط أردوغان في النشاط السياسي ولكنه كان كلما حقق مزيدا من النجاح يكافأ من طرف منافسيه العلمانيين بتلفيق التهم له؛ فقد انتشل بلدية اسطنبول من الفساد والتردي بعدما تولى تسييرها خلال حقبة فوز حزب الرفاه الإسلامي فقد حوكم بعد إنشاده أبياتا للشاعر التركي ضياء كوكالب التي يقول فيها: "المآذن رماحنا، والقباب خوذاتنا، والجوامع ثكناتنا، والمؤمنون جنودنا". وتمت المحاكمة التي قادت لسجن أردغان بموجب مادّة في القانون الجزائي تجرّم "كل من يقوم بتأجيج مشاعر التفرقة العرقية أو الدينية في تركيا".
سنوات السجن كانت فترة مناسبة لصقل الموهبة "الأردوغانية"، وفرصة لإعادة صياغة الرسالة وبنائها على أسس جديدة. وبدل أن يتحول السجن لعائق؛ فقد كان وسيلة ذهبية للمراجعة الفكرية وإعادة قراءة السياق؛ فلم يكن السجن أومحنته بالنسبة لأصحاب الرسالات إلا فترة كمون لانطلاقة رسالية مقبلة تكون أوثق وأصلب، وهذا فعلا هو ماحصل؛ فقد خرج أردوغان من السجن وبدأ فعلا في تأسيس "حزب العدالة والتنمية"، معلنا أنه غير قميصه السياسي ولكن أحد معلقي اليسار التركي علق تعليقا طريفا على تصريح أردغان قائلا :"لقد غير قميصه فعلا ولكن من نفس القماش..".
وبدأ أردوغان الممنوع من العمل السياسي بموجب المحاكمة السابقة في إدارة حزبه الذي اكتسح الإنتخابات التركية 2002 محققا فوزا كاسحا، يتحقق في تركيا منذو عدة عقود لأول مرة فتسلم زميله المثابر والهادئ عبد الله غول قيادة الحكومة ليتنازل له عن رئاسة الحكومة بعد انقضاء محكوميته السابقة. وباشر أردوغان العام 2005 حوار مباحثات الانضممام للإتحاد الأوروبي بعد نجاح حزبه في تحقيق جملة من الإصلاحات الاقتصادية الناجحة انتشلت البلاد من وضعية مزرية قادها إليها تحالف الأحزاب الليبرالية.
وما إن انتهت المفاوضات مع الاتحاد الأوربي حتى استقبلت الجماهير التركية أردغان في مطار استنتابول بالهتاف وبلقب الفاتح في حضور لافت لتاريخ السلطنة العثمانية وفاتح القسطنطينية الذي زكا النبي صلى الله عليه وسلم فتحه المظفر للمدينة التي دوخت الدول الإسلامية وجيوشها الظافرة بالفتوح لأكثر من ثمانية قرون من استعصائها على الفتح الإسلامي.

2- تركيا أردوغان تحول جديد في السياسة الدولية:
صعد رجب طيب أردوغان مؤخرا لهجته الإنتقادية للإسرائيليين ودولتهم التي تقيم تركيا معها علاقات حميمية، ولكن أردوغان ذكر إسرائيل باليد البيضاء للسلطنة العثمانية، التي اعتبر أنها تعاطفت مع اليهود خلال فترة اضطهادهم في أورو
با في إشارة واضحة إلى أن الموقف التركي الحالي مبدئي ويجد جذوره العريقة في التاريخ الإمبرا طوري التركي الذي تقزم على يد القيادات السياسية المتغربة التي لا تتمتع بالأهلية الكافية لقيادة تحول تاريخي واستراتيجي لإعادة الاعتبار لذلك الدور ولكن اردغان رغم ذلك يحاول من خلال إيقاد جذوة الشوق لدى الشعب التركي .. عل ذلك يساهم مستقبلا في التجاوز نحو المكانة اللائقة ببلاد الفاتح المزكي والخلافة الإسلامية.. عجل الله بظلها الظليل وعزها المكين.

3- العرب في سجال دافوس الحاضر الغائب:
يعبر موقف أردوغان في دافوس عن شخصية الرجل القوية المستندة لمواقف صلبة وشجاعة تميز بها دائما عبر تاريخه السياسي والنضالي فالانخراط في ذلك السجال الحاد مع بيريز الذي كشف أردوغان كيف يصفق له العرب وغير العرب في منتدى دافوس الاقتصادي الذي يحضره عرب يتقدمهم أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي كان إلى وقت قريب يتمتع بقليل من الحياء على الأقل، لكن من الواضح بعد اليوم أنه حياء المنافق الذي يندد بجرائم اسرائيل أمام شاشة التلفزيون في العالم العربي ثم يصفق لها في قاعات مغلقة أمام الساسة والفاعلين الاقتصاديين في العالم ثم يخرج في بيانات الجامعة شاكيا وباكيا من تضعضع الموقف العربي الذي يظهر "تمزقه" و"تهرؤه" فقط في لحظة واحدة هي حينما تريد دول الممانعة و"شعاب "الأطراف" العربية تداركه..
تدارك ما إن يخرج للإعلام حتى تبدأ كنانة العرب والشقيقة الكبرى تلاحقه .. باعتباره شقا للصف العربي وتجاوزا من طرف الصغار لأدوار الكبار وتلك في عرف العرب "قلة أدب" لا تقبلها أعراف القوم.
أما حينما تعربد إسرائيل وتبدأ في غسل العار اللاحق بها جراء القتل والتدمير فإن وزير خارجية مصر الأسبق.. وأمين عام جامعة الدول العربية في الوقت الحالي يبدأ التصفيق للرئيس الإسرائيلي وهو قادم لتوه من مسرح الجريمة لم يغسل يديه الملطخة بالدماء فهل يمكن أن يقبل أي كان بعد كل هذه الإهانات أن يتسول العرب احتراما لهم ولدمائهم وهذا صنيع "قياداتهم التمثيلية" أعني الجامعة العربية التي ينبغي أن تكون ذاكرة الأمة وقلبها النابض في المنتديات الإقليمية والدولية.. أم أن العرب تخلوا لهذا العهد عن قيمهم القومية والقيومية على شأنهم العام.. أم أن الجامعة لم تدرك بعد مغزى آية العلاقات الدبلوماسية "إن الله لايساعد الذين لا يساعدون أنفسهم" التي تنزلت على سورة مبارك في قمة الكويت الأخيرة.

ثانيا: الأبعاد الشخصية لأردوغان:
1- أردغان اسلامي قدم نموذجا جديدا للقيادة:

وخلال دراسته الابتدائية ظهرت بوضوح معالم الشخصية الريادية للطفل الذي سيكون له شأن كبير، ربما لاتزال سجوف الغيب تحجب ما هو أهم وأعظم؛ إذ أطلق عليه أستاذه اسم "الشيخ رجب"؛ ففي درس التربية الدينية سأل المدرّس التلاميذ عمّن يستطيع أداء الصلاة داخل الفصل ليتعلم منه بقية الطلبة، فرفع رجب يده ليكون قدوة لزملائه في أداء الصلاة، شكره المدرّس وفرش له صحيفة على الأرض ليصلي عليها، فما كان من "رجب" الصغير إلاّ أن رفض الصلاة على الصحيفة لما عليها من صور لنساء سافرات، دهش المدرس لموقف الصبي وأثنى عليه وأعجب بذكائه وورعه، وأطلق عليه لقب "الشيخ"، قبل أن يدخل ثانوية الأئمة والخطباء.

وعندما كان في الثانوية كان رجب "الطيب" يساعد أباه في إعالة إخوته؛ حيث كان يبيع نوعاً من الكعك معروفاً لدى الأتراك باسم "السميد"، كان يشتريه يابساً بارداً بسعر زهيد ليسخّنه في البيت على البخار حتّى يصير طرياًً مستساغاً، ثم يبيعه بسعر مناسب ينفقه على إخوته. ولأنه من أصيلي البحر الأسود المعروفين بالمهارة في التجارة، ولأنه كذلك تمرّس على العمل في سوق الحي، التحق وهو لم يتجاوز عقده الثاني بكلية الاقتصاد بجامعة مرمرة الحكومية، مع أبناء الطبقة الشعبية ليصقل موهبته التجارية دون إهمال هوايته المفضلة كرة القدم، حيث مارسها منذ طفولته في ثلاث فرق رياضية بإسطنبول، ولمدة ناهزت العشر سنوات، إلى أن تخرّج من الجامعة والتحق بالخدمة العسكرية كضابط احتياط.
وقبل أن يلتحق بالمعترك السياسي في السبعينيات من القرن الماضي، عمل أردوغان مستشاراً مالياً لبعض الشركات الخاصة ومديراً لعدد من المؤسسات المالية.
قصة زواج طريفة عاشها أردوغان:
يقول الكاتب الصحفي التركي "فهمي جالموق" في كتابه الذي ألفه عن مسيرة حياته: بدأت قصة زواجه من المناضلة الإسلامية في "حزب السلامة" "أمينة" عام 1977م إثر رؤيا رأتها فتاة من أصل عربي من مدينة سعرد جنوب شرق الأناضول، رأت البنت الناشطة آنذاك في "حزب السلامة الوطني" في المنام فارس أحلامها يقف أمام الناس خطيباً فتعجب به في منامها قبل أن تعرفه على أرض الواقع، وبعد يوم واحد ذهبت أمينة مع الكاتبة الإسلامية "شعلة يوكس لشنلر" إلى اجتماع حزب السلامة فرأت نفس ذلك الشاب الذي رأته في المنام ثم تعرفت عليه، فإذا به رجب ذو الأصول القوقازية من شمال شرق مدينة ريزه القريبة من جورجيا. فتزوج الاثنان، واستمرت الحياة بينهما يسودها الحب والمودة، ووصلا إلى دفة الحكم في تركيا، رغم الحجاب الذي ترتديه السيدة أمينة، والذي يثير حفيظة الجيش والمعارضة العلمانية.

خروج: نموذج جديد في صناعة التحول

يمنكن أن نعتبر أن أردغان ما يزال في شبابه السياسي ورغم موقفه الإيجابي حاليا من القضية الفلسطينية إلا أن التحول الكبير حقا هو ذلك الذي سيمنكه من إعادة الفعالية الإسلامية للأمة التركية التي فصلتها عملية التغريب عن الأمة المسلمة التي كانت في صدارتها يوما ما من التاريخ فقد نازل الأتراك الدول الأوربية لعدة قرون ونقلوا معارك الإسلام لقلب أوربا ذاتتها.
ويتحمل أردغان حاليا مغالبة أمواج السياسية الدولية العاتية بالنيابة عن العرب كما يقول مناؤه الذين يتهمه بعضهم -من العرب- اليوم بأنه ضالع في تعرية الموقف العربي العاري من أي فضيلة أصلا في هذه المراحل من التاريخ وإلا فم الذي أجلس عمر موسى أمس في قاعة يصفق فيها مصاصوا دمائنا –اقتصاديا- لقتل أشقائه الفلسطينيين ثم يجلس بسرعة بإماءة من بان غيمون كانه ليس أحق بالإحتجاج والإنسحاب من ملاء كفري يدوس على الكرامة العربية تصفيقا لرئيس الكيان فياليته لم يجلس كم كان سيحفظ على العرب ماء وجهوهم المهدور مصريا قبل أن تهدر دماؤهم إسرائليا.فإلى الله المشتكى من الجامعة العربية.
وكم كان أردغان في غنى مواقف ستكلفه توترا في الوضع الداخلي وانعاكاس صراعات سياسية متعددة على الوضع التركي ولكن أقدار الله غالبة فقد ساقت إليه الأقدار موقفا مشرفا سيساعده اكثر في اختزال المسافة ما بين الشعب التركي وهويته فتركيا التي تردها أوربا على عقبيها نتيجية هويتها الإسلامية يمكنها أن تجد في العالم الفسيح متنفسا أفضل من القارة العجوز لكن توظيف تحولات الرياح العاتية والتحكم من آليات الصراع وصناعة الحدث تفرض مناورة أذكى ومصانعة تتحرف لقتال كما قال الأول:
شجاع إذا أمكنتني فرصة .. فإن لم تكن لي فرصة فجبانو


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!