تنشر "الأخبار" مداخلة النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين المتعلقة بالميزانية والتي تميزت بملاحظات جوهرية تمس الحياة اليومية للمواطنين وقد استرض ولد بدر الدين في ختام هذه المداخلة وضعية شرائح شعبية كبيرة تكتوي جراء السياسات الاقتصادية والإدارية المعتمدة من طرف الحكومة وهذا هو النص الكامل للمداخلة.


مداخلة السيد المصطفى ولد بدر الدين حول مناقشة قانون الميزانية أمم الجمعية الوطنية
لقد أعدت هذه الميزانية في ظرفية اقتصادية واجتماعية متميزة إذ عرفت البلاد منذ شهور موجة عارمة من الإرتفاعت الجنونية للأسعار المواد الغذائية الأساسية في حياة المواطن .
فقد قفز سعر القمح ومشتقاته من 280 -400 أوقية للكيلو الواحد من المكرونة بنسبة 43% كما عرفت أسعار اللبن والأرز والأعلاف ارتفاعات كبيرة تتراوح مابين 40- 30 % هذا بالإضافة إلى سعر الغاز والكهرباء والمحروقات التي قفز سعرها من 224 في فبراير إلى 257 أوقية في نوفمبر وهي زيادة تمثل أكثر من 10% وبالمقابل تراجع سعر الماشية وخاصة الغنم والبقر فمن 30 ألف أوقية للكبش في المتوسط في السنة الماضية إلى أقل من 15 ألف هذه السنة أي ما يعادل انخفضا بنسبة 100 % ويعني هذا أن المنمين والمأجورين و بصفة عامة الفئات ذات الدخول المتوسطة وهي الغالبية في المواطنين تعاني من انحطاط كبير في معاشها وعلاجها لخ ....
فما هي الإجراءات التي تتخذها الحكومة ؟
لقد أدت هذه الأوضاع الصعبة إلى الأحداث الأليمة التي عرفتها مناطق عديدة من البلاد والتي سفرت عن عدة خسائر مادية وبشرية مؤسفة كادت أن تعصف بأمن البلاد واستقرارها وقد لخص رئيس الجمهورية ما آلت إليه الأوضاع بالعبارات التالية أنما حدث كانت نتيجة لخيبة أمل المواطنين الذي كانوا يتوقعون من الحكومة الجديد أن تحسن ظروف حياتهم فإذا بهم يتعرضون لموضة عارمة من غلاء الأسعار وتحطم القوى الشرائية فلا غرابة إذن إذا قاموا بالاحتجاج
وهكذا وجدت الحكومة نفسها مرغمة على الاعتراف بالأزمة التي دأبت على إنكارها وقامت بالإعلان عن مخطط من محورين .
المحور الأول : يتعلق بإجراءات لتثبت الأسعار ودعم الفئات الفقيرة .
الثاني يتعلق بزيادة الرواتب عن طريق التخفيض من الضريبة على الرواتب ITS

فما هي حقيقة هذه الإجراءات وما مدى استجابتها لتطلعات المواطنين والتي أقرها رئيس الجمهورية ؟
من خلال ميزانية 2008 نجد أنه فيما يتعلق بالمحور الأول والمتعلق بتثبيت الأسعار ودعم الفئات الأكثر فقرا قد خصصت المبالغ التالية :
10 مليار لصندوق الأمن الغذائي لمواجهة الكوارث الطبيعية
600 مليون أوقية لإعادة بناء المخزن الغذائي
500 مليون للسدود
10 مليار و100 مليون لتمويل الأشغال ذات الحجم الكبير
2 مليار و500 مليون منها 150 مليون من ميزانية الدولة والباقي ممول من طرف FAD و BAD الجميع إذن 5،7 مليار من الأوقية
وهو رقم أقل من المبلغ الذي أعلنته الحكومة وهي ما زالت تحت ضغط المظاهرات

يتضح من هذا الجدول أن أقل زيادة بالنسبة للأعوان الدولة هي 1400 أوقية وهي تمثل 2.58%
وأن أكثر زيادة بالنسبة لنفس الفئة 8725 وهي تمثل 5.77 %
أما بالنسبة للموظفين الإطاريين فهي 592 أوقية وهي تمثل نسبة 1.83 أما أكبر زيادة لهؤلاء فهي 5700 وهي تمثل 4.84 % وإذا قارنا هذه الزيادة بالزيادة المسجلة في الأسعار فإننا نلاحظ أن أقل زيادة هي زيادة المحروقات وقد بلغت 10% أما أكبر الزيادة في الأسعار فهي زيادة القمح ومشتقاته وقد وصلت 43%
ومن هذا يتضح أن هذه الإجراءات لم تكن على مستوى التوقعات ولاقريبة منه وهذا ما يدعوا إلى تقديم الاقتراحات التالية :
تخصيص مبلغ 20 % من بند النفقات في السلع والخدمات والبالغة 54992000000 وهو ما يمثل حوالي 11 مليون من الأوقية مناصفة بين محوري زيادة الرواتب ودعم الأسعار والفئات الأكثر فقرا
ولا أريد أن أنهي مداخلتي قبل أن أشير إلى المشاكل التالية :
- تمويل الأحزاب تخصص الميزانية الحالية لتمويل الأحزاب 30000000 أوقية بينما يصل عدد هذه الأحزاب الممثلة في البلديات وهي مفتاح التقاسم أكثر من 20 حزبا وهذا مبلغ أقل بكثير من الحد الأدنى لتمويل نشاطات هذه الأحزاب التي هي مرشحة للزيادة في الأيام القليلة القادمة
- والغريب في الأمر هو أن اللذين يقفون في وجه زيادة هذا التمويل هم أولئك اللذين ينهمكون الآن في إنشاء الحزب الأكثر إثارة للجدل في تاريخ البلد.
- فكيف يا ترى سوف يملونه ؟
- مشكلة الزيادة المخصصة للصحفيين العموميين
- أرجوا من السيد وزير المالية أن يوضح لنا موقف وزارته من زيادة 50% لموظفي قطاع الصحافة هذه الزيادة التي حصل عليها جميع الموظفين ماعدا هم ويتهم الكثيرون وزارتكم بالوقوف في وجه هذه الزيادة فلماذا
- مشكلة الأطباء المفصولين عن العمل
- يشكل وضع هذه الجماعة شغلا كبيرا للمواطنين للحاجة الماسة لخدماتهم ونظرا للأدوية التي تشغلهم في الوقت الراهن بالمقارنة مع جميع الأولويات الوطنية الأخرى فهل ستعرف قضيتهم حلا سريعا هذا ما نرجوه لأننا نعتقد أنكم تهتمون بها قبلنا أن لم تكونوا أكثر أهتماما بها منا .
- مشكلة استغلال الذهب في اكجوجت
- لقد أثار تدخل النائب المصطفى ولد أحمد مكي حول هذه الشركة موجة عارمة من القلق لدى النواب حول حقيقة هذه الشركة وما تقوم به من نشاطات أقل ما يقال عنها أنها غامضة وهذا ما يدفعني إلى أن أقترح على سيادتكم سيدي الرئيس سادتي النواب تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وإلقاء الضوء على هذه الشركة وما هي قائمة به من نشاط
- مشكلة المتقاعدين لقد تم إهمال المتقاعدين من الزيادة الأخيرة في الرواتب ألا يبدوا لكم ذلك سيدي الوزير موقفا غريبا تجاه فئة بذلت أفضل أيامها تجاه الدولة والوطن




أشكركم سيد الرئيس