التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:16:41 غرينتش


تاريخ الإضافة : 24.02.2009 22:27:14

مستشفي "كرو" حين يفقد المواطن الأمل في الشفاء

هل تتحرك وزارة الصحة لوضع حد للأزمة الصحية التي يعاني منها القطاع

هل تتحرك وزارة الصحة لوضع حد للأزمة الصحية التي يعاني منها القطاع

أحمد ولد سيدي _ كرو (*)
مستشفي مدينة كرو الصحي حيث تقف جدران حديثة البناء في منطقة "الحي الاداري" كانت إحدي المساعدات التي تلقاها سكان المدينة من طرف منظمة الرؤية العالمية، وتسلمتها البلدية سنة 2006 حينما كان المواطن يصبوا إلي إيجاد مستشفي يكون الملاذ الوحيد للعشرات من المرضي الذين يأتون من القري والبوادي التابعة للمقاطعة.

تحقق بالفعل حلم بناء المستشفي لكن هذا الحلم سرعان ما دفن علي أنقاض النقص الحاد في الطواقم والتجهيزات التي مازال يعاني منها لحد الساعة حسب شهادات المواطنين، بالاضافة إلي تزايد المآسي والمعاناة التي يتعرض لها المواطنون بسبب فقدان مستشفي صحي قادر علي إستيعاب أعداد المرضي وحالات مرضهم المتنوعة.

العشرات من المرضي متعددي حالات المرض يحتشدون أمام المستشفي وبداخله آخرون يصارعون آلام المرض ومعاناة العجز التي تواجه الطواقم العاملة فيه في انتظار إنفراج الأزمة المعلقة إلي حين!!.
محمد ولد التاه رجل متقدم في السن مصاب بمرض آلام الظهر يجلس عند بوابة المستشفي في إنتظار إبنته التي تحاول بكل جدية إدخال والدها علي الطبيب المركزي من أجل أن يحظي بقدر من العناية التي تنعدم في الأصل حسب محمد الذي قال لمندوب وكالة "الأخبار" إنه جاء للمرة الثالثة من أجل معاودة الطبيب غير أنه يقلل من أهمية هذه المعاودة معتبرا أن المعاينة التي كان يحظي بها في السابق من طرف الطبيب ليست لها جدوائية كبيرة .

فرغم إستعماله المتكررر للأدوية التي يوصي بها طبيب المدينة لايزال يعاني من آلام المرض ، والأهم من ذلك كله هو أن النقود التي بحوزته وتلك التي يستطيع أن يحصل عليها قد لا تغطي له كل الوصفات الطبية التي يقدمها له الطبيب في كل المواعيد السابقة.

معانات ولد التاه هي بكل بساطة كونه أصبح لا يثيق في قدرة الأطباء بتجهيزاتهم الطبية وخبراتهم العلمية علي توفير العلاج له في وقت يكابد فيه آلام المرض وتقادم العمر والفقر المدقع منذ سنوات.

بنت إسلم ..وجه آخر للمعاناة !!

في الوقت الذي توجد فيه حالة محمد ولد التاه في الواجهة الأولي للمستشفي الي جانب الأعداد الكبيرة من المرضي ما بين حالة خطيرة وأخري متوسطة ، تؤوي إحدي غرف المستشفي فاطمة منت إسلم التي ترقد في حالة إغماء بسبب مرض القلب الذي ينتابها من حين إلي آخر.
بنت إسلم قادمة لتوها علي متن سيارة من مدينة "كامور" الواقعة غرب المدينة بعد أن تلقي أقاربها إشعارا من طرف القائمين علي مستوصف القرية المتواضع بضرورة نقلها وعلي وجه السرعة إلي المستشفي المركزي في "كرو" من أجل تلقي العلاج.
علاج لا تبدو ملامحه تلوح في الأفق، حيث يقول والدها الصبار ولد إسلم لمندوب وكالة الأخبار إنه فقد الأمل في شفائها عندما جاء بها إلي مستشفي "كرو" حيث لمس من الطاقم الطبي الذي يشرف علي تقديم الدواء لها عدم ثقة في شفائها وأضاف أنه غير مرتاح لبقائها في المستشفي والسبب حسب تعبيره راجع إلي كون المستشفي لا يتوفر علي الكثير من المعدات الطبية اللازم تقديمها إلي ابنته في الوقت الذي تكابد فيه هذه السيدة لحظات المرض الحرجة التي لا مفر لها من التدخل العاجل والأخذ بكامل أسباب النجاة من الموت.

معاناة لم يستطع الشيخ الوقور كتمانها عن الموفد وهو يردد لسنا قادرين علي نقلها إلي العاصمة نواكشوط بسبب الوضع المادي وليس أمامنا سوي إنتظار القضاء!!


تعدد المسميات والمعاناة واحدة !!

علي بعد كلو مترات من المستشفي الجديد في الحي الاداري ، يوجد مقر المستوصف القديم الذي يعرف عند المواطنين محليا بمستوصف "كرفور" والذي كان في سالف الأيام الوجهة الرئيسية لمرضي المدينة ،لكنه اليوم أصبح عبارة عن بناية متهالكة وخدمات شبه معدومة وطاقم طبي لا يزيد علي رئيس المركز وحده في مواجهة الأعداد الكبيرة من المرضي التي تتوافد عليه .
"الأخبار" التقت محمد فال ولد أحمدي رئيس المركز وخلال حديثه معنا قال إن المركز الذي يتولي إدارته تتألف طواقمه من الرئيس و اثنين آخرين مهمتهما العمل علي تنظيف المستوصف ليس إلا.
أما في ما يتعلق بالأدوية فإن النقص فيه غير موجود والسبب هو أن مشروع “d.b.r” يوفرها لهم بطريقة شبه منتظمة مايحتاجونه ، أما التجهيزات فيعانون من نقصها ويطالبون الجهات المعنية بتوفيرها علي وجه السرعة قبل فصل الصيف.
وأضاف ولد أحمدي إن بلدية "كرو" تشرف حاليا علي ترميم المستوصف وتوسعته بغرف أخري وأن بناء هذه الغرف أشرف علي النهاية الا أنها لم تسلم له حتي الآن .

الصمت أرحم للمعنيين !!

وكالة أنباء "الأخبار" المستقلة وفي محاولة لكشف بعض معاناة المرضي ورصد النقص الذي يعاني منه المستشفي في الأدوية و المستلزمات طلبت لقاء الأطراف المعنية في المستشفي المركزي ، إلا أن الطبيب الرئيسي أمتنع عن الحديث مع موفدها ومنعه من التصوير والحديث مع المرضي ، وبرر ذلك بكون الوكالة لم تحصل علي تصريح من الحاكم يسمح له بالحديث معها.
حاكم المقاطعة وبعد ما تم الاتصال به من أجل إعطاء الضوء الأخضر للقاء إدارة المستشفي قال إن انشغالاته الكبيرة هذه الأيام لا تسمح له بالحديث مع الصحافة ، لتبقي الحالة الصعبة في المستشفي التي عبرعنها المواطنون والمتمثلة في النقص الحاد للمستلزمات والأدوية هي سيدة الموقف في ظل إدارة رأت أن الصمت أرحم في مواجهة العجز الحاصل والخطير.

(*)مندوب وكالة الأخبار إلي المقاطعة



Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!