التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:08:32 غرينتش


تاريخ الإضافة : 07.03.2009 12:29:52

صناعة التطرف

بقلم : المختار ولد آمّين
E:[email protected]

عندما تصدر هيئة الأمم المتحدة أكثر من (600) قرار دولي ضد جهة واحدة ولا ينفذ منها حرف.
وعندما يقوم شيمون بريز بقتل أكثر من (100) طفل وامرأة ومُقعد في ملجا للأمم المتحدة في قانا ويكافأ من المجتمع الدولي بإعطائه جائزة نوبل للسلام !
وعندما تحشد أمريكا دول العالم لغزو أفغانستان وقتل مئات الآلاف من شعبها الأعزل الفقير في أكواخهم وبيوتهم الطينية وفي احتفالاتهم في الأعراس.
وعندما تضع أمريكا عددا من الإعلاميين وعمال المنظمات الخيرية في اكونتنامو الشهير منذ أكثر من سبع سنوات بدون أي عهد ولا قانون.
وعندما يلطخ الجنود الأمريكيون في ذلك المعسكر المصحف الشريف بالقاذورات ويضعونه في المراحيض ويجلسون عليه ويصورون ذلك ويعلنونه.
وعندما تسيء الصحف الغربية للرسول صلى الله عليه وسلم ويقول الساسة إن هذا من حقها.
وعندما يهاجم بابا الفاتيكان الإسلام ويدعي في محاضرة علنية مصورة ومسجلة أنه لم يأت إلا بالقتل والإرهاب.
وعندما يُحتل العراق وتسقط دولته وتنهب ثرواته وآثاره ، ويقتل علماؤه في حملة منظمة منضبطة ، وتقصف قراه ومدنه بالطائرات ، ويقتل جرحاه داخل المساجد ، ويصب الفسفور الأبيض على مدنه ، ويشنق رئيسه في يوم عيد المسلمين يوم الحج الأكبر مع عدد من رفقائه وقادة شعبه ، ويبرأ واحد منهم فقط لأنه نصراني.
وعندما يجرد سجناء أبو غريب العراقيون على يد المجندات الأمريكيات ويجرون بالسلاسل كجيف الكلاب والفاعل يدخن ويضحك ويشير إلى العورات المنكشفة.
وعندما يحاصر ياسر عرفات بعد تقديمه كل التنازلات لكي يتنازل عن لا شيء ، ثم يقتل مسموما أمام الجميع.
وعندما تشن دولة الغصب الصهيونية حربا ضروسا على الأطفال والنساء في غزة مستخدمة أحدث الأسلحة القاتلة المحرمة في القوانين الدولية ، ويسقط فيها (1300) من الأطفال والنساء والشيوخ ، وتكافأ عليها بمئات الأطنان من الأسلحة ومليارات الدولارات.
وعندما تقتل أثيوبيا النصرانية في شهر فبراير الماضي وحده آلافا من شعب أوكادين الصومالي المحتل.
وعندما تمتنع الولايات المتحدة عن التصديق على قانون (محكمة الجنايات الدولية) حتى لا يلزمها ذلك بمثول جنودها أمام هذه المحكمة التي ينص قانونها على أن صلاحياتها محصورة في الدول الموقعة عليها!
وعندما تقوم دولة العدوان الصهيونية بهدم أكثر من (120) منزلا فلسطينيا في القدس لتترك أكثر من (2000) شخص من سكانها في العراء في هذا الشتاء القارس أمام سمع العالم وبصره.
وعندما تتوالى التصريحات الغربية ـ بل والأفعال ـ المؤيدة لكل هذا العدوان.
وعندما تتوالى الحفريات تحت أنقاض المسجد الأقصى المبارك ليسقط وينهار.
وعندما تستهزئ قنواتهم الفضائية علنا بالرسل والأنبياء عليهم السلام.
وعندما تقصف الطائرات الأمريكية منطقة وزيرستان الباكستانية المسلمة بشكل منتظم يسقط فيه العشرات قتلى في كل مرة.
وعندما ... وعندما... وعندما...
ومحكمة الجنايات الدولية عن كل ذلك عمياء صماء.
وفي ظل كل هذه المعطيات ومع كل هذا الانضباط والصبر والتحمل من عامة المسلمين والجهود الكبيرة التي بذلتها ولا زالت تبذلها حكومات العالم الإسلامي أمنيا وإعلاميا وفكريا (بخطئها وصوابها) والجهود المضنية والجبارة التي بذلها ولا زال يبذلها قادة الفكر الإسلامي وعلماء الأمة لضبط العواطف والمشاعر ، وعدم إعطاء الغرب الذريعة لوصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب.
مع كل هذه الاستفزازات ومع كل هذا التحمل والانضباط وفي هذا الوقت الذي تلاحقت فيه كل هذه الاعتداءات على المسلمين بالذات يأتي قرار محكمة الجنايات الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير وهو في السلطة ـ في سابقة لا نظير لها ـ بتهم يعلم موجهوها قبل غيرهم براءته وبراءة أمثاله من المتدينين منها.
فهل يمكن أن يُقرأ كل هذا الاستفزاز الكبير والمستمر إلا أنه دفع بإلحاح لإيجاد تصرفات من المسلمين تبرر للغرب المعادي وصفه للإسلام والمسلمين بأنهما مصدر الإرهاب العالمي؟
وما ذا بيد الحكومات الضاغطة على شعوبها ، بل وماذا سيقول العلماء والمفكرون لمن يرى ويسمع كل هذا الظلم والطغيان؟
أبقي بالإمكان إقناع عامة المسلمين بضبط النفس وكبت المشاعر ؟ وإلى متى؟
وهل في الغرب ـ من غير السياسيين ـ عقلاءُ وحكماءُ يمكن أن يتفهموا خطورة هذه التصرفات الحاقدة ويوقفوها عند حد ؟ وإذا لم يكونوا أو لم يستطيعوا فعل شيء فماذا نحن فاعلون ؟
إن القضية بحاجة إلى عقد مؤتمرات تفكيرية وإجابات واضحة ينتظرها ملايين المسلمين العاديين ، وفي فترة الانتظار هذه وعدم تقديم الإجابة فعلى من يقع اللوم ياترى في حال حصول رد ـ أيا كان نوعه ـ على عُشر معشار هذا الظلم والحيف والطغيان؟؟

بقلم : المختار ولد آمّين
E:[email protected]

عندما تصدر هيئة الأمم المتحدة أكثر من (600) قرار دولي ضد جهة واحدة ولا ينفذ منها حرف.
وعندما يقوم شيمون بريز بقتل أكثر من (100) طفل وامرأة ومُقعد في ملجا للأمم المتحدة في قانا ويكافأ من المجتمع الدولي بإعطائه جائزة نوبل للسلام !
وعندما تحشد أمريكا دول العالم لغزو أفغانستان وقتل مئات الآلاف من شعبها الأعزل الفقير في أكواخهم وبيوتهم الطينية وفي احتفالاتهم في الأعراس.
وعندما تضع أمريكا عددا من الإعلاميين وعمال المنظمات الخيرية في اكونتنامو الشهير منذ أكثر من سبع سنوات بدون أي عهد ولا قانون.
وعندما يلطخ الجنود الأمريكيون في ذلك المعسكر المصحف الشريف بالقاذورات ويضعونه في المراحيض ويجلسون عليه ويصورون ذلك ويعلنونه.
وعندما تسيء الصحف الغربية للرسول صلى الله عليه وسلم ويقول الساسة إن هذا من حقها.
وعندما يهاجم بابا الفاتيكان الإسلام ويدعي في محاضرة علنية مصورة ومسجلة أنه لم يأت إلا بالقتل والإرهاب.
وعندما يُحتل العراق وتسقط دولته وتنهب ثرواته وآثاره ، ويقتل علماؤه في حملة منظمة منضبطة ، وتقصف قراه ومدنه بالطائرات ، ويقتل جرحاه داخل المساجد ، ويصب الفسفور الأبيض على مدنه ، ويشنق رئيسه في يوم عيد المسلمين يوم الحج الأكبر مع عدد من رفقائه وقادة شعبه ، ويبرأ واحد منهم فقط لأنه نصراني.
وعندما يجرد سجناء أبو غريب العراقيون على يد المجندات الأمريكيات ويجرون بالسلاسل كجيف الكلاب والفاعل يدخن ويضحك ويشير إلى العورات المنكشفة.
وعندما يحاصر ياسر عرفات بعد تقديمه كل التنازلات لكي يتنازل عن لا شيء ، ثم يقتل مسموما أمام الجميع.
وعندما تشن دولة الغصب الصهيونية حربا ضروسا على الأطفال والنساء في غزة مستخدمة أحدث الأسلحة القاتلة المحرمة في القوانين الدولية ، ويسقط فيها (1300) من الأطفال والنساء والشيوخ ، وتكافأ عليها بمئات الأطنان من الأسلحة ومليارات الدولارات.
وعندما تقتل أثيوبيا النصرانية في شهر فبراير الماضي وحده آلافا من شعب أوكادين الصومالي المحتل.
وعندما تمتنع الولايات المتحدة عن التصديق على قانون (محكمة الجنايات الدولية) حتى لا يلزمها ذلك بمثول جنودها أمام هذه المحكمة التي ينص قانونها على أن صلاحياتها محصورة في الدول الموقعة عليها!
وعندما تقوم دولة العدوان الصهيونية بهدم أكثر من (120) منزلا فلسطينيا في القدس لتترك أكثر من (2000) شخص من سكانها في العراء في هذا الشتاء القارس أمام سمع العالم وبصره.
وعندما تتوالى التصريحات الغربية ـ بل والأفعال ـ المؤيدة لكل هذا العدوان.
وعندما تتوالى الحفريات تحت أنقاض المسجد الأقصى المبارك ليسقط وينهار.
وعندما تستهزئ قنواتهم الفضائية علنا بالرسل والأنبياء عليهم السلام.
وعندما تقصف الطائرات الأمريكية منطقة وزيرستان الباكستانية المسلمة بشكل منتظم يسقط فيه العشرات قتلى في كل مرة.
وعندما ... وعندما... وعندما...
ومحكمة الجنايات الدولية عن كل ذلك عمياء صماء.
وفي ظل كل هذه المعطيات ومع كل هذا الانضباط والصبر والتحمل من عامة المسلمين والجهود الكبيرة التي بذلتها ولا زالت تبذلها حكومات العالم الإسلامي أمنيا وإعلاميا وفكريا (بخطئها وصوابها) والجهود المضنية والجبارة التي بذلها ولا زال يبذلها قادة الفكر الإسلامي وعلماء الأمة لضبط العواطف والمشاعر ، وعدم إعطاء الغرب الذريعة لوصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب.
مع كل هذه الاستفزازات ومع كل هذا التحمل والانضباط وفي هذا الوقت الذي تلاحقت فيه كل هذه الاعتداءات على المسلمين بالذات يأتي قرار محكمة الجنايات الدولية باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير وهو في السلطة ـ في سابقة لا نظير لها ـ بتهم يعلم موجهوها قبل غيرهم براءته وبراءة أمثاله من المتدينين منها.
فهل يمكن أن يُقرأ كل هذا الاستفزاز الكبير والمستمر إلا أنه دفع بإلحاح لإيجاد تصرفات من المسلمين تبرر للغرب المعادي وصفه للإسلام والمسلمين بأنهما مصدر الإرهاب العالمي؟
وما ذا بيد الحكومات الضاغطة على شعوبها ، بل وماذا سيقول العلماء والمفكرون لمن يرى ويسمع كل هذا الظلم والطغيان؟
أبقي بالإمكان إقناع عامة المسلمين بضبط النفس وكبت المشاعر ؟ وإلى متى؟
وهل في الغرب ـ من غير السياسيين ـ عقلاءُ وحكماءُ يمكن أن يتفهموا خطورة هذه التصرفات الحاقدة ويوقفوها عند حد ؟ وإذا لم يكونوا أو لم يستطيعوا فعل شيء فماذا نحن فاعلون ؟
إن القضية بحاجة إلى عقد مؤتمرات تفكيرية وإجابات واضحة ينتظرها ملايين المسلمين العاديين ، وفي فترة الانتظار هذه وعدم تقديم الإجابة فعلى من يقع اللوم ياترى في حال حصول رد ـ أيا كان نوعه ـ على عُشر معشار هذا الظلم والحيف والطغيان؟؟


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!