أحدث اعتقال السلطات الأمنية في حي "تفرغ زينه" بنواكشوط أحد العمال البسطاء والتحقيق لساعات طويلة معه ومع العديد من جيرانه مخاوف في صفوف السكان بالعاصمة الموريتانية نواكشوط وذلك في ظل الحذر الأمني الذي يسود الجهات الأمنية في الفترة الحالية بعد مقتل الجنود والسياح الفرنسيين.

واعتقلت الشرطة أمس الأربعاء 02-01-2008 المدعو "بغداد" الذي يبيع الفحم الخشبي على عربة حمار في حي تفرغ زينه الراقي في العاصة الموريتانية نواكشوط وحققت معه طوال النهار في مفوضية (تفرغ زينه-2) حول معرفته المفترضة بمطلوبين للأمن يعتقد السكان أنهما على ارتباط بالإرهاب.

وكان الشخص المذكور والذي يقطن في كوخ متواضع في قطعة أرض يستعيرها من أحد المحسنين قد جمعته بالشخصين المشبوهين سيارة تاكسي، لكنه أكد للشرطة أنه "لا يعرف عنهما أي شيء باستثناء أنه ركب في سيارة أجرة بغرض إيصال كمية من الفحم الخشبي إلى أحد زبائنه وكانا قد استقلاها قبله ونزلا مسافة قبل أن ينزل هو عند دكان الزبون" وهو ما لم تقتنع به الشرطة إلا بصعوبة.

الشرطة حققت كذلك مع العديد من جيران "بغداد" وقال المفوض بلهجة صارمة وهو يخاطب "الغوث" -صاحب بقالة في الحي الذي يسكنه بغداد -:"أنت يهودي؟ هل تريد أن تنكر [يا صحيح] معرفتك بالرجلين الأسمرين الملتحيين الذيين أخرجا من بقالتك كيسا بصحبة "بغداد" واستقلا سيارة سيارة أجرة؟".

ونفى السكان لـوكالة أنباء "الأخبار" المستقلة أي علم لهم بالشخصين المذكورين، وقال أحد السكان "إذا كانت الشرطة تبحث عنهما حقا فقد سلكت طريقا متعرجا جدا وأعطتهما مهلة طويلة للهروب!" واسغترب أحد جيران مصادرة خنشة من الفحم تعود ل"بغداد"، متسائلا عن علاقتها بالإرهاب.

هذا فيما أكد "بغداد" أن الشرطة وبعد انتهاء التحقيق معه طلبت منه أن يلتزم الحذر وأكدت له أن "الزمن صعيب" فيما أصرت على الاحتفاظ بكمية الفحم الخشبي التي صادرتها منه وطلبت منه مراجعتها فيما بعد بشأنها، وهو ما يعتزم بغداد القيام به وإن لم يخف جيرانه مخاوفهم من أن لا يتمكن من استرجاعها إلى الأبد.

أما بغداد فقد لخص مجمل القصة في أن ذنبه الوحيد هو "أنه ركب مع أشخاص ’غير محبوبين على ما يبدو‘ من قبل الشرطة" كما قال. مؤكدا أن لا علاقة له بالموضوع بل لا يفهمه أصلا كما ينبغي.