التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:21:40 غرينتش


تاريخ الإضافة : 06.01.2008 16:23:53

حزب "العودة"

أحمد ولد الوديعة، مدير مؤسسة السراج للنشر والإعلام

أحمد ولد الوديعة، مدير مؤسسة السراج للنشر والإعلام

أحمد ولد الوديعة *
فى غفلة من الرأي العام المنشغل بتداعيات جريمتي ألاك والغلاوية المدانتين، عكف المئات من رموز الأنظمة السياسية المتعاقبة على نسج خيوط حزبهم الجديد القديم، محتفلين بنهاية مرحلة التيه السياسي التى دخلوها منذ الإطاحة بنظام ولد الطايع وإعلان العسكر فى بياناتهم الأولى التخلى عن أحزاب السلطة و اقرار تعديلات دستورية تمنع على الرئيس قيادة الأحزاب السياسية.
نفس الشخصيات فى ذات المكان بنفس العقليات التأمت منذ أكثر من أسبوع ليتضح من خلال طبيعة النقاشات أنها هي هي لم تتبدل ولم تتغير، وأنها ما زلت وفية لتلك القيم التى رضعتها فى حزب الشعب ورعتها فى هياكل تهذيب الجماهير، وطوزتها فى الحزب الجمهوري، وكان من المفارقات الطريفة أنها توصلت بعد أكثر من أسبوع لتسمية لخصت بأمانة طبيعة المشروع الذى يعكف هؤلاء على تأسيسه.
لقد اتفق المجتمعون – أو اتفق لهم - على أن تكون تمسية الحزب هي العهد الوطني للديمقراطية والتنمية، وهي تسمية تختصر حين تحترم قواعد الاختصار بكلمة "عودة" ولعمرى إنه الاختصار الأصدق لمشروع يمثل عودة غير كريمة لجهاز كان له بالغ الأثر فى افساد الحياة ؛كل الحياة فى موريتانيا طيلة العقود الماضية.
- هو عودة للديمقراطية "الديكور" لأنه حين يكون للرئيس حزب فى بلد مثل موريتانيا يعني ذلك أن كل القوى التقليدية ومن تؤثر عليه ستنتسب لذلك الحزب وستشهد الأيام القادمة حملات انسحابات بالجملة والمفرد من كثير من الأحزاب إلى الحزب الجديد، ولن يعدم المنسحبون أعذارا من قبيل انحراف بعض الأحزاب عن مسارها أو السعي لدعم الاجماع الوطني أو التقدير للظرفية الدقيقة التي يمر بها البلد وما شابه ذلك من الكلمات الجميلة التي يتستر بها الراهنون مواقفهم السياسية لهوى السلطان
- وهو عودة عن الحد اليسير من الحديث عن الإصلاح والشفافية وفتح وسائل الإعلام والتغيير - ولو كان هادئا - لأنه حين يكون للدولة حزبها سيكون هو حزب الحكومة وحزب الإدارة وحزب الإذاعة وحزب التلفزة وحزب الشعب وحزب الوكالة،وستكشف لنا التشكلة الحكومية القادمة كيف أن أساطنة الحزب سيطبقون على الحكومة ليعيدوا ممارساتهم القبلية جذعة، وليتصرف كل منهم في مؤسسته التي وليها باعتبارها " المقابل السياسي" لدعمه الرئيس المؤتمن في الانتخابات الرئاسية، أو ما رأيتم تولية مدير حملة الرئيس في الطينطان مسؤلية صندوق إعادة اعمار المدينة أو ما سمعتم عن أبرز المرشحين لإدارة صندوق دمج العائدين ؟؟
- وهو عودة أيضا لحملات الدعاية الفجة ضد كل المعارضين ووصمهم بالخيانة والارتباط بالأجنبي واحتكار الوطنية للسائرين في فلك السلطة المسبحين بحمدها، وسترون خلال الفترة القادمة كيف ستتحول المعارضة من شريك في الوطن إلى مجموعات مرتزقة فاقدة للوطنية تحركها حسابات شخصوية وجهوية وما إلى ذلك
إنه مؤسف أن يتورط رئيس منتخب تدل العديد من المؤشرات بله المواقف على أنه يحمل رؤية وطنية اصلاحية أن يتورط في إعادة الحياة لماكينة فساد قوية قادتها هم " أشد الناس عداوة" للإصلاح في البلد وهم أقلها حماسة لخطوات جرئية وضرورية اتخذت خلال الأشهر الماضية على طريق المصالحة الوطنية ،فهل تراه يعي أنه يشطب بيده التي كتب بها لائحة قيادة الحزب وقبل التورط فى مخالفة روح الدستور ما كان كتب بذات اليد من قرارات مثلت بصيص أمل في أن البلد قد يخرج ولو ببطئي من شرنقة زمر الفساد التي مصت كل شيء فيه خلال العقود الماضية؟
مدير مؤسسة السراج للنشر والإعلام *


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!