في باص صغير وسط العاصمة نواكشوط يجلس شاب ذو سحنة مغربية وهو يستعرض مستحضراته التجميلية وأدويته التقليدية من أعشاب وزيوت في إنتظار زبائنه من المرضي الموريتانيين.

باص العيشي محمد ليس مجرد باص عادي بل هو جزء من مؤسسة "أعشاب الجزيرة للعناية بالصحة والجسم" المغربية والتي لها ثلاثة مقرات في انواكشوط لبيع الأعشاب ومستحضرات التجميل.

ويقول السيد العيشي محمد إن الأمراض التي تتخصص مجموعته في علاجها كثيرة ولكن أهمها أمراض الجهاز الهضمي كالمعدة والحموضة والبواسير، وأمراض الجهاز التنفسي كالربو والضيقة، والأمراض الجلدية كالحكة والبهك والبرص وحب الشباب وأمراض مستعصية أخرى كأوجاع الظهر والمفاصل وعرق النسا، فضلا عن أمراض الجهاز البولي.

وعن العلاجات التي يستخدمها يقول محمد إنه يستخدم الكثير من الأعشاب والزيوت أهمها الحبة السوداء والزنجبيل والعسل والزعتر وسلطان الأعشاب وعشب الشهية ، وزيت الزيتون وزيت أورجان وزيت الحبة السوداء وزيت اللوز.

وللموريتانيين أطبائهم التقليديون

ليس محمد العياشي الوحيد في موريتانيا الذي يمتهن بيع الأعشاب أو الطب التقليدي بل مجرد زيارة عابرة لمؤسسة أهل آجه للطب التقليدي تكفي للخروج بإنطباع عن حجم انتشار الظاهرة وأهم الأدوية المستخدمة في علاج المرضي لدي الأطباء التقليديين.

محمد ولد عبد الله ولد محم المعروف بحمادة رجل مشهور في هذا المجال وبالخصوص في مقاطعة تيارتالذي أشتهر فيها بتقديم العلاج لعدد من المصابين بأمراض الكبد والربو غير الوراثي والشلل والقرحة والمرارة والشقيقة.

يؤكد حماده وهو يتحدث بإسهاب عن الأدوية التي يستخدم لعلاج المرضي قائلا إن أهم علاج يقدمه لمرضاه هو الرقية الشرعية التي يحرص على القيام بها لكل مريض.
أما المستحضرات الدوائية التي يقترحها لأي مريض فهي الأدوية التي كان يستخدمها النبي صلى الله عليه وسلم، فمرض الكبد غير الجرثومي – وهو مرض يسببه انسداد في الدم أو الطيحان - نستخدم له ألبان الإبل وأبوالها بشرط أن تكون ترعى في نوعية خاصة من الأعشاب كما ورد في السنة كما يقول حماده.


تكاليف قليلة وعافية أسرع

يري عدد من المهتمين بالطب البديل أن الثمن الرخيص للمواد الطبية المستخدمة فيه مقارنة بالمستشفيات والعيادات الخاصة كانت السبب الرئيسي وراء إقبال الناس عليه وخصوصا فقراء الأحياء الشعبية.

ويذهب البعض إلي القول بان الأدوية الحديثة لها أضرار مستقبلية بينما لاتوجد أضرار كبيرة لبعض الأعشاب الطبيعية المستخدمة في مثل هذه العلاجات.

ويري حمادة إلى أنه ليس هناك أي تعارض بين الطب الحديث والتقليدي، وفي هذا الإطار يرى بأن مايشاع عن بدائية و خرافية الطب التقليدي ناجم بالأساس عن الجهل بهذا الصنف من الطب – فمن جهل شيئا عاداه .
ويؤكد بأن كلا الصنفين قد ثبتت - بما لايدع مجالا للشك - جدوائيته ونجاعته، وأن الأصل هو التعاون بينهما لا التناقض.