التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:18:48 غرينتش


تاريخ الإضافة : 30.04.2009 15:23:53

حزب تواصل ينعى العلامة الشيخ محمد سالم ولد عبد الودود

تلقينا في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" بألم وحزن شديدين خبر وفاة –المغفور له بإذن الله تعالى- العلامة الشيخ محمد سالم ولد عبد الودود أمس الأربعاء:04/05/1430 الموافق:29/04/2009 بعد صراع مع المرض استمر لفترة.

وأجمل ما في وصف العلماء أنهم مبعث خير ومصابيح هداية وأدلة طريق، ونعد الشيخ الراحل أحد أولئك الأفذاذ الذين قيضهم الله لهذه الأمة فحفظوا الرسالة وعملوا على نشرها بين الناس.

ونحن في حزب "تواصل" إذ نسجل أنه يولد كثيرون ويسدل الستار على حياتهم دون أن يتأثروا بمسار أو يبقوا أثرا أو يتأثر بهم أحد، فإنه لن يمنعنا ذالك من أن نحسب أن فقيد العلم والأدب الجم، وصاحب القلب التقي والفؤاد الذكي والخلق الرضي، العلامة محمد سالم ولد عدود أحد جهابذة هذا البلد الذين استطاعوا أن يسطروا أسماءهم بمداد من نور بين دفتي العلم والموسوعية، وذالك عند ما حجز بجدارة واستحقاق لنفسه حيزا ومكانة في قلوب ونفوس السامعين عنه والمشاهدين له من أبناء الأمة الإسلامية قبل ساكنة بلده حين يأسرهم بأسلوبه العذب الحصيف، ومنطقه الرصين الذي لايمل، وسعة صدره المعهودة.

ولد الشيخ –رحمه الله- حوالي 1929، وتلقى تعليمه الأول في الجامعات الأهلية الموريتانية (المحضرة الشنقيطية) ثم في معهد أبي تلميت، وأخذ عن العديد من أهل العلم بمن فيهم والده محمد عالي ولد عدود، وبرع في مختلف فنون الشريعة الإسلامية وعلوم اللغة العربية، فكان المحدث المحقق والفقيه المدقق، إضافة إلى اضطلاعه في علم أصول الفقه وعلوم القرآن والمنطق والأدب والقانون والأنساب والسيرة، ومزج ذالك بثقافة عصرية قل أن تتوافر في أنظاره عند ما تم إيفاده إلى تونس القيروان، لينال الإجازة في الحقوق 1965 مع كوكبة من أقرانه، ويتخرج من أوائل قضاة هذا البلد الذين جمعوا بين مقاصد الشريعة وروح القوانين ومراس التجربة، عند ما أرسوا وعملوا وطوروا وأضافوا.

لم يجف قلم الشيخ –رحمه الله تعالى_ فأفتى وحرر وأنتج، وحاضر في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية وجامعة انواكشوط، على تواضع في السجية، ومشاركة تخصصية مثمرة وفعالة.

كان الراحل العلم: محمد سالم ولد عبد الودود –على تنوع معارفه- أحد رجالات الرعيل الأول الذين تركوا بصماتهم على مختلف صعد المشهد الموريتاني بهمته العالية، فتقلد وظائف عدة، وذالك عند ما رأس المحكمة العليا –أعلى هيئة قضائية- 1982، ثم عين وزيرا للثقافة 1988-1991، ليرأس في آخر منصب رسمي يشغله المجلس الإسلامي الأعلى – هيئة دستورية استشارية_ أواخر التسعينيات، بعد ذالك تفرغ للتدريس والتأليف في محضرته بأم القرى الواقعة شرق العاصمة انواكشوط على بعد 58 كلم، والتي استقطبت العشرات من طلبة العلم من ولايات الوطن ومختلف قارات العالم.

في حين لم يمنعه ذالك من الإطلالة من بعض المنابر الإعلامية والثقافية – التلفزة والإذاعة الوطنيتين، نوادي، جمعيات، نابغة ومعلما وداعية.
نعتز في حزب "تواصل" فنعتبر الراحل أحد الذين رفعوا هامة موريتانيا في محافل علمية دولية ووطنية عديدة، فعرفته المجامع العلمية والفقهية واللغوية مضيفا ومبدعا، والملتقيات الفكرية موسوعيا وباحثا متعمقا.

وعبر مشوار حافل بالتربية والعطاء ترك الفقيد تراثا هائلا يتوزع بين التأليف في الفقه والأصول والتفسير، والشروح والحواشي في اللغة والأدب والتاريخ، نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته ويؤنسه به في قبره، ويميزه –رحمه الله_ طيلة مسيرته العلمية والمهنية أنه ظل موضع احترام وتقدير النخبة والطبقة السياسية والحكومات المتعاقبة.

وسيبقى العلماء أملنا جميعا –في النهوض بالبلد والإسهام في تحرره وانعتاقه ورغم ما تسببه هذه الثلمة، فلن ينقطع الوصل وسيخلف الفقيد من يستكمل الدور، ويواصل المسار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ونحن في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" إذ ننعي الأمة الإسلامية والوطن وأهل الشيخ ومحبيه، في رحيل نابغة العلماء وعبق المعرفة، لنعرب عن خالص تعازينا، ونسأل المولى سبحانه أن يتقبله في عباده الصالحين، ويدخله فردوس جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رئيس الحزب الأستاذ: محمد جميل ولد منصور.
انواكشوط بتاريخ:05/05/1430
الموافق:30/04/2009


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!