التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:17:41 غرينتش


أصدر مركز "أمجاد للثقافة والإعلام" الذي يرأسه الكاتب الصحفي سيدي ولد الأمجاد البيان التالي، إثر وفاة الشيخ العلامة محمد سالم ولد عدود:

لكل مجتمع من المجتمعات شخصياته المرجعية، التي تمثل صورته وهويته الثقافية والفكرية الجامعة، وفي موريتانيا بلاد شنقيط ظل علماؤنا الكبار شموسا مضيئة في الداخل والخارج، تجسيدا لرسالة الإسلام وثقافته العظيمة، وفي تاريخنا المعاصر كان العلامة محمد سالم ولد عدود في طليعة هذا الركب المتميز الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، بموسوعيته العلمية ودوره الكبير في نشر العلوم والمعارف، وتمثيل الصورة الشنقيطية الناصعة في مجال الدبلوماسية الثقافية، من خلال العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية، والبلدان المختلفة التي زارها العلامة الراحل.

إن رحيل الشيخ محمد سالم ولد عدود عن دنيانا اليوم، خسارة كبرى ليس لموريتانيا فقط، ولكن لكل العالم العربي والإسلامي الذي يعرف في شخصية الفقيد الراحل، كل سمات وخصائص المحظرة الموريتانية، علما وأدبا وأخلاقا وتسامحا في ثنائية رائعة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

لقد ظل هذا العالم الموريتاني شمعة تحترق كي تضيئ للآخرين في دروب العولمة الزاحفة، وصراع الحضارات، متمسكا بالتراث وبالقيم والأخلاق الرفيعة لجيل نادر من الشناقطة.
إنه الفقيه العالم والشاعر الأديب والقاضي العادل والأستاذ المربي والراوي العجيب والمفكر اللبيب، إنه الوزير والسفير المتجول في محطات الثقافة والتواصل مع الآخر، إنه رجل الدولة الكبير والإنسان البسيط المتواضع في نفس الوقت.
وإذ نودع جميعا بكل حسرة وأسى عميقين هذه القامة الفارعة في شارعنا الثقافي، وهذه المشكاة النيرة في منطقتنا والعالم، فإننا بإسم مركز "أمجاد للثقافة والإعلام"، نتقدم بأحر التعازي القلبية إلى أسرة وعائلة هذا العلم النحريري وإلى كافة الشعب الموريتاني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية، داعين من خلال هذه المناسبة الأليمة والمصاب الجلل، إلى حفظ وصيانة آثار هذه المدرسة الفريدة، وإلى تخليد ذكرى هكذا شخصية وطنية عظيمة، وذلك بإنجاز جائزة علمية سنوية بإسمها، تمنح للفائزين بها بلاحدود في مقر تلك المنارة والرباط، وتلك البقعة المباركة "أم القرى"، حيث محظرة القرن، ومأوى الشيخ الذي كانت تشد له الرحال من كل حدب وصوب، كما يدعو المركز إلى تسمية شارع كبير في العاصمة نواكشوط، يدعى "شارع العلامة محمد سالم ولد عدود"، وفاءا لذكراه، فما أكثر الشوارع التي نمر بها يوميا لأسماء أجنبية، وكأننا لسنا في بلاد المرابطين مهد العلم والعلماء، وأرض المليون شاعر.

وداعا يا حامل اللواء....وداعا يا قمر الأمجاد.... وإذ يلفنا الحزن والأسى بوشاح أسود على فراقك الآن، فإن عزاءنا الوحيد فقط، هو أنك ستبقى دائما في حياتنا وفي ذاكرة كل الأجيال، شلال حب ومصدر إلهام لكل قيم المروءة والدين والمعرفة، ولوحا أصيلا يشفي من غلة ولواح، نقرأ فيه بتمعن تحت الخيام سيرة رجل لا كالرجال إسمه "محمد سالم ولد عدود".



Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!