بسم الله الرحمن الرحيم

" ..من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم.
ببالغ الأسي والحزن ، ينعي " التيار الوطني" لكافة الموريتانيين خاصة والأمة العربية- الإسلامية عامة، علما لا كالأعلام ورجلا لا كالرجال وفقيها لا كالفقهاء ووطنيا قل أن شهدت البلاد مثيلا له، خلال تاريخها الوطني.
لقد خسرت موريتانيا نبعا متدفقا: علما ووطنية وورعا وأخلاقا، برحيل العلامة محمد سالم ولد عدود عن عالمنا وفقدت أحد جهابذتها الأفذاذ، الذين يصعب عليها أن تشهد نظيرا لهم، حيث عم مصابه العالم بأسره، فلقد بكته منابر ومآذن المساجد وافتقدته قاعات الدرس ووفود المستفتين،وطلاب العلم الوافدين من أصقاع العالم، وخسرت المحظرة الشنقيطية واحدا من عمالقتها وقطبا من أقطابها ومثالا متميزا، يبرز عطاءها العلمي الزاخر.
فالفقيد جمع بين الثقافة العصرية وما احتوته " محظرة" ذويه الزاخرة بشتي العلوم وصنوف المعارف، كما تجاوزت اهتماماته الإطار المحلي إلي الوطني والقومي والإنساني.
لقد كان المرحوم- بإذن الله- محمد سالم ولد عدود وطنيا مخلصا وقوميا متفانيا وحجة في ميدان العلوم الشرعية واللغوية، فلم يتقوقع في محرابه عن الحياة العامة وهموم الناس، بل أعطي بدون منة وتحمل دون تأوه، و اجتهد عندما أظلمت الطريق علي الجميع وأضاء المعتم وفتح أعين الناس علي حقيقة دينهم السمحة ومتطلبات شرعهم.
لقد تعود الموريتانيون، منذ نشأة دولتهم علي وجود المرحوم محمد سالم ولد عدود بين ظهرانيهم، فاعلا في السياسة وقدوة في منابر العلم وفي القضاء وداخل المؤتمرات الدولية، التي كان رحمه الله مجال اهتمام خاصة الخاصة فيها، لذا يصعب عليهم تخيل موريتانيا بدون العلامة محمد سالم ولدعدود، ولا ندري كيف سيتعايشون مع واقعهم في ظل غيابه؟
أملنا كبير في الخلف الذي هو في الواقع عصارة لتربيته وخلاصة جهده اتجاه خاصة خاصته رحمه الله.
اللهم ارحم السلف وبارك في الخلف، ورحم الله فقيدنا الغالي: العلامة محمد سالم ولد عدود.
"... وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المفلحون". صدق الله العظيم.



عن التيار الوطني:
المنسق: الكوري ولد احميدتي
نواكشوط01/05/2009