أرسل الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد ولد عبد العزيز رسالة تعزية الي أسرة الفقيد العلامة بداه ولد البصيري ومن خلالها الي الشعب الموريتاني والأمة الاسلامية وهذا نص التعزية.
علمنا ببالغ الحزن والأسى، نبأ الفاجعة التي ألمت بكم وبالشعب الموريتاني الشقيق على إثر وفاة العلامة الجليل والقطب البارز محمد ولد البصيري المعروف بلقبه بداه البصيري.

باسمي الخاص، وباسم حكومة وشعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية أتقدم الى جميع أفراد عائلتكم الكريمة والى الشعب الموريتاني قاطبة بأحر التعازي وخالص الموساة راجيا من المولى عز وجل أن يتقمد الفقبد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه وأن يلهمكم جميل الصبر والسلوان إنه مجيب الدعاء.

إن الشعب الصحراوي ـ الذي تربطه أواصر الإخوة والمحبة والجوار والصداقة مع شقيقه الشعب الموريتاني، ليعتبر أنه بفقدان هذا العلم البارز تكون الأمة الإسلامية قاطبة قد خسرت أحد أكثر علمائها حضورا في المشهد الديني والفقهي وأغزرهم معرفة وألماما بعلوم القران والتفسير والفقه والسيرة والحديث والتحقيق والدراسات الإسلامية وقطبا ً من أقطاب اللغة والشعر والأدب ومرجعا لكل هذه العلوم في منطقتنا المغاربية.

لقد عرف بداه البصيري بمواقفه الصلبة المدافعة عن الحق والمناصرة للقضايا العادلة ، كما عرف بورعه وإعتداله ودفاعه المستميت عن الفهم الحقيقي للإسلام دين الوسطية والإعتدال حتى قيل فيه ( أنه العلامة الجليل الذي ليس له فيما يعانيه من مثيل ، ولا يكون له به كفيل ، وما ذاك إلا لخلو البلاد ممن يدانيه ، ولا قريب من مبانيه ، لقيامه بالسنن عندما أميتت ، وإماتته للبدع بعدما أبيحت ) .

عائلة بداه البصيري الكريمة،
إن مصابنا ومصابكم جلل ولكن عزاءنا وعزاءكم أن هذا الرجل الفذ ،الذي ترك فيكم من الورع والإستقامة ومكارم الأخلاق والصفاء، و بما تركه لنا ولكم من مآثر جليلة ومؤلفات قيمة وكتابات غزيرة وإسهامات عظيمة لم يمت لأن ذكره سيبقى دائم ولأن من تخرج على يده من طلبة العلم سيظهر منهم من سيكون خير خلف لخير سلف ، وستبقى به بلاد شنقيط كما كانت منبعا للعلم والعلماء وفطاحلة الفكر والأدب.
رحم الله الفقيد ، وتغمده بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون ، حسبنا الله ونعم الوكيل.

محمد عبد العزيز
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
بئر لحلو / الخميس 7 ماي 2009.