التاريخ: 20.09.2024  التوقيت:18:40 غرينتش


تاريخ الإضافة : 17.05.2009 12:13:00

ولد هيداله لـ"الأخبار": ستظهر الأيام براءتي وسأعرض أدلة دامغة أمام القضاء الموريتاني

سيدي محمد ولد هيداله

سيدي محمد ولد هيداله

في إطار مساعيها لاستقصاء وجهات النظر المتعلقة بملف المخدرات نجحت وكالة "الأخبار" في إجراء مقابلة هي الأولى من نوعها مع سيدي محمد ولد هيداله المتهم الرئيسي في قضية طائرة نواذيبو والمعتقل حاليا في بمدينة أكادير المغربية.

وتندرج المقابلة في سياق سعي "الأخبار" في الحصول على وجهة نظر المتهمين بالضلوع في هذه الملفات حيث نجحت العام الماضي في الحصول على وجهات نظر كل من رجل الأعمال ميني ولد السوداني وضابط الشرطة سيد أحمد ولد الطائع الذين كتبا لـ"الأخبار" عن صلتهما بالتهم الموجهة إليهما والتي يعتبرانها ملفقة وعارية عن الصحة.

وقد استيقظ الموريتانيون في يوم الأربعاء الموافق 02 - 05 - 2007 على قضية طائرة نواذيبو تتصدر عناوين الصحف ونشرات الأخبار. ومن بين الأسماء التي تم تداولها في الأسبوع الأول من مايو2007 اسم سيدي محمد ولد هيداله نجل الرئيس الأسبق الرائد محمد خونة ولد هيداله وأسماء العديد من الشخصيات السياسية والمالية المعروفة. حالة صدمة وترقب أصابت المواطنين نتيجة مفاجأة القضية للشارع الوطني وما هي إلا أسابيع قليلة حتى يتم اعتقال سيدي ولد هيداله بمدينة أكادير المغربية وتجري مفاوضات بين سلطات البلدين وتحركات اجتماعية وقبلية لاحتواء الموقف.

أسئلة كثيرة في جعبة من تتاح له فرصة الحوار مع سيدي ولد هيداله الذي يفاجئ محاوريه بثقة كبيرة بكون التهم الموجهة له ملفقة ولا أساس لها، ويبدي ثقته الكبيرة بأن عنصر الزمن كفيل بكشف كل الحقائق التي تكتنف الملف المثير والمفاجئ ظهوره بهذا الحجم في موريتانيا.

أول أسئلة "الأخبار" كان عن طائرة نواذيبو التي قدمت الجهات الإعلامية والأمنية في موريتانيا ولد هيداله باعتباره المسؤول الأول عنها. وحول علاقته بالقضية وتعليقه على ما يتم تداوله بشأنها من معلومات أجاب بالقول:


كما تعلمون تعود هذه القضية إلى سنتين خلتا وهي الآن أمام القضاء الموريتاني. لا أريد أن أدخل في تفاصيلها غير أنني أود أن أقول للرأي العام:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص ** فهي الشهادة لي بأني كامل

إن حربا بهذا الشأن وخاصة في تهريب المخدرات يقودها مسئول امني معروف وزمرته، الشعب الموريتاني أدرى بها فهو من يعرف من أنا ويعرف من هو ذلك المسؤول وزمرته من أجهزة المخابرات المعروفة بملاحقتها لي شخصيا ولعائلتي.
أوضح الأدلة على ما أقول أنه في قضية الطائرة وبعد أقل من ساعتين تم تناقل الأنباء التي تتهمني بالمسؤولية عن الطائرة. في ذلك الوقت كانت الطائرة لما يعثر عليها بعد ولما تتضح معالم القضية.
ثانيا: وقعت القضية التاسعة أو العاشرة ليلا، وفي الساعة التاسعة صباحا كانت صور [سيدي محمد ولد] محمد خونه معروضة لدى المفوضية المركزية لشرطة نواذيبو. وقد زودت المحققين الذين جاءوني بورقة، وهي موجودة في الملف وستحصل المحاكمة يوما ما إن شاء الله، تفيد بأن هناك طائرة قادمة على اسم شخص اسمه الحاج عبد الله وأن مسئولا امنيا معروفا هو من أصدر أوامر بالسماح لها بالهبوط.
وبعد القضية بوقت حين تدخل وكيل الجمهورية واستدعى مدير الأمن الجهوي قال له إن الطائرة ستنزل على بعد 125 كيلومترا من نواذيبو.

وهــذه "الـوَلاية" ودقة المعلومات غريبة. إن الشرطة البريطانية لم تعثر إلى اليوم على منفذي هجمات لندن رغم تطور وسائلها، أما الشرطة الموريتانية فقد حددت موقع الطائرة حتى قبل أن تهبط فيه (بسخرية).

هذه حرب من جانب واحد، فلقد تحدث الوزير الأول السابق أمام البرلمان عن أنني المسؤول الأول عن الطائرة رغم أن الملف موضوع بين يدي العدالة ويقوم في نفس الوقت بمصادرة ممتلكات العائلة ثم يسلمها لقريب له لكي يبيعها بـ 5% من سعرها. كل هذا يجب أن ينظر فيه وأن يعرف وما ضاع حق وراءه رجال. نحن لن نستسلم وسنظهر حقيقتنا وسنظهر خبايا الموضوع للرأي العام الوطني والدولي.

الأخبار: لكنك تقدم على أنك أبرز المتهمين في الملف واختفاؤك عن الأنظار عزز هذه الاتهامات، فهلا أوضحت أكثر وجهة نظرك حول قضية المطار؟

سيدي محمد ولد هيداله: أنا لست "شكرظه"، وحتى لو كنت في الموضوع فليس من الممكن أن تنزل طائرة في مطار دولي ثم تقلع ويتحول طاقمها إلى أشباح ويكون ولد هيداله وحده المسؤول عنها. هذا من جانب.
ثانيا: مهما قلت الآن في الموضوع فلن يقتنع به أحد لأني أنا المتهم الرئيسي ويجري تشويهي بالشكل الذي قلت. ثالثا يقول المثل البولاري "إن للكذاب رجلا يجري عليها ولكن ليست لديه أوراك لكي يجلس"، فمهما استمرت الكذبة فإن الحقيقة حين تأتي تنسفها في ثانية واحدة. نحن لسنا في عجلة من أمرنا. ستظهر كل الخفايا وسيعلم الناس كل شيء، لكن كما قلت لكم في البداية:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص ** فهي الشهادة لي بأني كامل

الشعب الموريتاني ليس غبيا، وقد اتضحت القضية للرأي العام. من أين هذه القصور والسيارات الفاخرة والبذخ؟ لا يمكن أن يأتي هكذا في دولة من دول العالم الثالث.

لقد اتهموني عام 2002، حين جئت إلى موريتانيا، بأنني أمارس النقل الدولي وقاموا بتوريطي. وفي عام 2003 اتهموني بتلقي تمويل من ليبيا وفي عام 2007 اتهموني بالمخدرات ولا أدري ما ذا سيفعلون عام 2010.

الأخبار: ما هو مسارك منذ علمت بخبر الطائرة حتى لحظة اعتقالك؟

س.م. هيداله: هل يمكن أن تعفوني من هذا السؤال؟ (يضحك) في الواقع عودتنا المخابرات الموريتانية خلال فترة ولد الطايع على نصب مثل هذه الفخاخ، ودائما كنا نحاول، بقدر المستطاع، تفاديها ومقاومتها بوسائلنا. قد أكون ارتكبت هذه المرة خطأ فادحا باللجوء إلى المغرب ومن ثم وقعت ضحية لمواقف الوالد القديمة. فقد استغلت الاستخبارات الموريتانية المرتبطة بلوبيات مغربية على علاقة بقضية الصحراء القضية ووجهتها إلى وجهة أخرى. وخير دليل على ذلك منع المحامين الموريتانيين من زيارتي أو الترافع عني. والحكم الصادر علي هنا لن أقول إنه جائر لأنه غير مهم وقد وقع الآن، لكنه قد حكم لصالحي في أكتوبر 2007 بالترحيل إلى موريتانيا وهو ما لم يتم حتى الآن. هناك خبايا ستظهر في المستقبل إن شاء الله. هناك مساومات تعرضت لها وأخرى تعرض لها الوالد، غير أن الحقيقة الضائعة سوف تظهر يوما ما. وسوف نقوم بإظهارها في المنابر وبالأدلة القاطعة.

الأخبار: على ذكر الخبايا... ملف المخدرات في موريتانيا من أكثر الملفات ضبابية وتعقيدا ويعتقد الكثيرون أن أطرافا نافذة تقف خلفه ولم يصلها التحقيق الذي تتم عرقلته كلما اقترب من تلك الجهات. هل أنت من بين من يتهمون جهات نافذة بعرقلة التحقيق وإذا كان الأمر كذلك فمن تتهم؟

س.م. هيداله: لن أكون ساذجا لكي أتهمهم؛ ذلك لأني متأكد من هذا الأمر. أبسط مثال أستطيع تقديمه على ملف المخدرات في موريتانيا وغرب إفريقيا بشكل عام هو ما حصل في غينيا بيساو. فهو ملف حساس وفيه أصحاب النفوذ الذي يمسكون بموريتانيا اقتصاديا وتنمويا. وهذه الحكومة الأخيرة، حكومة الجنرال ولد عبد العزيز، حاولت فتحه وتنظيف موريتانيا من هذه اللوبيات المتحكمة ولوبيات الفساد. لكن يهيؤ لي أن الأمر صعب.

صحيح أن بوسعه اعتقال الجميع لكن يبدو أن موريتانيا لا تمتلك بعد القوة الضرورية لمواجهة مثل هذه الملفات المعقدة ذات الأبعاد الدولية. يتعلق الأمر بجهات تتحكم منذ ما يربو على ربع قرن في موريتانيا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

والأمر في غاية التعقيد والصعوبة وليست موريتانيا قادرة بعد على مواجهته. فضلا عن ذلك قل من ينجو منه لأن 80% مما يجري في موريتانيا مرتبط بهذه القضايا وهناك عسكريون وتجار وكثير من النافذين مرتبطون بالأمر.
ومنذ وصول العسكر إلى السلطة يبدو أن وتيرة الأمر خفت لكنهم لم يجدوا بعد الوقت للموضوع.

أعتقد أن هناك خيوطا مهمة بدأت تتكشف وسوف تكشف بشكل كامل في المستقبل القريب. ولعل من أهم تلك البدايات كشف مصنع المخدرات التابع للعصابة التي يديرها (...) [مسؤول أمني كبير] وأنا لدي أدلة دامغة على تورط تلك العصابة ومحاولتها للتستر على جرائمها بتوريط بعض الأبرياء من المدنيين ومن الشرفاء والغيوريين على هذا الوطن ومن النزيهين من أبنائه في محاولة لصرف الأنظار عن المتورطين والمجرمين الحقيقيين.

وسأكشف عن تلك الأدلة عندما تتاح لي الفرصة إن شاء الله تعالى وأمام كل من يعنيه الأمر، لذلك أطلب من الرأي العام الضغط من أجل ترحيلي لكشف الحقيقة وتخليص موريتانيا من هذه العصابة التي تتحكم في الأمن والتي هي المسؤولة عن المخدرات والتعذيب وقتل الأبرياء وتلفيق التهم وتصفية الشرفاء من أبنا ء هذا الوطن.

وأعتقد أنها كانت دائما تتستر على نفسها بما يمكن تسميته كبش الفداء لتلك المجموعة، وآخر ضحاياها ولد الطائع الذي كان مسؤولا عن مكتب الإنتربول في نواكشوط . فهم دائما يحاولون ويريدون أن يبعدوا القضية عن جهاز الأمن من خلال توريط بعض المدنيين الأبرياء، ولكن أؤكد لكم أن الكذبة لن تدوم، ويمكن القول إن السحر بدأ ينقلب على الساحر، وستكون نهاية تلك العصابة قريبة بحول الله.

الأخبار: محاضر التحقيق المعدة من قبل الأمن الموريتاني تقول إنك كنت في المطار وأنك أبلغت برج المراقبة بهبوط الطائرة ثم غادرت بعد ذلك. هل كنت هناك في تلك الفترة وما هي روايتك لما حصل؟

س.م. هيداله: في تلك الفترة كنت في نواذيبو، حيث كنت بصدد تأسيس ناد للطيران، ونهار ذلك اليوم كنت أقوم بإجراءات تمديد التأشيرة لصالح رعايا فرنسيين معتقلين. ومن بينهم واحد كان مريضا وسهرت على علاجه ورافقتني شرطة المطار. أما وجودي في المطار فأنا لست وزير النقل ولست مدير المطار وليست لي أي صفة تخولني إصدار الأوامر إلى أبراج المراقبة ولا أعتقد أن هذا القدر من التسيب حاصل في موريتانيا. ولنفترض وجودي، فلماذا يوجه الاتهام إلي وحدي؟ لما ذا لا يساءل مدير المطار؟ وأصحاب الأبراج؟ ما هذا الاتهام الذي وجه إلى وحدي وتمت تبرئة الجميع منه؟ يتعلق الأمر بمسرحية ركيكة. ثم لما ذا اتهام اشبيه ولد الشيخ ماء العينين وجرجرته أمام المفوضيات في نواذيبو، فقط لأنني استقبلته ولأن لعائلتي علاقات تقليدية بأسرة أهل الشيخ ماء العينين.

الأخبار: وما هي علاقتك بالرعايا الفرنسيين الذين ذكرت؟

س.م. هيداله: لقد تعرفت على هؤلاء عن طريق نادي الطيران في السنغال. فأنا مولع بالطيران. وكنت أود تأسيس ناد للطيران في نواذيبو وأنا عضو كذلك في نادي الطيران بنواكشوط.

الأخبار: كيف كانت لحظة اعتقالك وما ذا عن ظروف المحاكمة؟

س.م. هيداله: أحسست منذ اعتقالي أنني أعامل باعتباري عدوا؛ فقد تعرضت لأنواع التعذيب والتنكيل والاستفزاز منذ أن اعتقلت إلى يومنا هذا. وقد حرمت من الزيارة ومن المحامين وتعرضت للتعذيب الجسدي وللأسف لم يزرني أي مسئول في السفارة وكأني لست موريتانيا.

الأخبار: ما عن المحاكمة وهل كانت عادلة في رأيك؟

س.م. هيداله: التهم الموجهة إلى كانت الطائرة والمخدرات التي تم حجزها في نواذيبو وكنت دوما أطالب بتوكيل محامين موريتانيين وكنت أؤكد أن موريتانيا بلد مستقل وما حصل فيها لا أجيب عليه إلا أمام القضاء الموريتاني. و قد حكم علي بسبع سنوات نافذة بينما حكم على المغاربة الذين ضبطوا في حالة تلبس واعترفوا بحيازة المخدرات بأربع سنوات. و قد صرح هؤلاء أمام المحكمة بأنهم لا يعرفونني ولم يقابلوني قبل المحاكمة. لقد صدر هذا الحكم على الرغم من أنه تم القبض على وحدي في شقة واتهموني بتزوير جوازات مالية وهو ما رفضته قائلا إننا نحن من شعوب الصحراء ولنا الحق في كل الجنسيات النيجيرية والجزائرية والمالية والمغربية والجزائرية وحتى في الصحراوية. القضاء المغربي لم يعتبر هذا لأنه تسيره أياد استخباراتية خفية تريد تصفية حسابات مع الوالد من خلال شخصي بسبب مواقفه من قضية الصحراء. و عموما يمكن أن أقضي سبع سنوات سجنا لكن من غير الممكن التراجع عن المواقف المشرفة. فتلك مواقف اتخذها الوالد في مرحلة معينة وكانت في مصلحة موريتانيا ودفاعا عن سيادتها. تلك المواقف نعتبرها مشرفة ولا نخجل منها ولن نتراجع عنها.

الأخبار: اعتقلت عام 99 في السجن المدني بنواكشوط، هل لك أن تقارن بين ظروف اعتقالك في نواكشوط وظروف اعتقالك اليوم في سجن أكادير بالمغرب؟

س.م. هيداله: لا مجال للمقارنة إطلاقا. لقد كانت موريتانيا في تلك الفترة من عام 1999 في ذروة سنوات القمع وانتهاك حقوق الإنسان، ورغم ذلك فقد كانت الظروف أحسن ألف مرة من الظروف التي أعيشها هنا في السجون المغربية. هناك سبب بسيط هو أن المحامين الموريتانيين ومنظمات المجتمع المدني لعبت دورا أساسيا في إظهار براءتي في تلك الفترة وناضلت من أجل إظهار حقيقة تصفية الحسابات التي كنت عرضة لها. أما هنا في المغرب فلم يجد المحامون الموريتانيون أي طريقة لمقابلتي. ثم إن الساحة في موريتانيا كانت مشغولة بالمشاكل التي تخللت فترة سيدي ولد الشيخ عبد الله وخلافاته مع البرلمانيين ثم الانقلاب. لقد كانت الفترة غير ملائمة لكي يتم تحريك القضية للرأي العام ومنظمات المجتمع المدني لكي يتم تبنيها. هناك حملة من جانب واحد وهناك تجاهل تام لقضيتي من قبل الحكومة الموريتانية والسفارة الموريتانية [في المغرب] والتي زارت كل السجناء باستثنائي وكأني لست موريتانيا، وأنا أطرح عليها مائة سؤال بشأن هذا الأمر. هل الأمر نتيجة تنسيق بين المخابرات الموريتانية و اللوبيات المرتبطة معها بهدف إيصال رسالة إلى السلطات المغربية مؤداها رضاهم عن الطريقة التي يتم بها التعامل مع قضيتي؟؟

الأخبار: قامت السنغال بتسليم الفرنسي "أريك ميغان" إلى السلطات الموريتانية، ويوصف ميغان بأنه شخصية مهمة في عملية طائرة نواذيبو. هل أنت على علاقة أو معرفة به؟

س.م. هيداله: لقد علمت بقضيته عن طريق الإنترنت، أبلغني بذلك أحد الأشخاص. وحسبما علمت فإن علاقته بمسئول أمني كبير (...)، وقد علمت بأنه تمت ترقيته. ولم أفهم إن كان من له علاقة بمثل هذه الأمور يجب أن تتم ترقيته. و عموما إذا كان كل من تم اتهامه في قضايا المخدرات تفتح أمامه الأبواب فأوصيهم أن لا ينسوني (يضحك).

الأخبار: ما هي مطالبك الآن: هل تلتمس عفوا ملكيا أم تطالب بترحيلك إلى بلادك...؟

س.م.هيداله: أنا أطالب بتطبيق القانون فقط. اتفاقية 1972 واتفاقية مراكش بين دول المغرب العربي سنة 89 تنص على حقي في أن أسلم إلى موريتانيا وقد حكمت لي المحكمة بذلك. أما العفو فأطلبه من الله. أنا أطالب بتطبيق القانون فقط.

الأخبار: باعتبارك سياسيا وابن سياسي نود أن ننتهز هذه الفرصة لطرح أسئلة سياسية: ما هي قراءتكم، أولا، للمشهد السياسي الراهن في موريتانيا؟؟

س.م. هيداله: كما تعلمون فمنذ سنتين وأنا بعيد عن الساحة. لكن حسبما يصلني من معلومات فإن موريتانيا لم تبلغ الهاوية فقط بل تجاوزتها. لقد عودنا الجيش على التدخل لإنقاذ موريتانيا كما يحصل في كل دول العالم الثالث. لست الآن على اطلاع على خفايا الأمور ولكن يبدو لي أن البلاد في أزمة وعلى مفترق طرق وأن على كل السياسيين الشرفاء والخيرين التخلي عن الأنانية السياسية من أجل إنقاذ موريتانيا. ليس مسموحا أن توجد دارفور أخرى في غرب الصحراء الكبرى، لا قدر الله، كما تسعى إلى ذلك القوى الغربية والصهيونية وخاصة الأمريكية الباحثة عن موطئ قدم في المنطقة وعلى الموريتانيين تفادي ذلك.

الأخبار: كيف لنا أن نعلم كيف علمت بانقلاب 6 أغسطس وما رأيك بشأنه؟

س.م. هيداله: لقد علمت بالانقلاب فجرا، وأعتقد أن التسعة أشهر التي انقضت بعده أحسن بكثير من فترة العام ونصف العام التي مرت من حكم سيدي ولد الشيخ عبد الله وذلك على المستويات الاجتماعية والاقتصادية.

الأخبار: ما رأيك في حل الأزمة الراهنة القائمة في موريتانيا؟

س.م. هيداله: لا بد من جهود طويلة تكون دوافعها وطنية بعيدا عن الأنانية والحسابات الشخصية. لقد عودنا سياسيون للأسف على هذه الشعارات الرنانة وعلى السياسة الفلكلورية الخالية من أي روح وطنية. وقد ظهر هذا في الأزمة الأخير حيث انقسم المشهد إلى محور الخير ومحور الشر والمتملقين.

الأخبار: ومن تقصد بمحور الخير، هل تعني الجبهة أم أنصار الحكومة الحالية؟

س.م. هيداله: كلا لا أقصد الجبهة قطعا فهي للأسف ليست محور الخير ولو أني كنت آمل أن تكون كذلك. كما تعلمون، فسيدي ولد الشيخ عبد الله شخص طيب كما يشتهر ذلك عنه وهو منحدر من أسرة معروفة بالورع والتدين ولكن للأسف وقع ضحية اللوبي الذي كان يحاول إيقاعه في المصيدة.

الأخبار: ما هي رسالتك إلى كافة أطراف الأزمة؟

س.م. هيداله: رسالتي للجميع بعسكرييهم ومدنييهم هي أن يفكروا في موريتانيا قبل أن يفكروا في مصالحهم وطموحاتهم الشخصية. فحين تنهار موريتانيا فسيخسرون جميعا، والغرب وكل القوى الأجنبية نعرف ما قاموا به في العراق. وكلما لم يتم القيام به في الداخل ومن قبل أبناء موريتانيا فلن يتم القيام به من قبل الغرب. لسنا بحاجة إلى الذهاب بعيدا إلى العراق، عليهم أن ينظروا إلى ساحل العاج القريبة وإلى السودان.

الأخبار: لو حصلت الانتخابات وأنت في موريتانيا فهل ستشارك فيها ولمن ستصوت؟؟

س.م.هيداله: لو كنت في موريتانيا لساندت الجنرال محمد ولد عبد العزيز لأنني أرى أنه هو اتشافيز موريتانيا.

الأخبار: هل من رسالة تود توجيهها إلى عائلتك أو إلى الرأي العام الموريتاني؟

س.م.هيداله: لا أريد أن أبعث برسالة شخصية. أو أن أبعث برسالة إلى الرأي العام الموريتاني أننا الآن في مفترق طرق وأطلب من الفاعلين السياسيين والاجتماعيين الاتحاد من أجل إنقاذ موريتانيا. أما قضيتي الشخصية فهي في آخر ما يهم ولا يمكن أن تقارن بقضية موريتانيا.

أوصيهم بموريتانيا قبل أن أوصيهم بنفسي. وبالنسبة لأسرتي الضيقة، أعتذر لوالدي عن المضايقات التي مورست عليه من خلال شخصي، ويوما ما ستظهر الحقائق. أرجو منه أن لا يلتفت إلى تلك المضايقات ولا إلى سياسة لي الذراع التي تمارس ضده من خلال محاكمتي.

إنه من الأفضل لنا أن نموت من أجل تاريخنا المشرف، كما أوصيه بأن يفكر في مستقبل موريتانيا وبطريقة يدعم فيها هؤلاء العسكريين من أجل إنقاذ ما تبقى من موريتانيا.

الأخبار: أخيرا، هل من موقف لم تتطرق إليه أسئلة هذه المقابلة وتود التعبير عنه؟

س.م.هيداله: أود فقط أن أؤكد للشعب الموريتاني من جديد براءتي وتمسكي ببراءتي. وأؤكد أن هذه القضية مجرد تصفية حسابات سياسية وحقائقها ستظهر يوما ما.

الأخبار: شكرا.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!