ركزت معظم الصحف الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 26 مايو 2009 في العاصمة الموريتانية نواكشوط على تداعيات المشهد السياسي في موريتانيا، وأبرزت الصحف موضوع الوساطة السنغالية المرتقبة وسبل نجاحها، كما تناولت سير الحملة الرئاسية وتهديدات المعارضة بإفشالها بكل الوسائل، وفي هذا الصدد كتبت يومية الأخبار على صدر صفحتها الأولى "واد يعدل مبادرته .. لتعرض على الفرقاء في دكار لقاء المريدان"، وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر في الجبهة المناهضة للانقلاب ان المعارضة ستعقد اجتماعا مغلقا للرد على المبادرة مؤكدا ان المفاوضات ستتم حال قبول الأطراف لها.

وفي ذات الصدد كتبت يومية الوطن في عددها اليوم " بعد موافقتهم المبدئية على مبادرة واد فرقاء الأزمة في السنغال هل تشفى مصحات دكار السياسة أزمة موريتانيا...؟!!".
وقالت إن موافقة الأطراف الثلاثة مبدئيا على المبادرة قد يحي بعضا من الأمل لدى الموريتانيين العاديين الذين يتطلعون إلى تصالح سياستهم تجنبا لمحطات البلد في غنى عنها وضعيف عن تحملها.وتناولت الصحيفة أهم النقاط الواردة في المبادرة السنغالية وهي تشكيل حكومة وحدة وطنية من قبل ولد الشيخ عبد الله الرئيس المخلوع ليستقيل بعد ذلك وتأجيل الانتخابات إلى 11 يوليو المقبل وفتح باب الترشح والتسجيل على للائحة الانتخابية .
وفي زاوية حوادث تطالعنا الصحيفة بعناوين من بينها "الشرطة تلقى القبض على عصابة من القصر"، " نفتك تتخلى عن أسهمها في سوماغاز".
الصحيفة نشرت تحقيقا عن العنف الأسرى في موريتانيا حيث تناول التحقيق واقع العنف الأسرى في موريتانيا مبينة أنواعه وعواقبه ودوافعه حيث اعتبرت الصحيفة أنه إلى جانب لعنف الجسدي يوجد عنف مادي ومعنوي وآخر مسكوت عنه، وقالت الصحيفة إن واقع العنف الأسرى في موريتانيا تؤكده الأرقام مشيرة إلى أنه في الأشهرالأربعة الأولى من السنة الجارية سجلت فيها 352 حالة صنف بعضها على أنه عنف جسدي بينما صنف البعض الآخر في مجالات أخري .

يومية السراج نشرت مقال عن تحليليا عن الوساطة السنغالية لمدير تحرير الجريدة حمد ولد وديعة تحت عنوان "هل يوفرا لسنغاليون الغطاء للجنرال حتى يعود للرئاسة".
وقد استعرض الكاتب في مقاله بعض الأمور الأساسية التي سبقت إطلاق المبادرة السنغالية مضيفا أن من بينها أن السنغال كانت أول بلد يعلن صراحة دعمه للمجلس الأعلى وثانيها أن إطلاق الوساطة جاء بعد الفشل الذريع الذي منيت به المبادرة الليبية بعد إعلان الزعيم الليبي تبنيه لانتخابات 6-6 وثالثها أن المبادرة أعدت ودبرت على الراجح في المخبر الفرنسي.
الكاتب قال إن المبادرة جاءت بعد ان رتب الجنرال أوراقه مقدما بعض الإغراءات الدبلوماسية للفريق المناوئ في للحظة التي كان من المفترض أن يخرج هذا الفريق آخر أوراقه النضالية إلى الشارع لفرض أجدندة توافقية.
وأكد كاتب المقال أن معارضي الانقلاب رغم إدراكهم أن الطرف السنغالي ليس محايدا إلى أنهم وجدوا أنفسهم فيما يبدوا مرغمين على التعاطي معه إلى آخر نفس.
وخلص الكاتب إلى أن معارضي الانقلاب على وشك أن يقعوا في الفخ إن قبلوا الدخول دون ضمانات في المرحلة الأخيرة من الحوار المقرر في دكار" إذ ليس في انتظارها هناك على الراجح إلى مقترح بتأجيل قصير العمر محكوم بنظرة الانتقال (الوادية) التي لا تساوم في تأخير الانتخابات إلى مابعد الخريف مايعنى أنها ستكون على أبعد تقدير في النصف الأول من الشهر السابع، ويومها ستجد القوى الديمقراطية نفسها أمام خيارين أحلاهما مر:
- ان تقبل بالأمر الواقع المقترح سنغاليا والمبارك من طرف بعض الجهات الدولية فتدخل في أجندة الجنرال وتشرع انقلابه وانتخابه.
- ان ترفض المبادرة المقترحة فيحل عليها سخط الرأي العام الوطني وربما الدولي ويصل الجنرال إلى يوم زينته وينتخب رئيسا عربيا من الطراز الأول.
إنه ليس أمام معارضي الانقلاب في هذه الأيام الحاسمة من خيار سوى النضال السلمي في الشارع الإفشال الانتخابات وإفهام الجنرال ومنهم في محيطه وخلفيته أن أجندتهم الأحادية لا يمكنها أن تمر أو إنها إن مرت فسيكون ذلك بشق الأنفس وان مابعد السادس من يونيو لن يختلف كثيرا عن مابعده " يضيف كاتب المقال.

يومية السفير أعادت نشر مقابلة أجرتها صحيفة العرب القطرية مع الرئيس المعزول سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله قال فيها إن عامل الزمن الذي راهن عليه العسكر لم يعد في مصلحتهم، كما أكد فيها أنه لن يكون عقبة في طريق حل توافقي ولا كرفا في ما قد يمس من الدستور.
كما تناولت الجدل القانوني الدائر بين نقابة المحامين والنيابة العامة حيث كتبت بخط عريض على صفحتها الأولى " المحامون يشكون الوصاية الرسمية على القضاء والنيابة تتهمهم بإثارة الفوضى ومخالفة القانون".
أما يومية الشعب الحكومية فقد خصصت معظم صفحاتها لتغطية حملات المرشحين لرئاسيات 2009 وكتبت في عنوان عريض " تواصل الحملة الممهدة للانتخابات الرئاسية 2009 المترشحون يجوبون مناطق البلاد لكسب ثقة الناخبين، مهرجانات بعواصم الولايات يشرح خلالها المتنافسون برامجهم الانتخابية".
وفي عنوانها الأخير "في اجتماع للجنة الوطنية للانتخابات بحث السبل الكفيلة بتنظيم الاقتراع في ظروف جيدة وشفافة".