دافع الرئيس الموريتاني السابق العقيد اعل ولد محمد فال عن المرحلة الانتقالية التي قادها بعد الانقلاب على نظام ولد الطايع قائلا إنها كانت "مرحلة مهمة من مراحل تطور نظامنا السياسي توجت بانتخابات رئاسية نزيهة وشفافة كرست انتقالا سلميا وسلسا للسلطة".

وقال ولد محمد فال، في مقابلة مع وكالة أنباء الأخبار المستقلة، إن حزبه هو "الشعب الموريتاني بكل مكوناته"، ممتنعا عن التعليق على ما وصفها بالقضايا الفنية المتعلقة بتاريخ استقالته من الجيش.

واعتبر ولد محمد فال، خلال أول لقاء له مع وسيلة إعلام موريتانية بعد إعلان ترشحه للرئاسة، أن حزب تواصل ذي المرجعية الإسلامية برهن من خلال أدبياته وبرامجه على أنه "حزب معتدل يؤمن بالديمقراطية ويحترم القانون ويدافع عن مبادئ الحرية والعدالة ويؤمن بالتناوب الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة".

وهذا نص المقابلة:


الأخبار:أشرفتم على المرحلة الانتقالية 2005 وتنازلتم عن الحكومة طواعية ما الذي جد اليوم ليعلن العقيد اعل ولد محمد فال ترشحه للرئاسيات في وقت ضيق وحرج كهذا؟

اعل ولد محمد فال: في كل الأوقات وفي كل الظروف كنت ومازلت مؤمنا وفخورا بالشعب الموريتاني وهو شعب كريم ساهم مساهمة بارزة في إثراء الحضارة الإنسانية وفي نشر الفكر المستنير وفي ترسيخ قيم المحبة والتسامح وموريتانيا كما هو معلوم أرض الرجال الأوفياء وهي منارة علم ورباط معرفة، ولكي تظل كذلك و وفاء لأصالتها المجيدة وصنع مستقبلها المشرق نذرت نفسي وخبرتي وتجربتي لتحقيق هذا الهدف النبيل الذي يتسامى فوق متغيرات الظروف واكراهات الواقع .

الأخبار:انتم الآن ترشحتم للرئاسيات دون حزب سياسي على من تعولون في الوصول للسلطة؟

أ.م.ف: حزبي هو الشعب الموريتاني بكل مكوناته .. بكل فئاته بكل آماله وتطلعاته.

الأخبار: البعض انتقد سكوتكم عن وأد أول تجربة ديمقراطية في موريتانيا .. كيف كان ولد محمد فال ينظر إلى الحراك السياسي في البلاد ولماذا لم تساهموا فيه؟

أ.م.ف: أنا لم أسكت والتجربة لم تمت بل هي حية ترزق بدليل أننا بصدد انتخابات رئاسية توافقية.

أما السكوت فلم يحصل لأنني كنت على تواصل مستمر مع كل الفرقاء السياسيين ومع أشقاءنا وأصدقائنا والمتابعين لشؤوننا في الخارج وكنت أعمل بجد ومثابرة من أجل الوصول إلى سقف توافقي مقبول للخروج من الأزمة ونحمد الله أن هذه الجهود تكللت بالنجاح ونجني الآن ثمرتها ولكريم علمكم فأنا لم أكن جزءا من الأزمة بل كنت أعمل على احتوائها صيانة للمكسب الديمقراطي الذي حققه الشعب الموريتاني العظيم وسيحميه ويصونه ليكون أداته لتحقيق الحرية والنماء والاستقرار والتقدم والازدهار.

الأخبار: البعض قال إن المرحلة الانتقالية تم تحريفها عن مسارها الصحيح وشابتها أخطاء في التسيير كيف ينظر ولد محمد فال لتلك الاتهامات؟

أ.م.ف: المرحلة الانتقالية كانت مرحلة مهمة من مراحل تطور نظامنا السياسي توجت بانتخابات رئاسية نزيهة وشفافة كرست انتقالا سلميا وسلسا للسلطة وفق آلية تناوب ديمقراطي في كنف دستور صادق عليه الشعب الموريتاني بأغلبية كبيرة.
وبالإضافة إلى ما تحقق خلال المرحلة الانتقالية من تطور سياسي فإن من أهم إنجازاتها تجاوز الاحتقان الذي كان يشهده البلد وفتح آفاق واعدة لتطور سياسي سليم.

وتمكنت سلطات الفترة الانتقالية من تحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية مهمة متعددة ومعروفة من طرف الموريتانيين في الداخل ومن طرف شركائنا الخارجيين.

ويمكن القول إن المرحلة الانتقالية على قصر مدتها الزمنية مكنت الشعب الموريتاني من وضع آليات نهضته على أسس سليمة ومتفق عليها.

الأخبار: إذا توليتم السلطة في الانتخابات القادمة هل ستسمحون لرئيس البلاد السابق معاوية ولد الطايع بالعودة؟

أ.م.ف: يحق للرئيس السابق ما يحق لغيره من الموريتانيين ومن الرؤساء السابقين ولا أرى أي مانع يحول دون عودته للوطن وذويه.

الأخبار: عبرتم في أحد خطاباتكم في المرحلة الانتقالية عن تخوف كبير من الظاهرة الإسلامية عموما ومما يعرف بالإصلاحيين الوسطيين حينها (تواصل) حاليا هل لا زلتم على نفس القناعة .. هل ستسحبون ترخيص حزب الإسلاميين إذا وصلتم للسلطة؟ وهل انتم مستعدون للتحالف معهم قبل الرئاسة القادمة؟

أ.م.ف: حزب (تواصل) حزب موريتاني برهنت أدبياته وبرامجه على أنه حزب معتدل يؤمن بالديمقراطية ويحترم القانون ويدافع عن مبادئ الحرية والعدالة ويؤمن بالتناوب الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.
ومادام هذا نهجه فهو شريك مهم في العملية السياسية نحترمه ونقدر دوره.