التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:06:54 غرينتش


تاريخ الإضافة : 14.06.2009 13:49:52

الطلاب بسوريا: أوضاعنا مُزرية.. والوزارة تتجاهلنا في زيادات المنح

(تقرير خاص) الأخبار ـ دمشق

طلاب موريتانيون معتصمون بالسفارة الموريتانية بدمشق (أرشيف الأخبار)

طلاب موريتانيون معتصمون بالسفارة الموريتانية بدمشق (أرشيف الأخبار)

في المدينة الجامعية، حيث يسكن أغلب الطلاب الموريتانيين في سوريا، يلقى الزائر لها العجب العُجاب؛ إذ إن مظاهر ضِيق اليدِ والفقر تبدو جليّة على ساكنتها من الموريتانيين؛ لكن الإصرار على تجاوز الصعوبات المادية الجمّة، ومواصلة الدراسة، رغم المعوقات، تبدو أيضاً من السمات العامة التي يحرص أغلب الطلاب على التّحلّي بها.
والواقع أن مظاهر الفقر هذه، لا تمنع بالضرورة، أن تقع عين الزائر على بعض مظاهر الرفاهية؛ إذ ربما شاهدت أحد الطلاب وهو يحمل على كتفه كمبيوتراً جديداً أو مستعملاً، بحسب ما سمحت له به الظروف، لكن كبير الخبراء الطلاب في المعلوماتية والكمبيوتر، مولاي الزين ولد البكاي، قال لـ"الأخبار" إن للأمر أسباباً لا علاقة لها بالرّفاهية، وفي مقدمتها، بحسب ولد البكاي، تدنّي أسعار الكمبيوتر في سوريا مقارنة بموريتانيا، ذلك أن الأجهزة التي يقتنيها الطلاب عادة، هي من المنتجات الصينية، المعروفة بأسعارها المعقولة والعادية، فضلاً عن أهمية الكمبيوتر في العديد من التخصصات الدراسية.

بعض الطلاب الموريتانيين بسوريا في رحلة سياحية في وقت سابق من العام الحالي (تصوير الأخبار)

بعض الطلاب الموريتانيين بسوريا في رحلة سياحية في وقت سابق من العام الحالي (تصوير الأخبار)

تمهيد:
يبلغ عدد الطلاب الموريتانيين الدارسين بسوريا حوالي 160 طالباً، موزعين على مدينة دمشق، وحلب، واللاذقية، وحمص. ويدرسون في كليات الطب البشري، والأسنان، والصيدلة، والهندسات: (الميكانيكية، الطبية، الكهربائية، البترول، المعلوماتية، المدنية) والآداب: (عربية وفرنسية) فضلاً عن المعاهد المتوسطة (محاسبة، معلوماتية، تعويضات سُنّية). مع العلم أن جميع الطلاب يدرسون في المرحلة الجامعية الأولى، ولا يزيد عدد المسجلين في الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراه) عن اثنين فقط، في تخصصي: الآداب العربية، والزراعة.
ويقطن في مدينة دمشق وحدها حوالي (50) طالباً، عدد الممنوحين منهم 24 طالباً، ومن بينهم 8 طالبات. أما مدينة حلب فهي المدينة الثانية من حيث تعداد الطلاب الموريتانيين في سوريا، إذ يبلغ عدد الطلاب فيها حوالي 38 طالباً، 14 فقط منهم يستفيدون من المنحة، وهم موزعون بين الكليات الهندسية و الطبية فقط، علماً أن أكثر من نصفهم في السنوات الأخيرة (الرابعة و الخامسة).
وتأتي مدينة حمص واللاذقية في المرتبة الثالثة من حيث عدد الطلاب، إذ يقطن في كل منهما حوالي 30 طالباً، وتبلغ نسبة الممنوحين منهم حوالي 50%.
ويقطن أغلب الطلاب في المدينة الجامعية، مع أن نسبة قليلة منهم تسكن خارجها في غُرف مؤجرة، وأكثر ما يلجأ الطلاب إلى الإيجار في فترات الامتحانات، وذلك طلباً للحدّ الأدنى من الجو المناسب للدراسة، كما يقول أحدهم.
ويشكو الكثير من الطلاب الذين حاورتهم "الأخبار" من صعوبة أوضاع السكن والمعيشة وغلائهما المستمر، في الوقت الذي يشهد فيه عدد الطلاب الممنوحين تراجعاً مستمراً، بسبب إجراءات قطع المنحة التي تطبقها الوزارة منذ سنوات ضد الطلاب الراسبين.
وقد ركزت "الأخبار" في محاورتها للطلاب على جانبين أساسيين هما: الوضعية المعيشية، والتعليمية.

إجماع على صعوبة الأوضاع... وأملٌ ضعيفٌ في تغييرها..!
أحمدو ولد البك، طالب بكلية الطب البشري، ورئيس فرع اتحاد الطلاب باللاذقية، ركّز في حديثه مع مراسل الأخبار على قضية المِنَح، قائلا "إن بعض الطلاب يستحقون المنحة ومع ذلك لم يحصلوا عليها"، مضيفاً "النقطة الأهم بالنسبة لنا هي حصول الطلاب على منح، وبعد ذلك زيادتها حتى تصل 300 دولار.. لأن غالبية الطلاب من الطبقة الكادحة والفقيرة في موريتانيا، وعندما تُقطع منحة أحدهم، فأهله لا يبعثون له أي شيء، ويظل يستدين من المحلات التجارية إلى أن ترجع منحته أولا ترجع..".
وأكد ولد البك أن "اتحاد الطلاب في سوريا لا يتلقى أي دعم من السفارة أو الوزارة، بل يعتمد فقط على اشتراكات الطلاب، وأحياناً يضطر إلى جمع مساعدات من الطلاب الممنوحين لصالح بعض الطلاب المُتخرّجين الذين انقطعت بهم السبل وحاصرتهم الديون، من أجل قضاء ديونهم قبل سفرهم إلى البلاد".

من جهته، علّق محمد ولد عبد القهار، طالب بالهندسة المعلوماتية بجامعة حلب، والرئيس السابق لفرع اتحاد الطلاب الموريتانيين بحلب، على أوضاع الطلاب الموريتانيين بمدينة حلب بالقول:
"يعاني الطلاب في حلب، كما الحال بالنسبة لبقية الطلاب في سوريا، من الإهمال، وسواء كان هذا الإهمال من طرف السفارة أو الوزارة، فالطلاب تقدّموا ولعدة مرات، من خلال الإتحاد، بعريضة لمطالبهم المُلحّة إلى السفارة، لكن لا جديد.. وسواء كان التقصير من السفارة أو من الوزارة، فالطالب هو الضحية، ومشاكله و إن تقادمت، فهي نفسها في كل المحافظات.. لكن أصعب فترة يعيشها الطلاب هي ما بين الشهر 12 والشهر 4.. وهناك إهمال من السفارة للطلاب، إذ لا تهتم بنجاحهم ولا بتفوّقهم".

وبدوره، رأى طالب الميكانيك بحلب (بابه) أن سبب سوء أوضاع الطلاب يعود إلى ضعف اتحاداتها، إذ تعيش حالة "انبطاح حقيقي"، بحسب تعبير بابه في حديثه مع "الأخبار".
أما أبوبكرن ولد حمّادي، رئيس فرع اتحاد الطلاب الموريتانيين بدمشق، فقد قال في حديثه لمراسل "الأخبار" إن الوضعية التي يعيشها الطلاب في دمشق "جدّ سيئة.. والظروف صعبة"، مضيفاً أن "الأوضاع الاقتصادية غير مرضية نهائيا، لأن الأسعار مرتفعة، والمنحة منخفضة"، مطالباً بزيادة منح الطلاب، ومحملاً الدولة الموريتانية كامل المسؤولية عن سوء الظروف المعيشية لهم.

ويبدو أن مشكلة ارتفاع الأسعار باتت هاجساً مُخيفاً للطلاب، كما هو حال الطالب اتقانه ولد الشيخ أحمدو، من طلاب الهندسة الميكانيكية بدمشق، إذ عقد مقارنة في حديثه مع "الأخبار" بين واقع الأسعار قبل سنوات قليلة وبين أسعار اليوم، فقال "الحياة هنا صعبة، والأسعار تزداد بشكل مستمر.. الأرز كان سعر الكيلوغرام منه (25 ليرة سورية) وأصبح (80) والدجاج كان سعر الكيلو منه (90) وأصبح (160)..!
وشدّد ولد الشيخ أحمدو، على أن الحدّ الأدنى للمنحة، الذي يوفر الحاجيات الضرورية للطلاب هو مبلغ (300دولار) قبل سنة التخرّج، التي يجب أن تكون (350دولار). مضيفاً أن مشكلة الطلاب الأساسية هي في شهر أكتوبر، الذي هو شهر افتتاح السنة الجامعية، وعادة ما يكون الطلاب فيه يعانون من نقص حاد في النقود الضرورية لشراء الكتب، التي لا يستطيعون في العادة شراءها إلا في بداية ديسمبر بعد تسلمهم المنحة الأولى.

ولطلاب الأسنان والطب البشري معاناتهم...!
يشكو طلاب الطب البشري والأسنان من صعوبة السكن في المدينة الجامعية، لأن أجواءها لا تساعد على الدراسة، كما يقول أحد طلاب الطب البشري، الذي شكا مما قال إنه "تآلفٌ زائدٌ يميز الطلاب الموريتانيين عن غيرهم، فأحياناً يجتمع 18 منهم في غرفة واحدة، من أجل تناول الشاي ومناقشة القضايا الكثيرة"، مشيراً إلى أن سبب هذا التآلف، حسب رأيه، يعود إلى "العزلة التي يعيشها الطلاب الموريتانيون فهم لا يتحمّلون إلا أنفسهم".
أما طالب الطب البشري "بلاهي"، فرأى أن سبب إهمال الوزارة للطلاب في سوريا وحرمانهم دوماً من زيادات المِنح التي تقررها، يعود أساساً إلى أن "أعدادهم قليلة، وهم من أبناء الطبقة الكادحة والفقيرة".
من جهته، شكا طالب الطب البشري بدمشق، "إسماعيل" من صعوبة الدروس بالجامعات، بسبب تركيزها على الجانب النظري، قائلا إن "الطلاب يحتاجون إلى دورات في اللغات والكمبيوتر، لكن المبلغ الحالي للمنحة لا يكفي لتغطية رسوم التسجيل في هذه الدورات"، مضيفاً أن "السفارة مهملة والوزارة كذلك؛ فهما لا تراقبان الطلاب، ولا تبحثان لماذا يغادر الطلاب موريتانيا متفوقين ويرسبون بعد ذلك في دراستهم.. لأن عندهم مشاكل.. فالرسوب يسيء لسمعة الدولة، ولكن الوزارة تتحمل المسؤولية، لأنها تركت الطلاب يعيشون هذه الظروف السيئة..".
أما يبّ ولد سيد أحمد (طالب أسنان) فيرى أن المنحة الحالية لا تكفي لمصروفات الطلاب، لاسيما من عنده تكاليف زائدة كما هو حال طالب طب الأسنان، الذي يصرف ابتداءً من السنة الرابعة يومياً مبلغ (300-500ليرة سورية؛ أي ما يعادل 11 دولارا تقريباً) إضافة إلى تكاليف شراء الآلات اللازمة للعيادات.
ولم يتردد ولد سيد أحمد في القول "إن الطلاب يعيشون مجاعة حقيقية"، قائلاً: "نحن نعيش مجاعة، وأغلب الطلاب يعيشون بـ"إندومي" (وجبة رخيصة معروفة) وأسباب الرسوب مادية، والمعيشة هنا لم تعد معقولة.. المسؤولون الموريتانيون الذين يزورون سوريا يتجنبون لقاء الطلاب.. وقد قابلنا الإذاعة الوطنية سابقاً، ولكنها لم تنشر معاناتنا، واكتفت بما يخدمها".
وقد تواتر أغلب الطلاب على القول إن مشكلتهم الأساسية مادية، وأن أسعار الكتب تشهد ارتفاعاً مستمرا. وإلى هذه الفكرة نفسها أشار طالب الطب البشري: الطالب اخيار ولد أحمد طالب، في قوله: "منذ السنة الثالثة يصبح أرخص كتاب ب(480 ليرة سورية = 10دولار) مع أن متوسط سعر المحاضرة الواحدة هو 40 ليرة، علما أن محاضرات المادة الواحدة تصل إلى 30 محاضرة في الفصل الواحد.. وعليه نطالب بتعجيل دفع المنحة، أو دفع مساعدة عند الافتتاح".
وأكد ولد أحمد طالب أن أقلّ مبلغ للمنحة يعدّ كافياً لمن لا يؤجر سكناً هو 350 دولاراً، أما طلاب الأسنان فأقل ما يكفي في حقهم فهو مبلغ 500 دولار، مضيفاً أن "الوضعية التعليمية في سوريا جيّدة، لكن المشكلة الأساسية مادية.. والوزارة هي من يتحمّل المسؤولية عن سوء أوضاع الطلاب".

ولضيوف الخليج دور ما في زيادة معاناة الطلاب..!
لم يُخف العديد من الطلاب الذين حاورتهم "الأخبار" تضجّرهم من كثرة الضيوف الذين يستقبلونهم بشكل مستمر من بلدان الخليج، وشكا أحد الطلاب منهم لأنهم "يسكنون مع الطلاب شهراً أو أكثر، والعادات تفرض إكرامهم والصبر عليهم، والسبب انعدام التأشيرة إلى سوريا"، لذلك يرى هذا الطالب من الضروري فرض تأشيرة على الموريتانيين في الخليج، وذلك حماية لدراسة الطلاب في سوريا"، حسب قوله.
كما أن طالباً آخر، يبدو أنه من المُضيفين، شكا من صعوبة الدراسة بحضرة هؤلاء الضيوف، الذين انتهت تأشيرات إقامتهم بالخليج، لأنهم "يتصوّرون أن السكن الجامعي للطلاب قاعة انتظار للسفارة الموريتانية، وهم لا يفكرون في المغادرة بسرعة، بل إن بعضهم يقيم أشهراً على نفقة الطلاب، ويشغل عليهم أوقاتهم بالمناقشات السياسية التي لا فائدة منها، بدلاً من أن يتفهّم ظروفهم المادية الصعبة، ووضعيتهم التعليمية التي قد تكون حرجة".

الطلاب القدماء سببٌ للرسوب...!
بعض الطلاب حمّل المسؤولية عن رسوب الطلاب الجدد لزملائهم القدماء، لأنهم "يحطمون معنوياتهم، من خلال التأكيد المتواصل لهم بصعوبة المواد، فالقدماء لهم تاريخ عريض في الرسوب، وهم لا يريدون أن يكون الطلاب الجدد أحسن منهم حظاً، وسبب تأثيرهم في غيرهم هو الاندماج معهم، بسبب السكن المختلط والخالي من النظام"، وفق ما قال أحد الطلاب لـ"الأخبار".

لكن طالب الهندسة المدنية أحمد ولد محمد أحمد، يرى أن "السبب الرئيسي لرسوب الطلاب هو إهمالهم للدراسة، وعدم حضورهم للمحاضرات النظرية، بسبب كثرة النوم". مُعللاً صعوبة استيعاب الطلاب الجُدد للدروس بسبب عدم فهمهم للهجة السورية.

وللطالبات همومهن.. ولغتهن الدبلوماسية...!
يبدو أن للنساء دوماً سماتهن التي تخصهن، وحتى الطالبات منهن، ذلك أن من تحدّثن منهن لـ"الأخبار" عن معاناتهن في الدراسة، غلبت على لغتهن الدبلوماسية، حتى بدا الأمر وكأنهن يعشن أوضاعاً جيّدة غير التي قال زملاؤهم الطلاب إنهم يعيشونها.
السيدة أم كلثوم بنت ديديّه، طالبة في كلية هندسة الاتصالات بدمشق، قدّمت نفسها لمراسل الأخبار بصفتها متحدثة باسم زميلاتها اللواتي يدرسن في دمشق، بادئة حديثها بالقول إن "مشكلة الطالبات الأساسية هي الغُربة، وصعوبة بعض المواد التي يدرسنها"، مع أن "سكن الطالبات بالمدينة الجامعية مُريحٌ.. والشعب السوري كريم ويعطينا معاملة خاصة..".
والغريب في الأمر أنها قالت في بداية حديثها إن "المنحة كافية إذا لم تتأخر"، لكنها تراجعت بعد ذلك بقليل، وطالبت بزيادتها حتى تصل 300دولار، وذلك على ما يبدو، بعد أن تذكرت "أن هناك غلاءً مستمراً".
وبخصوص وضعية زميلاتها، قالت بنت ديديّه: "وضعية الطالبات ممتازة، وعندهن خمولٌ وكسلٌ، وليست عندهن أي نشاطات ثقافية"، مشيرة إلى أن "نسبة الرسوب كانت كبيرة خلال السنوات الماضية"، ومطالبة في الوقت نفسه "بأن تبذل السفارة جهداً أكبر من أجل حماية مِنح الطلاب، مع توفير تذاكر سفر سنوية لهم".

أما طالبة الهندسة المعلوماتية بدمشق، مانه بنت محمد عبد الله، فقد أكدت في حديثها مع مراسل "الأخبار" أن "تخصص المعلوماتية صعبٌ"، مع أن "الطلاب الجُدد يعانون أصلاً من نقص حاد في المعلوماتية، فضلاً عن تثبيط الطلاب القدماء لهم". مطالبة بمضاعفة المنحة وتعجيلها، أو على الأقل زيادتها إلى 300 دولار، خاتمة بالقول "إن هناك قطعاً ظلمٌ في توزيع المنح".

ورغم سوء ظروفهم.. إلا أن الطلاب في الأردن يحسدونهم..!
السيدة عيشة بنت عُبيد: خريجة قسم المعلوماتية بجامعة البلقاء ـ الأردن، قالت في حديث مع مراسل الأخبار إن "كل المشاكل التي يعانيها الطلاب الموريتانيون بسوريا، يعانيهم زملاؤهم بالأردن؛ بل إن مشاكل الطلاب بالأردن تزيد بانعدام السكن الجامعي، وعدم وجود سفارة لموريتانيا بالأردن".
وبحسب بنت عبيد، فإن عدد الطلاب الموريتانيين بالأردن حوالي 40 طالباً، وتُعدّ "مشكلة الإقامة من أهم المشاكل التي يعانيها الطلاب هناك، إذ من القانوني أن يغادر الطالب يوم تخرجه، وإلا فإنه يدفع عن كل يوم تأخره ضريبة 1 دينار ونصف"، وفق ما قالت بنت عبيد لـ"الأخبار".

والسفارة تعترف بصعوبة الأوضاع...!
استكمالاً للصورة العامة حول ظروف الطلاب في سوريا، زارت "الأخبار" السفارة الموريتانية بدمشق، وحاورت المستشار الثقافي بها السيد محمد فال ولد أحمد (وهو المسؤول عن الطلاب) حول أوضاع الطلاب الموريتانيين بسوريا، إذ رحب بـ"الأخبار" وشكرها على هذا اللقاء.
وقد علّق المستشار الثقافي بالسفارة الموريتانية بدمشق، السيّد محمد فال ولد أحمد، في بداية حديثه مع "الأخبار" على الأوضاع التي يشكو منها الطلاب بالقول: "إن أوضاع الطلاب الموريتانيين في سوريا رغم صعوبتها هي أقل سوءاً من أوضاع بقية الطلاب الموريتانيين في الخارج" .
وربط المستشار ولد أحمد، بين المصاعب المادية التي يعاني منها الطلاب في سوريا وبين الانخفاض الشديد في سعر الدولار بالمقارنة مع الليرة السورية، وكذلك الغلاء في سوريا، "فالحياة فيها لم تعد رخيصة كما هو شائع".
وفي رده على سؤال لمراسل "الأخبار" حول ما إذا كان يعتقد المستشار الثقافي بالسفارة الموريتانية بدمشق أن المنحة الحالية تكفي لتأمين متطلبات حياة الطلاب بسوريا؟ قال المستشار ولد أحمد: "الطلاب يحتاجون بكل تأكيد لزيادة منحهم، لأنها ليست كافية؛ فتكاليف الحياة في السنوات الأخيرة زادت بوتيرة كبيرة، بسبب سياسة الانفتاح الاقتصادي وتحرير الأسعار وارتفاع سعر الليرة السورية مقابل الدولار، مع أنه لا توجد مطاعم جامعية هنا.. كما أن نسبة غير الممنوحين كبيرة". مضيفاً أن "كل ما نتسلمه من رسائل مطلبية للطلاب نبعثه إلى الجهات المعنية لدراسته والبت فيه".
وبخصوص الوضعية التعليمية قال المستشار ولد أحمد: "إن اشتراط معدل 60% للنجاح أثر سلباً على الطلاب الموريتانيين، وهو ما جعل الدراسة هنا أصعب بكثير مما كان في السابق؛ إذ الرسوب لم يعد مسموحاً به".
ورأى المستشار الثقافي بالسفارة الموريتانية بدمشق، أن نسبة الرسوب ـ بين الطلاب الموريتانيين ـ زادت في السنتين الأخيرتين بشكل كبير بسبب تطبيق "نظام النجاح 60%" بدلاً من 50%، وبسبب ذلك زادت نسبة "المستنفذين (المطرودين من الجامعات بسبب الرسوب أكثر من مرة واحدة ) قائلا: "الدراسة في سوريا ليست سهلة كما يتصور البعض؛ بل هي صعبة جداً على غير المُجدّين".
وختم المستشار الثقافي ولد أحمد حديثه مع "الأخبار" بالحديث عن ضرورة تجديد الاتفاقية الثقافية حتى تشمل مقاعد للدراسات العليا في التخصصات العلمية، قائلاً: "إن آخر تجديد للاتفاقية الثقافية بين موريتانيا وسوريا كان سنة 2003 ، وهي الآن تحتاج إلى مراجعة، وأرجو في حال مراجعتها أن تتضمن مقاعد للدراسات العليا في التخصصات الطبية والعلمية"، وفق تعبير المستشار الثقافي ولد أحمد.


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!