كأس الأمم الإفريقية 50 عاما من التحديات

تستعد الكرة الأفريقية وعشاقها لبداية العد التنازلي نحو إطفاء الشمعة الخمسين لأكبر احتفالية كروية في القارة السمراء.
غدا الأحد 20/01/2008 ينطلق العرس الكروي الإفريقي تحت أعين آلاف المشاهدين والمشجعين من كل أقطار القارة، محدقين في ملاعب العاصمة الغانية "أكرا".
يشارك اليوم في تصفيات ونهائيات كأس إفريقيا للأمم أغلب الدول الإفريقية بعد أن انطلقت البطولة قبل خمسين عاما من الآن بثلاث دول فقط. العاصمة السودانية الخرطوم احتضنت عام 1957 بطولة شاركت فيها إلى جانب البلد المضيف دولتان جارتان هما مصر وإثيوبيا، بعدما رفضت حكومة "الأبارتايد" في جنوب إفريقيا إرسال "فريق ملون".
لم تتلون نسخة الكأس الثانية التي احتضنتها مصر، بأكثر من ألوان الدول الثلاث، وكانت الكأس من نصيب مصر للمرة الثانية 1959.
أديس أبابا استضافت إلى جانب الفريقين المصري والسوداني، تونس وأوغندا في النسخة الثالثة، وفازت بها عام 1962. بعد عام من هذا التاريخ (1963) اختطفت غانا الأضواء والكأس في الدورة التي استضافها، واحتفظت بالتألق والذهب في الدورة التالية (1965) في عاصمة القيروان، التي خيب فريقها آمال التونسيين وضيع فرصة الجمهور والأرض.
الدورة السادسة شهدت تصفيات لأول مرة في تاريخ الكأس وتشكلت اللوحة من ثماني فرق، احتضنتها الملاعب الإثيوبية، وفاز بها فريق الكونغو الديمقراطية (الزائير، حينها).
سنة 1970 كان أبناء القارة السمراء على موعد مع الشاشة لأول مرة في تاريخ البطولة، وغنى الآلاف لللاعبيهم خارج ملاعب السودان التي استضافت البطولة السابعة، وحصدت الذهب لأول مرة كذلك.
سنة 1972 استضافت الكامرون البطولة وفاز بها فريق الكونغو.
وعادت زائير لتحصد الذهب على الملاعب المصرية عام 1974.
تميزت بطولة عام 1976 بإقامة النظام الدوري للمرة الأولى حيث واجهت المغرب مصر وواجهت غينيا النسور الخضر من نيجيريا.
غانا كانت على موعد مع البطولة الكأس، والتتويج للمرة الثالثة عام 1978.
محرزة بذلك سبقا لن يتكرر بسهولة، لاحقا.
وفي عام 1980، استغلت نيجيريا فرصة الأرض والجمهور لتقوض أحلام الجزائريين بثلاثية نظيفة.

وعلى جماجم الليبيين جمهورا وأرضا وملاعب صناعية، خطت غانا نحو تتويجها الرابع، بسبعة أهداف لستة، عام 1982.
وعلى ملاعب ساحل العاج عام 1984، توجت الكامرون بأول لقب لها بعد فوز مستحق على نيجيريا بهدفين لصفر.
عام 1986، نظمت مصر النهائيات واستعادت اللقب بضربات الترجيح أمام الكامرون، لتستعيد اللقب بعد ثلاثين عاما.
1988 وعلى أرض جارة موريتانيا الشمالية، وتحت ظلال العرش العلوي جمع النهائي الإفريقي الخصمين الأسودين مجددا، لتخرج الكامرون بفوز صعب على نيجيريا بهدف يتيم من ضربة جزاء، وتتوج للمرة الثانية.
عام 1990 اقتنص المنتخب الجزائري اللقب أمام جمهوره.
وفي عام 1992، أقيمت النهائيات الأفريقية في السنغال وشارك بها 12 منتخبا. وتمكن منتخب ساحل العاج من إحراز لقب البطولة بعد التغلب على غانا بضربات الجزاء الترجيحية 11-10 في مباراة مثيرة.
وأقيمت البطولة الإفريقية لعام 1994 في تونس التي خرجت من الأدوار الأولى للبطولة بصورة مذلة. وحصد اللقب المنتخب النيجيري على حساب "الحصان الأسود" الزامبي بضربات الترجيح هدفان لواحد.
وشهدت بطولة عام 1996 التي نظمتها جنوب أفريقيا انسحاب نيجيريا لأسباب سياسية. وكانت جنوب أفريقيا على موعد مع أول كأس أفريقية تفوز بها في تاريخها بعد أن تغلبت في المباراة النهائية على المنتخب التونسي 2-0.
وكان المنتخب المصري على موعد مع رابع لقب له في بطولة عام 1998 التي أقيمت في بوركينا فاسو. وبات المدير الفني للمنتخب المصري محمود الجوهري أول شخص يفوز باللقب الأفريقي كلاعب ومدرب.
وفي عام 2000، أحرز المنتخب الكاميروني أول بطولة في الألفية الجديدة بعد مواجهة قوية مع نيجيريا صاحبة الأرض حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل بهدفين لكل منهما؛ لتحسم ضربات الجزاء الترجيحية.
وعادت الكاميرون في بطولة عام 2002 التي أقيمت في مالي لتحرز اللقب الأفريقي بضربات الجزاء الترجيحية أمام السنغال.
وأقيمت نهائيات كأس الأمم الإفريقية في عام 2004 في تونس حيث نجح الفريق التونسي في الفوز بالبطولة للمرة الأولى في تاريخه بعد تغلبه في المباراة النهائية على المنتخب المغربي بهدفين مقابل هدف واحد.
وفي عام 2006 نظمت مصر البطولة بعد غياب دام عشرين عاما منذ آخر بطولة نظمتها عام 1986. وفازت مصر بضربات الجزاء في المباراة النهائية على منتخب ساحل العاج.
ومقابل تحديات النقل التلفزيوني، وعدد الفرق المشاركة والمشاكل الفنية التي واجهتها البطولة الأولى عام 1957 تواجه بطولة كأس الأمم الإفريقية في "طبعتها الخمسين" (2008) مشاكل أخرى من قبيل الإرهاب والمنشطات وهجرة اللاعبين تحت إغراء بريق الدولار لدى الأندية الأوروبية.
وشاركت موريتانيا في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 9 مرات كان أولها عام 1980 لم تتمكن خلال أي واحدة منها من الوصول إلى الأدوار النهائية.
ولم ترق المشاركات الموريتانية، ولو مرة واحدة، إلى آمال المشجعين الذين بحت حناجرهم من الهتاف عندما تعادل المنتخب الوطني مع حامل اللقب (فريق مصر) في نواكشوط العام الماضي، ولا يتوقع المراقبون للشأن الرياضي في البلاد أن ينتعش "المرابطون" في الدورات المقبلة، قريبا، لهذه الكأس.


----------------------------------------------------------------------------------------------