التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:06:45 غرينتش


تاريخ الإضافة : 20.06.2009 18:34:08

موريتانيا وشبح الإرهاب العسكري

قد يكون عنوان هذه الشذرات غريبا لكن الأغرب من ذلك أن تكون ثكنة الدولة تابعة لدولة الجيش حينها ستتغير المفاهيم والمصطلحات وهو ما حدث فعلا في الدولة الموريتانية وأصبح العسكر شبحا ارهابيا يطارد الدولة.
فما هو مفهوم الإرهاب العسكري الموريتاني وما هي مظاهره وهل يمكننا استشراف مستقبل موريتانيا بلا إرهاب عسكري
مفهوم الإرهاب عموما له معنيان : الأول معنى الإرهاب والثاني مكافحة الإرهاب فإذا نظرنا في الكتب العسكرية مثلا كما ذكر تشوفسكي سنجد فيها تعريفا ل الإرهاب وتعريفا لمكافحة الإرهاب واللافت للنظر كما قال ان التعريفين متماثلان إلى حد يكاد يكون تاما ويتضح من ذلك ان الإرهاب هو مكافحة الإرهاب نفسها.
أما الفارق الجوهري بينهما فمرده إلى النظر إلى من يقوم به، فإذا كان من يقوم به لا حق له فيه وخرقا للديمقراطية فهو إرهاب وليس حركة تصحيحية، وأما إذا قام به حسن النية فهو مكافحة للإرهاب وهو ما اعتقدناه في انقلاب أعل ولد محمد فال إلا أننا اكتشفنا بعد ذلك أنه ليس عن حسن نية وبالتالي فهو إرهاب أيضا.
أما الحقبة التي عشناها زمن حكم معاوية ولد سيد أحمد الطايع فقد كانت مرحلة استفحال الإرهاب العسكري الذي جاء على الأخضر واليابس ورسخ الجهوية والمحسوبية والتبعية والقبلية والزبونية هذا من دون أن ننسي محيي السنة الإرهابية الرائد صالح ولد حنن.
ومظاهر الإرهاب العسكري وشبحه الذي ظل يطارد الدولة الموريتانية لا حصر لها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ضعف البنيات التحتية، وسوء الخدمات العمومية واستنزاف الثرواتوالجهل والجوع والأمية وخرق الديمقراطية،وكبت الحريات واضطهاد الأئمة والمثقفين والمناضلين وتزوير الانتخابات وانتشار الفساد، وانتشار الرشوة والنفاق والتصفيق والتلفيق والحيف والجور والشظف والنوازل والشطط والإملاق والطمع والجشع والفجور والسعاية والنوائب والترات واسمحولي فالذاكرة الموريتاينة طيبة بطبيعتها ولا تتذكر إلا القليل من الشر ولا تنسى إلا القليل من الخير .
إننا لا نريد ديمقراطية كما في امريكا، ولا بنيات تحتية كما في ماليزيا ولا خدمات عمومية كما في فرنسا، ولا دخلا للفرد كما في الدول الاسكندينافية، فيكفينا ان نجد ابجديات العيش الكريم على الأقل في الوقت الحاضر، ونستحق ذلك لأننا شعب طيب ومسالم.
والدليل على اننا شعب مسالم أن الانقلابات العسكرية التي عشناها كانت آثارها المعنوية أشد من آثارها المادية وحسب اعتقادي المتواضع أن ذلك لا يعود إلى شجاعة العسكر بقدرما يعود إلى نزوع نفس المواطن الموريتاني إلى السلم ، وكأننا نقول في أنفسنا اللهم خراب الدولة ولاهدر الدماء ونسينا ان المواطن يموت بموت الدولة .
والحمد لله أن الانقلاب العسكرية كانت تتم بصفة سلمية لا تدفع العسكر إلى استخدام العنف وهنا سأعطيكم مثالا لا لتخافوا ولكن لتتعظوا، ولتعرفوا كيف يفكر العسكر فقد أمر وستون اتشرشل بوصفه وزيرا للمستعمرات باستخدام الغاز السام ضد أولئك الذين أسماهم بالقبائل غير المتحضرة وهم الأفغان و الأكراد لأن ذلك سوف يسبب إرهابا قويا وفعالا وسينتج عنه الحفاظ على حياة البريطانيين هكذا يفكر العسكر ولا تستغربوا ذلك إذا وقع في موريتانيا مستقبلا حفاظا على مصالح العسكرلا قدر الله !
هذا ما جعل مستقبل الدولة الموريتانية يثير العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات.
أعتقد أنكم تتفقون معي أنه ليس للتاريخ قوانين طبيعية كما في الفيزياء لأن التاريخ يتوقف على ما يقرره الشعب ويختاره والشعب الموريتاني ظل حبيس خبزته الحافية قانعا بالذل والأباطيل والطاعة العمياء وما دام كذلك فلن يكون مستقبله أحسن من ما ضيه .
إننا لا نستطيع الاستشراف بمستقبل الدولة الموريتانية إلا من خلال المعطيات التي عندنا في الحاضر والتي من أهمها شبح الإرهاب العسكري كما أن معطيات الأحزاب السياسية ظلت متناقضة كمواقفها.
كل ما أخشاه أن يبقي العسكر هو المعطى الوحيد وصاحب الكلمة الأخيرة كما عودنا، وكما يعودنا دائما ، وكما نرجو أن لا يعود.
بقلم : أحمدو بمب ولد محمدو
طالب باحث
[email protected]




Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!