بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
واعتصموا بحبل الله جميعا
كوكبة من علماء ومشايخ موريتانبا
مبادرة توحيد الصف الموريتاني
نداء من كبار العلماء والمشايخ في موريتانيا إلي جميع قادة البلد وساسته وأهل الرأي والنفوذ فيه

الحمد لله القائل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (سورة آل عمران، الآية:103)..

لقد قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (سورة النساء، الآية:114) وقال جل من قائل: { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }(سورة الأنفال، الآية1) وقال، ومن أصدق من الله قيلا: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } (سورة الأنفال الآية 46) وقال جل وعلا: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }(سورة الحجرات، الآية 10)

ولقد روى تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدين النصيحة قلنا لمن قال: ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) (صحيح مسلم/كتاب الإيمان/الحديث رقم205).

وقد روى زيد ابن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة)(مسند الإمام أحمد)..

كما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا , المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا وأشار صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه...) (صحيح مسلم/كتاب البر والصلة والآداب)..

وبعد:

فإن بلادنا الجمهورية الإسلامية الموريتانية كانت بفضل الله ومنه وكرمه، وكما يعرف الجميع، مضرب مثل في الإخاء والمحبة والتآلف بين أهلها الذين رأى فيهم كثير من أبناء الأمة قدوة في التمسك بالدين الحنيف والعمل بالكتاب والسنة بما يقتضيه ذلك من الاعتصام بحبل الله الجامع ونبذ التفرقة والنأي عن الشقاق. وقد امتحنت بلادنا بأزمة سياسية كان الأولى في مواجهتها منذ البدء تجنب تدويلها والعمل على حلها داخليا بالشورى والتناصح والتعاون على البر.

أما وقد وقع غير ذلك، فإن الله أنعم على بلادنا بوسطاء سعوا لتقريب وجهات النظر، وكان من هؤلاء وسيط ناصح من بلد جار ومسلم بذل جهده ووقته وكل ما في وسعه لتضييق هوة الخلاف بين أطراف الأزمة السياسية . . وقد نجح الرئيس السنغالي عبد الله واد بفضل الله وتوفيقه، وبتعاون كل الأطراف، في جمع فرقاء الأزمة على اتفاق استبشر به أبناء البلد بل وأبناء الأمة خيرا. لكن فرحة الموريتانيين بهذا الاتفاق بدأت تتلاشى مع التعثر الملاحظ في تطبيقه.

وانطلاقا من واجب النصح لولاة الأمر ولعامة أبناء البلاد، فإننا نحن الموقعين على هذا النداء:

1- نسجل لجميع الفرقاء، بتقدير وإكبار، ما قدموه لحد الآن من تنازلات بهدف الوصول إلى كلمة سواء، وندعوهم إلى أن يثبتوا بالعمل الملموس أنهم ليسوا أقل حرصا على مصلحة موريتانيا من الوسطاء الساعين لترتيب حل توافقي.

2- نستنهض الوازع الديني في قلوب قادتنا وساستنا ونناشد جميع أطراف الأزمة أن تخلص النية لله وتصدق العمل وتتعاون من أجل إنقاذ الاتفاق، وتنفيذ بنوده، حرصا على المصلحة العليا للبلد.


3- نذكر جميع أطراف الأزمة بمسؤوليتها أمام الله وأمام عباد الله في درء المفاسد الكبيرة المترتبة ـ لا سمح الله ـ على نبذ الوفاق واستمرار الشقاق.

4- نشكر للرئيس السنغالي عبد الله واد ولكل الوسطاء سعيهم الحميد، وندعوهم إلى مواصلة جهودهم، بما أوتوا من حكمة، لمساعدة الموريتانيين على الشروع الفوري في تطبيق الاتفاق، وعيا منا بأن أي انتكاسة تقع في موريتانيا، لها انعكاسات سلبية على دول الجوار وعلى سائر بلدان الأمة.


5- ندعو قادة الأمة الغيورين على مصالحها وسائر أصدقاء موريتانيا إلى دعم هذه المساعي الحميدة، إيمانا بترابط المصالح بين أبناء الأمة بل وبين شعوب العالم.

6- نعلن استعدادنا لتشكيل لجنة متابعة وتنسيق بهدف مؤازرة كل سعي صالح لإصلاح ذات البين وسد منابع التفرقة والشقاق.


7- نضرع إلى الله سبحانه وتعالى وندعو كافة أئمة البلاد وعلمائها ومشايخها وأهل الخير فيها وكل المهتمين بأمور المسلمين إلى أن يمدوا إليه سبحانه أكف الضراعة ليحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من جميع المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا ويؤلف بين قلوبنا ويجمع كلمتنا على ما يرضيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

العلماء والمشايخ الموقعون حسب الترتيب الأبجدي:
- الأستاذ أبوبكر ولد احمد
- الأستاذ أحمد ولد الراظي
- الشيخ أحمد بن الشيخان
- الشيخ أحمد بن الطلبه
- الشيخ اعل الشيخ ولد امم
- الشيخ التيجاني بن الشيخ الهادي
- الشيخ الحاج بن المشري
- الشيخ الحسن ولد بنيامين
- الشيخ الطالب اخيار ولد مامين
- الشيخ الن ولد الصفي
- الشيخ بال محمد البشير
- الشيخ بونن ولد الشيخ الطالب بوي
- الشيخ حمدا ولد التاه
- الشيخ سيد بوي ولد الشيخ حسن
- الشيخ عبد الرحمن ولد الشيخ سيديا
- الشيخ عبد العزيز سي
- الشيخ عبد الله جاه
- الشيخ عبدُ محم
- الشيخ محمد الحسن ولد احمد الخديم
- الشيخ محمد الحسن ولد الددو
- الشيخ محمد الزين ولد القاسم
- الشيخ محمد عبد الله بن السيد
- الشيخ محمد عبد الله ولد آلا
- الشيخ محمد عبد الله ولد الصديق
- الشيخ محمد فاضل ولد محمد الأمين
- الشيخ محمد فال ولد الشيخ سيد محمد
- الشيخ محمد فال ولد عبد الله الملقب اباه
- الشيخ محمد محمود ولد الغزواني
- الشيخ يحيى بن محمد بن الطلبه
- الشيخ محمد الحافظ النحوي