التاريخ: 21.09.2024  التوقيت:06:37 غرينتش


تاريخ الإضافة : 07.07.2009 18:59:02

العشرة المبشرون بالجنة


يحاول هذا المقال تتبع آراء الإخوة العرب من الأزمة الموريتانية الحالية ونظرتهم لها وبالذات موقفهم من الجنرال عزيز، الذي يبدو أنه شغلهم الشاغل، كما نحاول نقل آراء وانطباعات البعض منهم ومن مختلف الجنسيات العربية الذين التقاهم الكاتب.


قفزت موريتانيا إلى واجهة الأحداث العربية والدولية بعد تطبيعها للعلاقات مع العدو الصهيوني قبل عقد من الزمان، واستمر هذا الاهتمام مع توالي الانقلابات العسكرية والحراك السياسي القوي والمقابل إلى يومنا هذا



وقد كان أول اهتمام من المتتبع العربي بشخص الجنرال بعد تزعمه لانقلاب 3 اغسطس 2005 على ولي نعمته الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، ثم بعد ذلك على الرئيس المنتخب ـ الذي أوصله عنوة للسلطة.



خطابات الجنرال المستقيل الانفعالية والتي أثارت اهتمام واستغراب الموريتانيين قبل العرب، من قبيل طلبه من الموريتانيين أخذ أموال معارضيه ومجاراتهم، ثم التصويت له، ما فسره البعض بأنه تشجيع لمواطنيه على الكذب والخداع.


هذا الاهتمام تزايد بعد خطابه الشهير قبل أيام في ألاك حاضرة ولاية لبراكنة، مسقط الرئيس المستقيل سيد محمد ولد الشيخ عبد الله، وقد اتهم الجنرال حينها زعيمي المعارضة البارزين أحمد ولد داداه وولد بلخير بالفساد، ووعد بالكشف عن أدلة تدينهما في مهرجان انواكشوط الموعود، وسط نزيف حاد تشهده حملته ومؤيدوه، وعلى وجه الخصوص من قبل الناخبين الكبار، وهو ما دعا البعض من المتابعين لاعتبار هذه الاتهامات مجرد دعاية لزيادة حضور مهرجانه من قبل الفضوليين والباحثين عن الإثارة.


المتابعون العرب اعتبروا هذه الاتهامات في حق أشخاص مشهود لهم بالورع والتقى، وبعضهم لم يتسلم موقعا حكوميا منذ أكثر من 30 عاما مجرد تعبير عن انفعالات عاطفية وانكسارات نفسية، بعد ظهور عدة استطلاعات رأي بعضها علني والآخر سري، توحي كلها بتقدم المعارضة واكتساحها للمناطق الداخلية بعد سلسلة الانسحابات المتواصلة عن الجنرال، وإمكانية عجزه عن تخطي حاجز الشوط الثاني.


أحد الإخوة العرب أشار إلى أن مثل هذه الاتهامات كثيرة عند الحكام العرب، الذين يخططون للتخلص من الزعامات الوطنية التي تشكل تهديدا على مستقبلهم السياسي، ومحاولة يائسة لتحطيم صورتهم عند الشعب، وقد توقع أن يتهمهم مع مرور الأيام وتزايد التراجع في شعبيته بتهم أقوى، قد تصل لحد العمالة للخارج، والتآمر على الأمن الوطني. المعلقون العرب على كبريات المواقع العربية كموقع قناة العربية وهيئة الإذاعة البريطانية يرون في عزيز ذلك الانقلابي الذي يعيش في زمن غير زمنه، ويحاول أن يصل للسلطة ويغتصبها بطرق أصبحت غير مستساغة، وأنه يحاول إنشاء دكتاتورية عفنة يجب محاربتها ووأدها في المهد؛ حتى لا تنتقل العدوى للعالم؛ لان هذه الأعمال أشد خطورة في نظرهم من كل الفيروسات المعدية.


وتظهر أغلب التعليقات العربية تقديرهم للشعب الموريتاني الصامد والقوي في وجه الدكتاتوريات، بل إن الغيرة تتسلل لقلوبهم بشكل واضح من تضحيات هذا الشعب الكبيرة من أجل أن ينعم بديمقراطية حقة بعيدا عن تسلط وتجبر العسكر.


من الواضح من قراءة هذه التعليقات أن الجنرال لا ينعم بأدنى شعبية أو تعاطف، بل ينظرون إليه بكثير من الحنق والغضب، ليصل بهم الأمر لنعته بأقذع الأوصاف والنعوت.


هذه الصورة تجعلنا على بينة من أمرنا في خطورة الأزمة التي تمر بها موريتانيا، وخطورة ما يحيكه لها البعض؛ بسبب الجهل وعدم الخبرة والتهور، وهو ما يجعل كل الغيورين على الوطن ومستقبله مدعوون للتحرك العاجل والشامل؛ لتأخذ موريتانيا موقعها المحترم بين الدول.


في حديثي مع أحد النابهين الموريتانيين عن سر التهجم العنيف من قبل الجماهير العربية على الجنرال، وعدم وجود مناصرين له من بينهم، أجاب باسما، إنهم يا عزيزي لا ينتمون لموريتانيا الأعماق!!، وليست لهم بها أدنى صلة أو سابق معرفة.


بقلم: مولاي أحمد ولد لمونك


Class SQL 1.1 | Database down. | Please contact [email protected] | Thank you!